قطوف حضرمية من شعر العامية تأليف : سامي محمد بن شيخان

2016-10-24 10:04
قطوف حضرمية من شعر  العامية  تأليف : سامي محمد بن شيخان
شبوه برس - خاص - المكلا

 

هذا الكتاب الصادر عام 2011 م  عن دار الوجيدة للنشر و التوزيع - غيل باوزير ،  يتحدث عن بعض شعراء العامية الحضارم   و هم :

* الشاعر محفوظ عبدالرحمن العطيشي

* الشاعر عمر بن شيخ بن طاهر باوزير

* الشاعر سعيد عبدالله قشمر بافضل

* الشاعر ناجي سعيد بن علي الحاج

* الشاعر محمد عوض الحباني

* الشاعر صالح ربيع بلسود

* الشاعر محفوظ علي باسويد

و قد بذل فيه مؤلفه – الكاتب و الباحث و الشاعر -  الأستاذ الخلوق الرائع  : سامي محمد بن شيخان كما يلمس القارئ للكتاب جهدا كبيرا ، كونه تصدى لحياة و أشعار  7  شعراء شعبيين ،استمد معلوماته عنهم من الرواة و الحفظة لأشعارهم *، و من أشرطة الكاسيت ، و مقابلاته مع المتأخرين منهم ، و رجع لكتاب  وحيد  و هو كتاب  - الميزان -  لبامطرف – و بعض الصحف و النشرات ، -  و اعتمد الباحث على تقصٍّ  واع  و إحاطة وافية و تذوق للشعر العامي ،  لمن تحدث عنهم  من الشعراء و كتب بلغة أدبية جزلة و رصينة .. و الكتاب زاخر بأحلى و أجمل الأشعار العامية التي تدلل و تؤكد على أن الشعر العامي  هو الفن الشعبي الجميل و المرغوب و الشائق ، والمعبر عن آمال الناس و آلامهم بلهجة بسيطة مألوفة  محبوبة ، و من خلال  أشكال فنية راقية  خالدة .. و سنحاول هنا أن نمر مرور الكرام ، على صفحات الكتاب ال  166  ، و أن نختار أو نقرأ بصوت مسموع   شذرات هامة  من الكتاب ، إذ يطيب لنا  أن يشاركنا بقية أصدقائنا  الأعزاء  المتعة و الفائدة    ..

* الشاعر محفوظ عبدالرحمن العطيشي

لي ساير  البدو  في  الوديان  يتهيّم

بهذل  بنفسه  و لقـّى  له  شـَعر  و حبوس !!

 

*  يشير مؤلف الكتاب  بأن الشاعر العطيشي باوزير ، - 1888 – 1942 م - أحد شعراء منطقة الصداع البارزين ، و الصداع هي إحدى قرى مديرية غيل باوزير ، سُميّت بهذا الإسم لوجود – صَدع –  أي نبع ماء على الأرض فيها ، بدأ الشاعر  العطيشي ينظم الشعر العامي في سن مبكرة ، قال عنه الشاعر سعيد قشمر : - لو حضر العطيشي معنا في مدارة الشبواني لأكل عشانا من تحتنا ، و لكن ربنا حفظ و سلم .. وقع شاعر هبيش – 

*  و الشاعر المحضار أشار اليه  عندما أشار الى المصادر التي تأثر بها في شعره في قوله :

من روح ثغر الشحر جابه ما فتح ديوان عنتر

من مدرسة معلاق من قاموس بن حيمد و قشمر

من صوت سعد الزين من سواد من نغمة مقمر

من شيخ محفوظ العطيشي من قصد مرتع أبو زيد

 

* و قد جاءت أشعار العطيشي كما يقول الباحث الأستاذ سامي بن شيخان ، معايشة لقضايا و هموم بيئته ، و منسجمة بل وليدة معايشة حقيقية لتلك البيئة .. فهو يقول عندما صدم بمواقف بعض أصدقائه :

قولول  لبو عامر  قطعت  الياس  من  بعض  العرب

لي  نا  منزلهم   منازلهم   و  حاسبهم   ثقات

و تقلبت  بقعه  و هذا  الوقت  يا سعيد  انقلب كلْ  من  خرج  كِلمهْ  نساها  ما حسب  للتاليات

ما حد سقانا  يومنا  عطشان  ظامي  با  شرب

أين العوايد ؟  كنت  نشرب  من  موارد  صافيات

و اليوم  زقلوا بي   صحابي  ثار  جوفي  والتهب

لي  ما عطوا  المعروف  حقه  و آمروا  بالمنكرات

مَجْمَع  و منبر  و الكتب  و خطيب  يعجب  لا خطب

لكنها مثل  الذي  يقرع  بواب امقفلات

 

* و عاش الشاعر  العطيشي حياته فقيرا  ، محاصرا بقسوة الحياة و تقلبات الأيام و مرارتها ، و من قلة التنمباك يقول :

كزّيت في القصبهْ و كسّرت البواري و الرشب

من قلة التمباك ماكهلهن قبالي مركزات 

 

* و نالت – الهبيش – تلك الرقصة  بدوية  المنشأ ، ذات الطابع الغزلي جل اهتمام الشاعر العطيشي ، و أعجب بألحانها الشجية السريعة و خفة و حركة الراقصين و مشاركة الراقصات الرواعي في هذه الرقصة الى جانب الرجال ، و له فيها اسهامات عديدة – مساجلات و مسرَّحات – تبادلها مع غيره من الشعراء ، شملت مختلف القضايا و الحوادث التي عاصرها .. يقول في إحداها :

بعطيك  كِلمهْ  سكُتْ  و لعاد  تتكلم

خيشة  ذبر لي  معه ، ماهي  عسل  مدبوس

قد  قلت  لك  بالصبيغه  ليش  تتحزم

خل  الصبايغ  ..  لبن  ملعب  و بن  كردوس

لي ساير البدو في الوديان  يتهيم

بهذل بنفسه و لقّىَ له شعر و حبوس !!

 

* كما يبدو تأثير البيئة واختياره لمهنة – الجمالة – كما يذكر الباحث ، التي استمد منها الكثير من صوره الشعرية و غلف بها أشعاره كقوله  :

لا حد  يغوّز  لك  جمل  باداس  ما مثله  جمل

و لا يغرنك  جمال  الجامحة  و بني  عجيل

 

* و للشاعر العطيشي بعض الشعر في مجال الغزل  و منه قوله :

يعشق الزين قلبي  ينشرح  بالخضيرة

من يبيت  مثيلي  يدحق  الشوك  تدحيق

بخص والله على من هو حباله  قصيرة

عادنا ع الميه والألف بقدر و با طيق

* و القول  التالي يذكرنا  ، بتأثير المحضار بالشاعر العطيشي ، حيث يقول العطيشي :

يغلب علي أصلي يقول الجيد بن عبدالرحمن

و يقول المحضار :

ماعيب حد يغلب علي أصلي 

* و كان الشاعر العطيشي ، لسان قومه و الناطق الرسمي باسم سكان البادية عامة ، و الحموم خاصة ، يصور أفراحهم و أتراحهم ، ولم يتوقف عند قضية بعينها ، بل تجول بشعره في فضاءآت عديدة منها الاجتماعي والاخلاقي والاقتصادي و السياسي و توزعت أغراضه في المدح و الوصف و الرثاء و الغزل و التندر و الفكاهة ، و لهذا فقد احتل مكانة خاصة في قلوب أهالي قريته ، و نال تقديرهم و احترامهم ، و لسان حالهم في مختلف المحافل .

 

هامش 

على أن النقل عن الرواة و بالأخص نقل  أشعار المتقدمين  ، مسألة ليست سهلة ، و يلحظ المهتمون  عيوبها الطفيفة  ، و لكن ليس بيدهم حيلة ، فإما أن تتعرض أشعار الرواد  للضياع و النسيان ، و أما أن تحفظ  في كتب على علات النقل  -  و لحسن الحظ أن مؤلف هذا الكتاب أحد الشعراء ، فصحح ما استطاع  مما سمع  كما يبدو ..  

 

* و لا بأس من أن أورد مثلا حول ما أشرت اليه ، فقد جاء في الكتاب صفحة 29 مساجلة بين الشاعر سالم سعيد باسباع ، و الشاعر العطيشي على البحر المثمون :

با سباع : 

حيا بنسل العطيشي لي على الداعي وصل

وانعم صليب الرأس يا نسل العطيشي باوزير

و في ما ذكر خروج  طفيف عن المثمون فربما كان الصواب :

حيا و مرحب بالعطيشي لي على الداعي وصل

و انعم صليب الرأس يا نعم العطيشي باوزير  و على كلٍّ ، كل الأبحاث المنشورة المتعلقة بالشعر العامي ، تقع في مثل هذه المآخذ الطفيفة  .

 

*- شبوه برس - جولدن نيوز : أ صالح سالم عمير