علينا كل مرة أن نذكر أن تدخل التحالف العربي في اليمن جاء بطلب من الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي الذي تم محاصرته في صنعاء ثم تمت مطاردته إلى عدن فلم يجد بعد اجتياح الانقلابيين غير الاستعانة بالجارة العربية المملكة العربية السعودية التي استجابت مع تحالف عربي بدأت عملياته العسكرية في 26 مارس 2015م لوضع حدٍ لانتهاكات الحوثيين وشريكهم المخلوع صالح، تدرك السعودية مسؤولياتها لذلك انتقلت عملياتها من «عاصفة الحزم» إلى عملية «إعادة الأمل» التي تهدف لتحقيق القدر الأعلى من تخفيف تبعات الانقلاب على الإنسان في اليمن.
دشن مركز الملك سلمان للإغاثة أوسع عملية إمداد بالغذاء والعلاج لكل المحافظات بما في ذلك محافظة صعدة معقل الحوثيين، بل إن الخدمات الإغاثية وصلت إلى المُكلا بعد اجتياحها إعصار تشابالا وإبان وقوعها تحت قبضة تنظيم القاعدة الإرهابي، تعاون مركز الملك سلمان مع الهلال الأحمر الإماراتي كان أنموذجاً يحمل كل القيم والمبادئ الإسلامية التي ارتكزت عليها هذه العملية العسكرية النبيلة في أهدافها. مرة أخرى يعود التحالف العربي بشجاعة الفرسان ويعلن بوضوح أن حادثة الصالة الكبرى في صنعاء وقعت نتيجة تمرير معلومات «مغلوطة» تبعها إصرار على تنفيذ الضربة، ثم نُفذت بدون أخذ إذن من قيادة التحالف، كما أن أطرافاً في موقع الحادثة أسهمت في رفع أعداد الضحايا، ما حمله البيان الصادر عن الفريق المشترك لتقييم الحوادث كان واضحاً جلياً في كشف كل التفاصيل بما فيها تحديد الجهة المعنية بتمرير المعلومة «المغلوطة» وهي رئاسة هيئة الأركان في الجيش اليمني.
في يناير 2016م كان التحالف العربي شجاعاً بتحمل مسؤولية التحقيق تجاه قصف مبنى قريب من مستشفى أطباء بلا حدود في صعدة، وعاد هذه المرة ليؤكد الشجاعة الأخلاقية تجاه الحادث المؤسف في عزاء صنعاء، وبين الحادثتين تبرز المعلومة «المغلوطة» وهذه هي الجزئية التي تستحق التركيز حولها ووضع النقاط على الحروف فوقها.
ندرك أن المخلوع صالح له أذرع متوغلة في كل أجزاء اليمن التي تعمل على إفشال جهود الشرعية من جوانب مختلفة فلا يمكن أن نَصف ما تقدمه على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الخدماتي جيداً وكذلك العسكري الذي من الواضح أنه غير قادر على إنجاز انتصار مؤثر بعد عجز قوات الجيش اليمني التابعة للشرعية، فلقد تحول الواقع بعد تحرير عدن إلى حصار هش للعاصمة صنعاء.
تم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ضد التحالف العربي في حادثة العزاء، ونتفهم أن الحوثيين يلقون بالاتهامات على التحالف لكن كيف يمكن أن نتفهم اتهامات اتباع حزب الإصلاح للتحالف، ما بحث عنه حزب الإصلاح هو ما يريده المخلوع صالح وكذلك الحوثيين برغبتهم المتوافقة على توريط التحالف العربي وتحميله المسؤولية في حادثة صنعاء، اتباع حزب الإصلاح الذين خسروا معركتهم مع اجتياح الحوثيين لصنعاء هم أيضاً الذين عجزوا عن الوصول إليها في الحرب اليمنية الدائرة الآن. الرسالة وصلت تماماً فالتحالف العربي لم يكن ليتورط في مكايدات اليمنيين المتنافسين على سلطة الحكم، التحالف لديه مهمة أنجزها بالكامل فالحكومة الشرعية عادت إلى بلادها وتمارس كامل أعمالها من كل التراب المحرر، التحالف العربي غير مسؤول إطلاقاً عن الفشل الإداري أو الخدماتي أو حتى العسكري، المهم الآن هو أن تعي أطراف النزاع اليمنية أن عليها التوصل للحل السياسي وفق المعطيات الحالية فلا يمكن بعد أن الغدر والخيانة الاستمرار في معركة لا نهاية لها.
*- الجزيرة السعودية