لقد ظل القرار الوطني الجنوبي وعلى فترات متعاقبة من التاريخ الجنوبي ليس ملك وبيد الجنوبيبن بشكل كامل ومستقل ففي فترة الاستعمار البريطانى لم يمتلك السلاطين قرارهم المستقل بل كان القرار للمستشار السياسي البريطاني في كل سلطنة وللمندوب السامي البريطاني في عدن وكذلك بعد الإستقلال 67م وقيام النظام الجمهوري تنازع القرار والتأثير عليه عدت اطراف خارجية من الناصرين والبعثيين وحركة القومية العرب ثم الاتحاد السوفيتي والمانيا وكوبا وكان الخبراء الروس في القوات المسلحة واللجنة المركزية والخبراء الألمان في امن الدوله ووزارة الداخلية والكوبيين في المليشيا تعتبر استشاراتهم وتوجيهاتهم ملزمة وأذكر أنه حتى في إطار مشاكل المكتب السياسي واللجنة المركزية كان يتم التوسط فيها من قبل جروح حبش ونايف حواتمة الخ ...
لقد أردت من خلال هذه المقدمة ان انبه على ضرورة ان نتعلم من تجارب الماضي وأهمية استقلال القرار الوطني الجنوبي وعندما نتكلم عن استقلال القرار الوطني الجنوبي نتكلم ان القرار ينبغي ان يضع مصلحة الجنوب هي الأولي ففي الوقت الذى نحن في امس الحاجة إلى الحفاظ على تعزيز وتقوية العلاقات الأخوية الاستراتيجية مع أخواننا في الجزيرة والخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات ففي الوقت الذي ينبغي الحفاظ على استقلال القرار الوطني الجنوبي مع تاكيدنا ان لايسمح لا الجنوبيبن ولا إخواننا في الجزيرة والخليج بتكرار الخطأ الذي ارتكب بعد الاستقلال في عدم إقامة علاقات أخوية قوية وهو خطأ لا يمكن نحمله النظام السابق في الجنوب لوحدة ولكن يتحمله كذلك إخواننا في الجزيرة والخليج الذى تركوا هذا النظام الجديد ليذهب بعيدا عنهم
لقد أثبتت الأيام والأحداث وماعبرت عنه حرب 2015م وعاصفه الحزم خطأ الحسابات القديمة في نظرة وتقييم كل طرف للآخر بل واثبتت التجربة التى اختلط فيها الدم الجنوبي والخليجي في معارك الشرف ان المصير واحد وان العدو والمخاطر والاطماع التى تهدد الجنوب والجزيرة والخليج واحدة وان استقرار وامن الجنوب والجزيرة والخليج لايمكن تجزءته ولذلك فإن مصلحة الجميع تتطلب إقامة شراكة مصالح حقيقية تخدم امن واستقرار وتطور المنطقة كلها وهو أمر لايمكن له ان يتحقق دون دعم إخواننا في الجزيرة والخليج لحق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه وبناء دوله المؤسسات دوله النظام والقانون ....
ملاحظة ختامية. .
أعلم ان الجنوب يمر في مرحلة استثنائية وبدون دولة وإن اليمن كله تحت الوصاية الدولية ولكنني أحببت في هذه العجالة ان ننبه وان نتعلم من دروس وعبر ماضي الجنوب السياسي ...
*- ابو وضاح الحميري
صالح محمد قحطان المحرمي