هل الإرهاب ظاهرة أم مشكلة ؟

2016-09-03 13:44

 

و للإجابة على هذا السؤال عزيزي القارئ دعني آخذك إلى معرفة الفرق بين الظاهرة و المشكلة كما يعرفهما علم الإدارة :

يعرف علم الإدارة كلا من الظاهرة و المشكلة و بإختصار بالآتي :

1- الظاهرة هي عرض .

2- المشكلة هي المرض .

و من خلال هذا التعريف المختصر لكل من الظاهرة و المشكلة يمكننا أن نلاحظ جليا بأن الإرهاب هو ظاهرة نتجت عن تراكم العديد من المشاكل في مجتمعاتنا التي تعاني تعاظم هذه الظاهرة و انتشارها خاصة بين أوساط الشباب و لعلك عزيزي القارئ يتباذر إلى ذهنك في هذه اللحظة سؤال آخر غير الذي طرحناه كعنوان رئيسي لمقالنا هذا و هو كيف أهتدى الكاتب إلى هذا الجواب و صنف الإرهاب بأنه ظاهرة و ليست مشكلة ؟

 

لذلك دعني أجيبك و ببساطة تماما كما هو الحال في تشخيص أي طبيب لأي مريض يعاني مثلا من الحمى الظاهرة عليه باعتبارها عرض ظاهر جليا على حالته المرضية  إذا اكتفى الطبيب بالقول للمريض ضع الكمادات الباردة حتى تنخفض درجة حرارتك دون أن يتابع بقية عمله و هو كتابة الفحوصات الطبية اللازمة لمعرفة ما هي الأسباب التي أدت إلى ارتفاع درجة حرارته و اصابته بالحمى فهو لم يعالج المشكلة أو المرض بل اكتفى بعلاج العرض أو الظاهرة و هي الحمى لذلك فبالتاكيد بأن الحمى التي هي العرض ستعاود المريض مرة أخرى أخرى بعد فترة بسيطة لأننا لم نعالج الأسباب الحقيقية التي تقف خلال هذا العرض و هي المشكلة الحقيقية التي تكمن في المرض نفسه .

 

و للأسف الشديد أن كثير من الحكومات التي تعاني مجتمعاتها من ظهور هذه الظاهرة تتعاطى معها تماما كما تعاطى ذلك الطبيب مع المريض المصاب بالحمى لذلك ما تلبث تلك المجتمعات إلى التعافي من تلك الظاهرة حتى تعود مرة أخرى للظهور بشكل أو بآخر.

 

و هنا يستدعيني الحديث عن ظهور تلك في مدينتي الحبيبة عدن و بعيدا عن الصراعات السياسة و التي هي بالتأكيد أحد أهم الأسباب التي دفعت بتلك الظاهرة للظهور إلا أن هناك أسباب مجتمعية مهمة لا تقل أهمية عن الأسباب السياسية إن لم تكن هي الأهم على الإطلاق من وجهة نظري على الأقل على إعتبار أنها كانت هي الممهدة الرئيسية لظهور تلك الصراعات السياسية و كذلك إستغلال أطراف الصراع ذاته للشباب الذي كانوا ضحية تلك الأسباب المجتمعية التي دفعتهم للجوء إلى هؤلاء و استخدامهم كوقود لمعاركهم تحت أي ذريعة تبرر لهم القيام بتلك الأعمال الإرهابية.

 

و هنا نصل عزيزي القارئ إلى أن الفقر و الجهل و المرض الثالوث التاريخي الذي يقف خلف تخلف و تراجع أي أمة هي أسباب مجتمعية رئيسية استدعت تلك الظاهرة إلى تفترس شبابنا و تنال من قدراتهم التي إن تم توجيهها بشكل سوي و إدارتها بكفاءة عالية بإمكاننا القضاء على المشاكل التي تقف خلف الإرهاب و بالتالي تجفيف منابعه الرئيسية التي يتغذى منها و القضاء عليه و لا يكون ذلك إلا بموازاة و جود أمن قوي و قضاء عادل الذي هو بمثابة الكمادات الباردة التي تصاحب العلاج للقضاء على حمى الإرهاب.

 

بقلم / نزار أنور