الفارق بين العقل السياسي الجنوبي والشمالي !!

2016-08-29 18:46

 

ان تناولنا هنا في المقارنه بين العقلية السياسية الجنوبية والشمالية ليس من باب الدعاية لصالح الشماليين او  تجني على الجنوبيين بل هي الحقيقة المرة كما أثبتها التجربة من عام 90م حتى اليوم حيث تخلفه العقلية السياسية الجنوبية  على حساب تطور واستفادة العقلية الشمالية وسوف أوضح ذلك ببعض النقاط والوقائع مثل. ..

1 ... يوجد في الشمال سقف معين لخلافاتهم  ومرونه سياسيه في معالجة هذه الخلافات وتوجد هناك مرجعيات وقواسم مشتركة واوليات فيما بين الفرقاء السياسيين بينما الجنوبيين يفتقدون لكل هذا. .

2.. لا توجد بين القوى السياسية الشمالية عداوات دائمة بل متحركة ومتغيرة تتحكم فيها المصالح لا العواطف ولذلك تحالف المخلوع مع الإصلاح ضد الحوثي في حروب صعدة ثم تحالف الإصلاح مع الحوثي ضد المخلوع في ثورة الشباب الشباب ثم تحالف المخلوع مع الحوثي  ضد الإصلاح والشرعية في الحرب الأخيرة. . بينما الجنوبيين يفتقدون لمثل هذه التكتيات والتحالفات فيسرفون في الخلاف والعداء فيما بينهم على أتفه الأمور بل ولم يستطيع مغادرة وتجاوز خلافات الماضي رغم رفع شعار التصالح والتسامح ورغم المعناة التي شملت الكل والتي يفترض أن توحدهم ..

3.. الشماليين الحزبية عندهم وسيلة وليس غاية ولذلك لايوجد عندهم تعصب حزبي او قطيعة بين الأحزاب والأعضاء فتجد مثلا من أسرة واحدة أعضاء في عدة احزاب  يؤكلون على مائدة واحدة مثل عيال عبدالله الأحمر وغيرهم ... بينما في الجنوب  تجد التعصب الحزبي والقطيعة بين الحزبيين وتخوين كل واحد للاخر.

4.. الشماليين نقاط الخلاف لا تمنعهم من العمل في نقاط الالتقاء المشتركة لمصلحة الجميع بينما الجنوبيين اذا اختلفوا على نقطة واحدة تركوا كل نقاط الالتقاء المشتركة ولو كانت هذه النقاط كثيرة ولمصلحة الجميع . ..

5.. الشماليين عندهم قيادة موحدة معترف فيها وتطاع فخذ مثل اليوم القائد الذى يقود الأمور في صنعاء هو المخلوع وحتى القوى الأخرى تمتلك قائد فتجد ان الحوثيين معهم قائد واحد والإصلاح كذلك الخ .. عكس الجنوبيبن الذي لم يستطيعون من إنتاج قيادة حتى على مستوى بعض المكونات  ...

5... في الشمال يمتلكون عمل مؤسسي منظم استطاع أن يدير الصراع والبلاد والإعلام والحرب الخ ... ولذلك استطاعوا الصمود طوال الحرب بل وحققوا نجاحات على المستوى الدبلوماسي والإعلامي لصالحهم الخ ..

ببنما الجنوبيين لانهم لايمتلكون قيادة لايوجد عندهم اي عمل مؤسسي منظم مخطط لذلك تجدهم يتخبطون ويضيعون الفرص فرصة تلو الأخرى  ويسود عملهم العشوائية وعدم وضوح الرؤية رغم عدالة قضيتهم. .

6.. الشماليين كلهم متفقين ومتحدين على بقاء الجنوب في حضيرتهم بينما الجنوبيين غير موحدين على استعادة الجنوب بل وتجد ان بعض الجنوبيين يخدم العدو وأهدافه ولذلك كسب الشمال من الجنوبيين بل وقاتل بعض الجنوبيين معهم في حرب 94م ووقف البعض معهم وان كانوا افراد في حرب 2015م بينما قاتل الشماليين كلهم ضد الجنوب في الحرب الاولى والثانية ضد الجنوب ولم يقاتل أحد من الشمال مع الجنوب لا في الحرب الأولى ولا الثانية . ..

 

الخلاصة..

هل ان الأوان ان نصحو وان نتعلم ونستفيد حتى من أعدائنا ومن الدروس والعبر التى مر فيها الجنوبيين وهي كافية وكفيلة لان نتعظ منها ؟؟

إلى متى يمكن ان يستمر الجنوبيين في هذا التيه السياسي والضياع وضياع الفرص الذى قد لا تتكرر؟؟؟

هل ان الأوان ان ان نغادر جميعا صراعات وخلافات وثقافة وعقلية الماضي التي مزقت الجنوبيين وقادة إلى ضياع الجنوب وان نكبر بحجم تضحيات وأحلام  وتطلعات شباب الجنوب ؟ ؟؟

بدون أن نراجع حساباتنا وسياساتنا بعقلية سياسية جنوبية تكبر على صغائر الامور لتكون بحجم الجنوب وتمتلك خطاب وطني جنوبي

وبدون ان يمتلك الجنوبيين قيادة فاعله موحدة تمتلك رؤية وخارطة طريق تمتهن العمل المؤسسي المنظم فإنه ليس فقط من الصعب الحديث عن تطلعات الجنوبيين في استعادة وبناء دولتهم بل وفي القدرة على مواجهه التحديات والمخاطر التى تهدد الجنوب ارضا وانسانا وهي تحديات ومخاطر كبيرة وخطيرة ...

ليس عيب ان نتعلم حتى من أعدائنا ولكن العيب أن لانتعلم وان لا نتعظ من الدروس والعبر ....

 

*- صالح محمد قحطان