تأريخ الجنوب

صفحات من تأريخ العوالق : خيانة النظام اليمني للثوار بالإتفاق مع بريطانيا (2-5)

2016-08-21 17:29

شبوه برس - خاص - الصعيد شبوه

صفحات من تأريخ العوالق : خيانة النظام اليمني للثوار بالإتفاق مع بريطانيا (1-5)

الشيخ محمد فريد و السادة آل الجفري يتدخلون

في اكتوبر عام 1954 تدخل السادة حسن بن محمد الجفري وعلي بن محمد الجفري وبعض أعيان العوالق بقصد الإصلاح و استدعي الشيخ محمد فريد بن محسن من حضرموت حيث كان يعمل مستشارا سياسيا هناك وذهب إلى يهدد بكور العوالق أكثر من عشر مرات ،أما الأمير عبدالله بن محسن بن فريد فقد استمر في التفاوض مع اخوانه آل فريد المعتصمين في جبال الكور حتى انه ذهب إليهم شخصيآ ولبى مطالبهم وعادوا جميعآ إلى الصعيد .

* ثورة قبائل آل مُحٌّمد بن أحمد ( آل سليمان – الطواسل ):

عند تأسيس مشيخة العوالق العليا عام 1951م تم تعيين الشيخ محمد بن محسن بن عيدروس وكيلآ للمشيخة عن آل مٌحٌّمد

،كما عين محمد بن أحمد بن عيدروس حاكمآ عرفيآ في المصينعه ،وفي عام 1954م نشب خلاف بين المذكورين وإدارة المشيخة وعٌزل الوكيل والحاكم ثم لجأوا إلى كور العوالق والتحق بهما بعض الطواسل على رأسهم الشيخ حسين بن عشيم وبعض آل احمد السر وبعض المرازيق وآل سليمان وتمركزوا في " كور يخلب " ثم في كور آل سعيد – المرازيق وإستمروا في المناوشات على المراكز الحكومية في منطقة آل محمد حتى عام 1958م حيث توسط الشريف حسين بن أحمد الهبيلي بينهم وبين " آل فريد " ثم نجحت الوساطة وعادوا إلى مراكزهم الإدارية السابقة.

* ثورة عام 1959م (آل أبوبكر بن فريد و معن )

إثر مهاجمة الدبابات البريطانية منازل آل أبو بكر بن فريد و قصفها بالمدفعية ،خرج آل أبو بكر بن فريد إلى كور العوالق في إبريل عام 1959م والتحق بهم مجموعة من آل علي والطواسل وآل احمد السر وتمركزوا في الأماكن التالية :

مربون – دمانه – حماره – مداران - الجبيل – كور يخلب – مذاب – البشيره – صحيور ( عدس ) – غمغه (مذاب) – جول نيح ( عدس) – حمر ( أرض المرازيق ) بابرمه – الطحيله – مشرس. ثم أخذ الثوار يشنون غارات ليلآ ونهارآ على المراكز الحكومية في :الصعيد – يشبم – المصينعه – السفال ،كما كانوا يعترضون القوافل العسكرية التي تمر عبر وادي يشبم – والضلعه – ومنطقة آل مُحمَّد.

وكانت الإشتباكات تدور بينهم وبين الجيش بصورة شبه يوميه ،وقد وصف أحد الجنود من قبيلة "باكازم – العوالق السفلى" تلك المعارك قائلآ:

وانا ســـــــــلامي يابنــــــادقنا = دي في السعـه عيب الخـــطا فيها

لا قد خرج جعفان من المحجا = اخشـــــــــامها ترجـــــع كراسيها

وقد استمرت تلك المعارك انطلاقآ من كور العوالق مدة عام كامل ،وفي إبريل 1960م وفي صفقه سريه عقدت بين " كينيدي تريفاسكس" المندوب السياسي البريطاني في عدن وممثل الأمام أحمد حميد الدين اتفق الطرفان على قطع المعونات اليمنية عن الثوار وإجلاءهم عن كور العوالق وشنت عليهم بريطانيا حملة جوية – برية في إبريل 1960م ولمدة شهر كامل حتي إجلتهم من كور العوالق إلى البيضاء – اليمن الشمالي، وقال الشاعر الكازمي يصف المعارك مع الثوار:

من دي مسيره من بلد عليا = عورا وصوراء والهوس فيها

كم هي مدافـع دي تهاجمهم = والجيــش يرجـع من ملاجيها

وعند وصول آل أبو بكر بن فريد وأنصارهم من الثوار البيضاء أقيم لهم موكب قبلي وقال الشاعر محمد مفضل :

قالــوا لنا الطيـــار والعسكر = تصبــح بكم غـــاره وراء غاره

ياريت والله من حضر معكم = يوخـــــذ من النــــاموس مقداره

* الكور يلتهب من جديد عام 1968م :

عند قيام حركة الوحدة الوطنية في 22 يوليو 1968م والتي طالب فيها أبناء العوالق النظام الشمولي في عدن بتحقيق الوحدة الوطنية من خلال قيام نظام يمثل فيه كل أبناء الجنوب بمختلف توجهاتهم السياسية ورفضه لمطالبهم استولى الثوار على كامل منطقة معن ثم زحفوا إلى قاعدة عتق واشتبكوا مع جيش النظام في معركة السوداء يوم4/8/1968م وجابهوا الجيش بأسلحته الثقيلة سقط على إثرها أكثر من 35 شهيدآ من أبناء العوالق ثم اكتسح الجيش كامل منطقة " معن "و لجأ الثائرون إلى كور العوالق " عرين الأسود " .

و أستمر القتال بينهم وبين النظام الشمولي مدة عام كامل من أغسطس 1968م حتى سبتمبر عام 1969م كبدوا فيها الجيش (550)جنديا وضابطا بين قتيل وجريح .

*- بقلم د علوي عمر بن فريد

*- للإطلاع على الجزء الأول على الرابط التالي : أضغـــــــط هنـــــا