هذا التعميم الذي دفعت به حكومة بن دغر يظهر وبما لايدع مجالا للشك لمن بقي في قلبه مثقال حبة من خردل بإمكانية إصلاح شأن الحكومة طالما وأن القائمين عليها من سلالات الثورات المتسلسلة بحلقات الفساد ومايخرج منه .
هذا التعميم وكما هو مبين لايحمل أي مصوغ قانوني أو رسمي ، ومن خلال ماورد فيه فهو يستند على " إرتفاع أسعار الوقود " ولم يفند مالمقصود بالإرتفاع في ظل إنخفاض أسعار النفط عالميا ولكنه إستند بالباطن إلى إرتفاع سعره في السوق السوداء والذي بلغ حدا يفوق التصورات فكان التصور الذي أجمعوا عليه أمرهم بإن فرض زيادة بواقع 35ريالا في مادة البنزين تعد لاشيء من حيث أن السعر الجديد لدبة البترول هو3700 ريالا عن 3000ريالا وهو وفقا لتصورهم يعتبر منطقيا ومقبولا إذا ماتم قياس ذلك على أسعارها في السوق السوداء .
والمضحك في الأمر أن الإتفاق تم مثلما ورد في التعميم ( إستنادا ) لموافقة ومباركة دولة رئيس الوزراء بن دغل وليس بن دغر لإن الدغل في لهجة عدن تعني اللكم من دون رفع الأيدي وفي ذلك كناية عن اللؤم بيد أن ماضي الرجل قد فاق ذلك بكثير وزادوا أن الحقوا بنائب وزير النفط ومدير شركة النفط اليمنية بالركب من حيث مباركتهم لهذه الزيادة وهي زيادة ستلقي بظلالها وضلالها على كل مايتعلق بحياة الناس مضيفة إلى معاناتهم المزيد والمزيد من البؤس والحرمان .
صيغة التعميم المذيل بتوقيع نائب مدير شركة النفط " باطلا " بحكم القانون لإنه لم يستند لمرجعية قانونية إلا إذا كان تبرير ذلك بإن الأسعار الجديدة معمولا بها في كل من محافظات شبوة ، حضرموت ، والمهرة وكأن المحافظات هذه تقع تحت طائلة الشرعية .
ختاما ... لم أرى في حياتي البائسة كمواطن دهاة يحرفون الكلم عن مواضعة ويبعثرون بعلم المنطق بالتمنطق بالغايات التي تبررها الوسائل وهم بنهجهم هذا فاقوا معلمهم صاحب كتاب " الأمير " ميكيافييلي ، لإنهم غدوا ملوكا وأباطرة في الجبروت والطغيان .
قبل أن أختم ... التعميم موجها للسادة أصحاب محطات الوقود ويحثهم على التقيد بما ورد فيه وتبعات ذلك هي بالتأكيد الجحيم الذي سيتعين على المواطن مكرها تقبل العيش فيه ومن دون خطاب ومن دون إعتذار ومثلما هو شائع من دون إعتبار لإننا في نظرهم في مرتبة الحمار ؟!!!.
رحم الله المتنبي القائل :
من يهن يسهل الهوان عليه *** مالجرح بميت إيلام .
*- صالح الدمبي الطوسلي – عدن