إبتداء من التوقيع على المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة والحوار الوطني الشامل وإتفاق السلم والشراكة فالإنقلاب وإعلان الحرب وإجتياح الجنوب والعاصمة عدن ودخول التحالف في الحرب وصدور قرار البند السابع 2216 ولقاء جنيفا 1،2 وأخيرا مشاورات الكويت التي يروج أنها خرجت بتصورات من ثلاث نقاط يعتقد أنها حظيت بإتفاق يجري اليوم تبييضها لإخراجها على الشكل الذي يليق بهذا الشعب البائس من حيث الإستهتار والإستخفاف به وكأن ماحدث لم يكن شيئا مذكورا وكأن تدمير قدرات الدولة وقتل الشعب وتشريده وتجويعه وإذلاله وهتك كرامته يمكن إحتوائه في أربع كلمات " عفا الله عما سلف"!!!!!.
ماهي التصورات الثلاث التي سربتها قناة العربية " الحدث " دعونا نلقي عليها نظرة سريعة وهي نقاط لاتحتمل عناء قراءتها أو الغوص لسبر أغوارها لإنها نقاط لاتعني في لغة الحساب سوى أصفار على الشمال تماما كما حال أصحاب الشمال في تعاطيهم للعهر السياسي والأخلاقي أما الوازع الديني فهو ميكيافيللي بكل المقاييس .
- إلغاء الإعلان الدستوري واللجان الثورية وماترتب عليهما من تغييرات في مؤسسات الدولة ... يلاحظ هنا أن ماترتب عليهما لم يشمل الدمار والقتل والتشريد .
- تشكيل لجنة عسكرية " عذراء " لم يطمثها حوثي أو عفاشي أو شرعي أو إصلاحي تشرف على الإنسحاب العسكري من المنطقة ( أ ) والتي حددت جغرافيا بمساحة أمانة العاصمة والحزام الأمني التابع لها وبإشراف أممي لضمان عودة الحكومة في بحر شهرين من حال التوقيع وبالتزامن مع الإنسحاب وتسليم السلاح يتم تشكيل حكومة " وحدة وطنية " وإعلان ( العفو العام ) .
- التصور الثالث أو " ثالثة الأثافي " فأعترف هنا أنني لم أفهم التصور الذي ترمي له وأظن أنها ركبت هكذا " مطاطيا " ليسهل التعامل معها مستقبلا وهو كالتالي :
إستئناف العملية السياسية ، وتحديد سلسلة الإجراءات العملية خلال فترة إنتقالية أقصاها سنتين ... أظنه من حال التوقيع ؟!!!!!.
هذا أيه السادة مايعني في لغة السياسة " العهر " وهو مايعني بالمقابل " القهر " في لغة المستضعفين .
ومن هنا ويؤلمني أن أصرح بهذا أن الجنوب هو الخاسر الأكبر في أي تسوية قادمة بين فريقي الشرعية والإنقلابيين ، وأصبح الرهان اليوم في حكم المؤكد أن الأمم قد تكالبت على الجنوب وتخلت عنه في دعم وتعزير توجهاته وتطلعاته التي ينشدها صوب التحرير والإستقلال وأتذكر وأذكر إخواني بما قاله الدكتور عبدالكريم الإرياني قبيل رحيله بإن على الجنوبيين إن أرادوا الإنفصال العمل عليه فهو لن يأتيهم على طبق من ذهب !!! إنتهى كلامه .
وللرد على مثل هذا الطرح لإستعادة الحق السليب والذي يمكن إسترداده من خلال العمل على سبل ثلاث على ضوء النقاط الثلاث المذكورة بعاليه إلا أننا ننظر إليها بعين الواقع وليس بعين التصور من حيث أن القوة الراجحة هي التي تمكنك من إنتزاع حقك السليب ولو كان في فم سبع كاسر ، وإما أن تكون قوة مرجوحة فإنك تتربص بعدوك الأيام والشهور والسنين حتى تسترد الشيء السليب ، إنها سياسة الأيام والتحالف والمصالح .
وإذا لم تكن لك قوة لاراجحة ولامرجوحة فغن مع المتنبي قوله :
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا
وحسب المنايا أن يكن أمانيا .
*- بقلم صالح الدمبي الطوسلي – عدن