قد أتفق معك أن الإرهاب لا دين له، وأن تعميم صفة الإرهاب على جميع معتنقي ديناً ما يعد تطرفاً وغلواً. ولكن دعونا نتحدث بصدق، فالإسلام يواجه مشكلة حرجة هذه الأيام.
تكمن الإشكالية التي يعاني منها المسلم أنه عندما يهاجر لبلدان الغرب يحمل معه نفس العقلية والقيم الأخلاقية التي نشأ عليها في محيط ثقافته، لذلك يصعب على الكثير منهم الإنصهار في هذه المجتمعات ذات القيم المختلفة، ولا نجدهم يكتفون بذلك بل يحاولون فرض تشريعاتهم على أهالي تلك البلدان التي احتضنتهم!!!!!!
هنا يكمن التناقض وفحش اللا منطق، بحيث أن معظم هؤلاء المهاجرين هم في الأصل هاربون من جحيم الويلات والحروب الأهلية التي نشبت في بلدانهم بسبب نزاعات دينية على الأغلب، ومن ثم فهم يريدون تكرار نفس الأخطاء الكارثية في بلدان قد تجاوزت هذه الخلافات منذ أمد بعيد.
ولعل ما حدث بالأمس من تفجير إرهابي الذي استهدف ملهى للمثليين جنسياً في مدينة أورلاندو الأمريكية، أصدق دليل على ما أسلفته من تحليل.. فالمدعو (عمر صديقي متين) الأمريكي من أصل أفغاني قام بقتل عشرات الأشخاص بذريعة أن الغضب انتابه عند رؤيته لشخصين يقبلان بعضهما!!!!
للأسف الشديد هناك سرطان من التطرف متخلل في إسلام اليوم، فهناك الكثير من المسلمين يحتفلون بالعنف والتعصب و يتخذون مواقف رجعية تجاه المرأة والأقليات، في حين بعض المواجهات المعارضة لهؤلاء المتطرفين، لا تفعل ما يكفي لذلك، والاحتجاجات ليست بالصوت العالي بما فيه الكفاية، فمثلًا كم مليونيات حاشدة عقدت ضد“داعش” في العالم العربي اليوم؟
لا بد من حركة إصلاح ديني ينتشل الإسلام من الهاوية، وينقذ المسلمين المعتدلين الذين لا شأن لهم بالمتطرفين، فهؤلاء المعتدلين هم الضحية وهم من يدفعون ضريبة أفعال المتطرفين غير المسؤولة.
*- بقلم أحمد البحر