ماذا يقول الإسلام عن السلوك العنصري :
قال تعالى :(ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
لقد كان صهيب الرومي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي هم الإخوة الأول في الإسلام ، وقد تعلموا من القرآن أن الله خلقهم جميعاً من نفس واحدة .
النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع قال : “أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجميٍ على عربيٍ، ولا لأحمر على أسود، إلا بالتقوى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
واول ما يقرأ الإنسان في كتاب الله من سورة الفاتحة بعد البسملة (الحمد لله رب العالمين)، لم يقل رب المسلمين، ولا رب المؤمنين، ولا رب العرب، ولا رب الشرقيين، ولارب القبيلة او العشيرة ولكنه رب العالمين، كل العالميين. وآخر سورة يقرأها المسلم في القرآن (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس) وبين أول المصحف وآخره تنتشر آيات كثيرة تتحدث عن عالمية هذا الدين (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا).
أن الإسلام لم ينظر إلى اختلاف الأجناس والألوان بنوع من التمايز ، وكان العرب عندهم في الجاهلية هذه النظرة، ولكن الإسلام جاء وهذبهم ، "إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية" كبرياء الجاهلية وفخرها- وفخرها بالآباء"، الناس لآدم وآدم خلق من تراب. فنهاهم بهذه الشدة عن الفخر بالآباء إن أبي فلان وأبوك فلان.
من أراد أن يفخر اليوم فليفخر بعمله، وبإيمانه، وبإتقانه، وبخدمته لمجتمعه لا بآبائه الذين ماتوا واصبحوا من الماضي ماذا قدمنا في هذه الحياة غير الاستهلاكية عمل وطعام ونوم.
يقول الدكتور مصطفى محمود "أن قيمة الإنسان هي ما يضيفه إلى الحياة بين ميلاده و موته"
تحدثت اليوم عن منهج العنصرية الفكر المدمر للمجتمعات الانسانية والمؤسف ان هذا الداء ينتشر بشكل متسارع في مجتمعاتنا العربية والاسلامية.
اسمع اليوم الكثير من الناس يتحدث بنوع من السخرية ويقول هذا هندي وهذا صومالي وهذا تركي وهذا ايراني وبعدها يرتد لينخر النسيج المجتمعي بكم خضم من التصنيفات على اسس قبلية ومناطقية لتفكيك المجتمع نحن وهم ..
ولكن الاخ لم يتسأل ماذا يكون بين هذه الحضارات والقوميات وماذا صنع بهذه الحياة ؟ سيجد نفسه صفر على الشمال.
استلمت رسالة من احد الاخوة يقول انت تتحدث عن العنصرية ولكنك تمارس العنصرية ضد مواطنيين من الشمال ؟
الرد انا لم اكن يوم من الايام رجل عنصري انا اصنف نفسي شخص منفتح على الجميع عالمي الفكر املك صداقات وعلاقات انسانية مع الجميع اعرف مسيحين عرب ومن غير العرب وهندوس تربطني بهم علاقات جيدة وكذلك من السنة والشيعة الخ يعني لادين ولامذهب ولاعرق ولاجغرافيا من الممكن ان تحد من علاقاتي الانسانية.
وعن الشمال انا في الاصل لا استخدم مصطلح جغرافيا شمال وجنوب ولكن اقول مشكلتي في الاصل مع الجمهورية العربية اليمنية التي سطت على رضنا وهويتنا ودولتنا المستقلة وجعلت اهلنا في الجنوب مشردين في عواصم الشتات.
مشكلتي ليس عنصرية ولكن سياسية مطلبي الشرعي والوحيد استعادة الدولة الوطنية الجنوبية المستقلة على كامل تراب الوطن مع بناء علاقات اخوة وصداقة ومصالح اقتصادية مشتركة في المستقبل مع الجمهورية العربية اليمنية وجميع الدول العربية والاسلامية ودول العالم نحن عرب ومسلمين وانسانيين بنفس الوقت ولايوجد اختلاف او تمايز في الاصل الانساني . التمايزالانساني الوحيد يكون بصناعة النهضة الثقافية والعلمية فقط.
رمضان مبارك
*- بقلم : أحمد اليهري