تتفاقم أزمة الكهرباء في عدن، مضاعفة معاناة المواطنين جرّاء ارتفاع درجة الحرارة في المدينة الساحلية، والتي بلغت 42 درجة مئوية. الأطراف ذات العلاقة والمعنية بشكل مباشر بالأزمة بدت عاجزة عن إيجاد حلول سريعة، تخفّف من معاناة مليون مواطن يعيشون في عدن.
محافظ المدينة، عيدروس الزبيدي، طار بمعيّة مستشاره لشؤون الإستثمار، المهندس عدنان الكاف، أمس الأوّل، إلى أبو ظبي، في محاولة لمحاصرة الأزمة، التي تسبّبت، بحسب مدير مكتب الصحّة في عدن، بوفاة سبعة أشخاص من المصابين بالربو وارتفاع الضغط والسكّر.
موقف الحكومة:
وزير الكهرباء، ونائبه، ومعهما رئيس الوزراء الجديد، أحمد عبيد بن دغر، امتنعوا عن الحديث في الأزمة بشكل مباشر، غير أن مكالمة هاتفية أجراها بن دغر مع مسؤول محلّي في عدن، تكشف بعضاً من أسباب استفحال الإنقطاع على الرغم من تعالي أصوات المواطنين. يقول المسؤول،: ، إنّه "استوضح رئيس الحكومة عن الإجراءات التي اتّخذت بشأن أزمة كهرباء عدن، لكن رد بن دغر جاء مخيّباً للآمال، إذ تعذّر بأن الحكومة لا تستطيع أن تفعل شيئاً بهذا الصدد، لقلّة الإمكانات، وأن استباب الأوضاع في عدن تحديداً، وبقية مناطق الجنوب المحرّرة، سيربك التحالف العربي عسكريّاً في جبهات القتال شمالاً، ويضعف من قوّة وحجج الفريق الحكومي المفاوض في الكويت لصالح " الإنقلابيّين".
وأضاف المسؤول المحلّي أن بن دغر طلب منه "دعم جهود الحكومة الشرعية سياسيّاً، وتحمّل مزيد من الأعباء، ونقص الخدمات في عدن، التي قال صراحة إن حكومته تتابعها عن كثب، لكنّها لا يمكن أن تعمل على تطبيع الأوضاع في عدن وبقية المناطق الجنوبية، فيما يعاني بقية سكّان اليمن في المحافظات التي تشهد مواجهات، أو تلك الواقعة تحت سيطرة الإنقلابيين".
وأشار المسؤول إلى أن "رئيس الوزراء رفض تحديد وقت معيّن لعودة الحكومة إلى عدن، لافتاً إلى أن ذلك محكوم بتطوّرات المشهدين العسكري والسياسي، ومبدياً تشاؤمه من أن تفضي مشاورات الكويت إلى حلّ ينهي الحرب في اليمن".
إجراءات محلّية ودعم إماراتي :
يحاول محافظ عدن، اللواء " عيدروس الزبيدي" ، إيجاد حلول من شأنها التخفيف من معاناة السكّان، التي يسبّبها انقطاع الكهرباء عن المدينة لساعات طويلة. وقام الزبيدي، مؤخّراً، بتغيير طال مدير عام الكهرباء، وعدداً من المسؤولين في إدارته.
وأثمرت العلاقة الخاصّة التي تربط المحافظ بالجانب الإماراتي، خطوات عملياتية نحو حلحلحة الأزمة.
إذ وصلت، اليوم، إلى رصيف المنطقة الحرّة باخرة إماراتية تحوي قطع غيار ومعدّات تحتاجها عدد من المحطّات الحكومية الخارجة عن الخدمة، بسبب انعدام قطع الغيار تلك. ومن المقّرر أن تصل إلى ميناء عدن، خلال الـ28 ساعة القادمة، 8 مولّدات كبيرة، طاقة كلّ واحد منها 25 ميجا.
كما ستصل أيضا عدن، خلال الأيام المقبلة ، باخرة إماراتية محمّلة بالوقود، يؤمل أن تسهم في حلّ مشكلة عجز الطاقة.