صورة من عدن تختزل معاناة انقطاعات التيار الكهربائي

2016-05-16 03:20
صورة من عدن تختزل معاناة انقطاعات التيار الكهربائي
شبوه برس - خاص - عدن

 

واقع مرير وسئ ذاك الذي تشهده الخدمات الحياتية الضرورية في مدينة عدن اليمنية، مضيفة بذلك معاناة أخرى لأهل المدينة الذين يرزحون أصلا تحت وطأة آثار شح الخدمات والانفلات الأمني، ولعل أبرز هذه الخدمات مرارة هي خدمات الكهرباء والمياه والنظافة.

 

في ظل هذا الوضع المأساوي، تداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي صورة لعدد من الشباب في إحدى حارات عدن القديمة، وهم يفترشون الأرض للنوم في العراء هربا من الحر الشديد والرطوبة العالية، التي لا تخفف من وطأتيهما وسائل التبريد لانقطاع التيار الكهربائي عن المدينة.

 

 الصورة المتداولة بكثرة، اختصرت الحكاية والمعاناة في المدينة، فبالرغم من إيصالها الرسالة بحد ذاتها، إلا أنه كتب تحتها “واقع مرير يختصر الوضع العام في عدن”.

 

لم تظهر الصورة كل الحكاية والمعاناة في المدينة، فبإلاضافة إلى مشكلة انقطاع الكهرباء، يواجه السكان مشكلة طفح مياه المجاري وتكدس أكوام القمامة، التي يبدي المواطنون على إثرها تخوفهم من وقوع كارثة بيئية محققة، لاسيما مع عودة انتشار وباء حمى الضنك، الذي يتسبب به البعوض، الذي يلاقي بيئة خصبة له مع انتشار القاذورات ومياه المجاري.

 

يقول الدكتور اسامة هاشم لـ “عدن حرة” أن إنقطاع الكهرباء واستمرار طفح المجاري في عدن سببان رئيسيان في عودة إنتشار مرض حمى الضنك الى المدينة ، مشيراً أن حالات المصابين بحمى الضنك خلال اليومين الماضيين فقط وصل الى 24 حالة .

 

واضاف اسامة أن العدد مرشح للزيادة خاصة وأن مسببات المرض لم تعالج بعد بل وباتت تتفاقم اكثر من دي قبل ، حيث ان البعوض المسبب لمرض حمى الضنك يلاقي بيئة خصبة له في المناطق التي تنتشر فيها المياه الراكدة والمجاري بالشوارع .

 

واوضح أن مستشفيات عدن اليوم تستقبل حالات كثيرة مصابة بمرض حمى الضنك الذي يتسبب بنقص حاد في الصفائح الدموية ، مؤكداً أن الوقاية من هذا المرض تتمثل في الإبتعاد من الاماكن الخضرة “المتشبعة بالمياه” وكذا الشوارع الممتلئة بطفح المجاري وعدم الجلوس ليلاً في الشوارع بسبب انتشار البعوض ، فضلاً عن الإكثار بشرب السوائل واهمها الحُمر “التمر الهندي” والكركدين والليمون .

 

وقال الدكتور اسامة أن ازياد حالات الاصابة بالمرض هذه الايام يأتي بالمرتبة الأولى بسبب طفح مياه المجاري وتكدس القمامات في الشوارع والاحياء الشعبية ، بالاضافة الى إنقطاعات التيار الكهربائي الذي يدفع الاهالي الى الخروج من منازلهم والقعود في زوايا الحارات لفترات طويلة حتى يعود التيار مرة اخرى .

 

واختتم حديثه بتوجيه دعوة عاجلة للسلطات المحلية الى عمل حل نهائي لطفح مياه المجاري الذي بات يشكل تهديداً بيئياً للمواطنين ، علاوة على حل مشكلة انقطاع الكهرباء التي يتفاقم يوماً عن اخر .