لماذا يحقد الملحدون والعلمانيون العرب على الامام الشافعي !!
كنت أتابع ندوة للدجال الماركسي المهندس محمد شحرور مع لفيف من العلمانيين والملحدين ، وإذا به يصب جام غضبه على الإمام الشافعي رحمه الله ، ورحت أفكر ما الأسباب التي جعلت هؤلاء يصل بهم الحقد الدفين على هذا الإمام إلى هذا المستوى .
وبعد تأملي لما دار في الحوار توصلت للأسباب الآتية التي جعلتهم يتخذون هذه المواقف الحاقدة من هذا الإمام الجليل .
1- امتلأت قلوبهم حقداً على الإمام الشافعي رحمه الله لأنه أول من دون علم أصول الفقه في كتابه العظيم (الرسالة) ، والحقيقة أنني لم أتعرف على حقيقة هذا الإمام إلا بعد قراءتي لكتابه هذا ، والذي تجلت لي من خلاله عبقريته وعقيلته الفذة، وفي هذا الكتاب جمع فيه الإمام الشافعي القواعد والقوانين التي يتوصل من خلالها المجتهد إلى الحكم الفقهي من خلال النظر في أدلة القرآن والسنة وغيرها ، فهو يوضح طرق استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها، فهو: "منهج الاستدلال الفقهي"، والإمام الشافعي لم يخترع هذه القواعد من تلقاء نفسه ، وإنما كان العلماء قبله يسيرون عليها في استنباطهم للأحكام ابتداء من عصر الصحابة والتابعين ومن بعدهم، فقام الشافعي بدراسة هذه الأساليب والآليات فدوَّنها، من خلال عملية استقراء وتتبع محكم ، مع وضع المصطلحات المناسبة لها ، وهذا قريب مما فعله أبو الأسو الدؤلي عندما دون علم النحو ، فهو لم يخترع القواعد النحوية من تلقاء نفسه ، وإنما تتبع كلام العرب الذين ينطقون بها سليقة.
وهؤلاء العلمانيون يريدون نسف علم أصول الفقه وقواعده لأجل العبث في معاني القرآن ، وتحريف أحكامه ، ولا يريدون التزام القواعد العلمية الرصينة في طريقة استنباط الأحكام ، لذلك يغيظهم ما كتبه الإمام الشافعي وسار عليه سائر علماء الأمة، فيحملهم ذلك على الحقد عليه وتشويه صورته.
ومثلهم كمثل الذي يريد أن يعبث باللغة العربية فيجعل الفاعل مفعولا به ، والفعل اسماً ، والمضموم مجروراً باسم التطوير والتنوير والإصلاح الديني ,.......و...
2- كتب الإمام الشافعي كلاما رائعاً في منزلة السنة النبوية المتمثلة في أقواله وأفعاله وتقريراته، وأنها تعتبر الوحي الثاني من الله تعالى لنبيه بعد الوحي الأول وهو القرآن الكريم ، انطلاقاً من قول الحق سبحانه : (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ) ، واتباعاً لقول الحق سبحانه : (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ) فكما أن الكتاب – وهو القرآن الكريم- منزل على رسول الله، فكذلك الحكمة – وهي سنته الشريفة- منزلة عليه وموحاة له ، وهؤلاء العلمانيون وأذنابهم يريدون إلغاء دور السنة النبوية من التشريع الإسلامي، ويهدفون إلى نسف الأحكام التي قررتها ، لذلك يخنقهم المنهج العلمي الذي أصله الإمام الشافعي في دور السنة المطهرة، وتكاد عباراته تعمي أفئدتهم فلا تتحمل خفافيش عيونهم أنوارها الساطعة ، فيصيبهم ذلك بمقتل يصل لأعماق قلوبهم وحنق يزلزل نفوسهم.
رحمك الله أيها الإمام الجليل ، وجزاك الله عن أمة الإسلام خير الجزاء، فلقد كنت شوكة في حلوق المحرفين والمشككين في حياتك وبعد مماتك، فطبتَ حياً وميتاً.
*- بقلم : خلدون مخلوطة
من صفحة : د محمد ابوبكر باذيب