لم تعد الوطنية وحب اليمن هي دافع التمسك بالوحدة ،لدى من يتشدقون بالدفاع عنها.
بالنسبة للجنوبيين ،الأمر لا يحتاج إلى كثير من التمعن في نوعية دواشين الوحدة أو التفكير في دوافعهم فقط يكفي ان تتفحص بسرعة خاطفة وجوههم ،لتتخذ قرارا بمعاداتها إلى يوم الدين طالما وان هؤلاء هم وحدهم من يناصرها ، فما يأتي من السيئ إلا ما هو أسوأ منه.
الحال كذلك هو أيضا في الشمال ،وان كان هناك فيها من الصادقين ممن يرى في الوحدة منجزا وطنيا ، باعتبار أهلنا في الشمال لم يخسروا شيئا بسبب الوحدة بل ربما تحققت لهم فيها مصالح سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية شريفة وبطرق مشروعة.
فقط توقفوا قليلا في وحدوية اهل الشمال و تفحصوا جيدا في سيرة ووجوه من يرفع بكل جبن شعار الوحدة أو الموت ستجدونهم من فئة اللصوص وعاهرات السياسة .
باختصار وحدهم اللصوص هم من يتمسك وبإصرار ببقاء الوحدة ولو على جثث مئات الآلاف لأن لهم فيها مآرب أخرى .
النخب الشمالية التي تفكر باحترام وتعمل العقل ،وهي من كانت مع الوحدة وربما مازالت ،استطاعت ان تستوعب حقيقة المتغيرات التي يابى الأراذل إدراكها.
هل قرأتم لبعض الكتاب المحترمين من الشمال وما قالوه ، بعد مليونية 18 ابريل وربما قبلها ،لقد قالوا كلاما محترما جدا ومقنعا لو آمن فيه اللصوص من الساسة من الشمال والجنوب لكان حال اليمن أحسن بكثير ،لكن لأن هؤلاء مقيدين بقيود آخرى فلن يستمعوا لصوت العقل.
بالنسبة لساسة ومطبلي الجنوب ، ممن يدعون الوحدوية فمشكلتهم أنهم يدركون أنهم انتهوا جنوبا سياسيا وحتى أخلاقيا وبانت عوراتهم للقاصي والداني وبالتالي لا قيمة لهم إلا بين سادتهم من اللصوص هناك حيث يمكنهم خداع سادتهم بعضا من الوقت للحصول على شيء من الفتات.
كذلك الحال النسبة لساسة الشمال ،ممن لا يرون في الوحدة سوى المنافذ البحرية وحقول النفط والغاز ،والثروة السمكية ،والمساحة الشاسعة من الأرض التي لن تجد من يسرقها ويتملكها دونهم.
النخب المثقفة والمحترمة من كتاب الشمال وكذلك الشرفاء من ذوي الاصول النبيلة،غير معنيين بكل هواجس اللصوص لا شمالا ولا جنوبا ،لذلك فهم يجهرون بالحق والمنطق .
في هذا الشأن كتب الأستاذ سمير اليوسفي وقبله جمال انعم وقبلهما كثيرون ،كلاما جميلا ينم عن قراءة واقعية للواقع مفاده أن الوحدة لن تكون مشكلة إذا حققت مصالح الناس ،كما أن فك الارتباط لن يكون كذلك مشكلة إذا حقق هو الآخر مصالح المجتمع في الجنوب ،ناهيك عن الاعتراف إن المزاج الشعبي في الجنوب بات في مجمله يؤيد مطلب فك الارتباط وهذا حق يجب أن يحترم .
حتى من رفعوا هاشتاق انفصلوا والبراميل علينا من ناشطي الشمال ،كانوا شبابا محترمين ملوا من صور الإذلال والرفض لهم ، على عكس الساسة والدواشين من شاكلة الوزير العمراني الذي قال لو سنحت لمؤيدي الوحدة بالتظاهر في عدن لخرجوا بأضعاف مضاعفة مما يخرج به مؤيدو فك الارتباط .
لو استشعر الساسة الكرامة لجنبوا بسطاء الناس شمالا وجنوبا صنوفا كثيرة من الإذلال والمهانة التي هم في غنى عنها.