قبل الذهاب الى الكويت.. عدن تسأل

2016-04-06 03:06

 

قدر هذه المدينة الطيبة انها لا تسيء لاحد وانما يساء اليها من الغير .. قدر هذه المدينة ان تدفع ثمن جرائم لم ترتكبها .. قدر هذه المدينة ان الامور بيد بشر من خارجها .. بشر لا يحتكمون الى كتاب الله لا للسنة ولا للدستور ولا للقانون .. اما هي فمدينة مباركة خصها الله بذكر حسن منذ اقدم الكتب السماوية : التوراة وتحديدا سفر حزيقال.

 

هذه المدينة تحددت مدنيتها منذ القرون السابقة على الاسلام وعرفت بالمدينة الكونية أي الكوسموبوليتان فتعددت فيها الاثنيات والديانات والثقافات والموسيقى وعرفت بمدينة التسامح أي تعايشت الاثنيات والديانات من خلال دور العبادة( المسجد/ الكنيسة / الكنيس/ المعبد الهندوسي / معبد الفرس parsees  (طائفة هندية منها فيروز غاندي زوج الراحلة انديرا غاندي ابنة الزعيم الهندي جواهر لال نهرو) ..

 

هذه المدينة الطيبة جعلت عبر التاريخ وخاصة الحديث على دفع فاتورة جريمة او سوء تعرف يرتكبه الغير كما حدث مثلا مع الباخرة الهندية ((داريا دولت)) في 14 رمضان 1251هـ (4/يناير/1836م) وهي باخرة هندية تملكها سيدة هندية مسلمة تدعى احمد البنا بعجم وكانت تحمل (أي داريا دولت) حجاجا هنودا رجالا ونساء ذاهبين الى بيت الله الحرام لاداء فريضة الحج وكانت الباخرة قد جنحت في الخليج الامامي في هذه التاريخ واهتز عرش الرحمن مرات ومرات عندما اقدم عددا من البرابرة على السفينة وركابها المسلمين واشعروهم بأنهم مسلمون ويتوجهون الى بيت الله الحرام الا ان اولاد الحرام اعتدوا عليهم بالنهب والضرب وغرق (14) حاجا في البحر اثناء المطاردة وان كان هناك من دور لعدن فقد تمثل بالسيد العيدروس الذي حضر الى المشهد وزجر الفجرة الكفرة الفسقة على عملهم المشين الذي اغضب الله واخد الحجاج وأواهم وكساهم واشبعهم حتى جاءت باخرة اخرى لنقل المنكوبين المنهوبين ..

 

وورد في الوثائق السرية البريطانية التي جمعتها دورين وليلى انجرامس (زوجة وابنة السياسي البريطاني هارولد انجرامس) ان السيد نور الدين نافوذا داريا دولت الذي ادلى بشهادته امام محكم بومباي بأنه لولا ان قيض الله السيد العيدروس لكانوا في حال يرثى له ويبكي له الكافر وقدمت الحكومة البريطانية رسالة تقدير للسيد العيدروس مع مبلغ من المال لموقفه الانساني وهو موقف عدن واهلها ..

 

دفعت عدن فاتورة حربين اهليتين غزتها ادارة المخابرات البريطانية بعدن بواسطة قيادة الجيش الاتحادي لا غفر الله لها فأنفجر الاقتتال الاهلي الاول في عدن في الفترة 6-11 سبتمبر 1967 فيما انفجر الاقتتال الاهلي الثاني خلال الفترة 3-6 نوفمبر 1967 وانتهى باعتراف قيادة الجيش الاتحادي البريطاني بالجبهة القومية وهي كانت كلمة حق اريد بها باطل ذلك ان القبيلة قامت بأشرس هجمة على عدن واحتلت بيوت الانجليز في خورمكسر و التواهي وصلاح الدين في البريقة وبدأت مأساة ولم تنتهي حتى يومنا هذا..

 

لا داعي لتكرار ما كتبناه عن المخطط الكاريكاتوري الهزلي السقيم من خلال ما اسمته دوائر استخباراتية خارجية بالمبادرة الخليجية لإنقاذ نظام صالح واقتضى المخطط الهروب الكبير لعبدربه منصور هادي الى عدن في مطلع فبراير 2015م ثم هروبه من عدن الى السعودية في 26/مارس/2015م وبمقتضى السيناريو الحوثيون بدعم من العفاشين (حرس جمهوري/ امن قومي/ امن مركزي وغير ذلك ) جرى احتلال عدن..

 

هنا بدأ مخطط  التدمير او قل جرائم الحرب التي ارتكبها اولئك البرابرة لعنهم الله ولم تشهد عدن في تاريخها القديم والوسيط والحديث كتلك الجرائم..

 

مؤتمر الحوار الذي كذبوا به علينا وخرج بمخرجات وقرارات مجلس الامن كلها واخرها (2216) اودعت الادراج  .. دفعت عدن الكثير من الارواح والدماء والبنى التحتية وضرب المرافق العامة بما فيها المستشفيات والمرافق الخاصة(فنادق و مرافق خدمية ومنازل) الا ان صدور قرار بأقالة بحاح وتعيين بن دغر وعلي محسن الاحمر والحديث عن مباحثات الكويت وتقسيم التورتة بناء على اوامر دولية وسيعودون الى عدن وسيحتلونها من جديد وسيمارسون جرائم حرب فيها وتدمير بواسطة مرتزقة جنوبيين وهكذا واليك ستظل عدن ستظل تدفع الثمن وانها لعنة لاري موبسن البريطاني (ما تشتو سلاطين .. بنجيب لكم شياطين).