الشهداء هم الرموز الأحياء للحراك والثورة الجنوبية، هم القامات السامقة حد السماء، هم الأرواح المزدهرة حد الفردوس.
فعالية التصالح والتسامح الأخيرة بما تحمله من رمزية عالية البهاء، جاءت مؤلمة هذا العام بعد فقد الكثير من أبناء الجنوب عامة والحراك على وجه الخصوص.
الشهيد فواز عوض باشراحيل لمن لا يعرفه ناشط مجد مجتهد في الحراك الجنوبي، الناطق الرسمي لاتحاد شباب الجنوب العربي، القائد الميداني في الحرب الأخيرة، المجاهد، البطل، من جمع الرجال لمحاربة الدخلاء دفاعاً عن الدين والعرض والأرض، من لم يحمل يوماً سلاحاً ولم يتدرب عليه، كان من أوائل من خرجوا في ملحمة ( الصمود الاسطوري) حينما دافع أبناء عدن والجنوب عن مدينتهم بالآلي مقابل الأسلحة الثقيلة، لم يخرج الشهيد طمعاً بالمال، أو بمنصب، أو بمكانة اجتماعية، خرج طامعاً بالشهادة، واجتهد بالدعاء لينالها، فسقى أرضه إلى أن رويت،تاركاً قلوباً يعتصرها وجع الفراق، ولكنها مفتخرة شامخة بالشهادة.
ترك الشهيد تركة قصيرة العمر، لكنها ثرية بالشهادة، ثم وفي الفعالية، ببساطة شديدة تأتي يد عابثة مستهترة غبية لتغطي صورة الشهيد في الساحة، بصورة الاحجار الجنوبية من أغرقوا الجنوب وتركوه إلى عيشة الرفاهية والرغد وغزارة المال، في الوقت الذي نضال أبناء الجنوب تحت الشمس وبالجوع والحر ونقص متطلبات الحياة كافة لاستعادة أرضهم. فهل نكرم الشهداء بتغطية صورهم؟
افزعنا هذا الغباء متعمد كان أم غير متعمد، فأي أحمق استبدل صور الأحياء بالأحجار.
رسالة** شهداء الجنوب أفزعوا العدو، ومآثرهم سطرت بماء الفردوس، فخذاري من الأغبياء، والشمس لا تغطى (بمنخل).
*- كتبت: منى عوض باشراحيل