عدن تجتاز اختبار هيبة الدولة

2016-01-08 15:11
عدن تجتاز اختبار هيبة الدولة
شبوه برس - متابعات - عدن

 

اجتازت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، خلال الأيام القليلة الماضية، ممثلة بالسلطة المحلية والشرطة والجيش بقيادة محافظ عدن عيدروس قاسم الزُبيدي، أولى الاختبارات الحقيقية في طريق استعادة المؤسسات الحيوية والاستراتيجية إلى حضن الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار وفرض هيبة الدولة، متحدية كل الظروف والمتغيرات المحفوفة بالمخاطر وأشكال العنف التي تعكس مدى الحالة الانهزامية التي تعيشها القوى المتربصة بأمن واستقرار عدن، منذ تحريرها من ميليشيا المتمردين الانقلابيين التابعين لجماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

الأحداث التي طغت على المشهد اليمني والأيام العصيبة التي عاشتها عدن عموماً، ومديريتا المعلا والمنصورة خصوصاً، أثبتت أن قيادة السلطة المحلية كانت مجبرة على خوض جولة الاشتباكات المسلحة ضد الجماعات التي وصفتها بعض المصادر العسكرية في الجيش اليمني الوطني ب«الإرهابية الخارجة عن النظام والقانون» تحت مظلة المقاومة.

 

وأرجعت السلطات اليمنية الشرعية تحركاتها وإجراءاتها الصارمة ضد المسلحين إلى تأكيد عزمها على بسط سلطاتها على أرجاء عدن ومنشآتها المهمة كافة، بحيث لا تكون حكراً على طرف معين خارج سيطرة الدولة، كون تلك المنشآت ملك للجميع ويجب تسخيرها للمصلحة العامة، وخدمة شرائح وفئات المجتمع بدون استثناء.

 

ورحبت السلطات في الوقت ذاته بانخراط رجال المقاومة كافة في الجيش والأمن، وإزاء ذلك اتخذت اللجنة الأمنية في عدن سلسلة من الإجراءات والقرارات، أبرزها فرض حظر التجوال من الساعة الثامنة مساءً حتى الساعة الخامسة فجراً ابتداءً من يوم الاثنين الماضي.

 

وجسدت القيادات الحكومية والأمنية والعسكرية ممثلة بمحافظ عدن عيدروس الزُبيدي وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء ركن أحمد سيف اليافعي ومدير عام شرطة عدن العميد شلال علي شائع، ومعهم رجال المقاومة، صلابة شديدة ومواقف رجولية باصطفافهم خلف القيادة السياسية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، في التصدي لكل الأعمال الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي والسكينة العامة بالضرب بيد من حديد كل من يقف وراء تلك المشاريع المشبوهة التي تهدد سكان ومدينة عدن.

 

كما جددت تلك القيادات تأكيد وقوفها بكل حزم وإخلاص ووهب حياتها رخيصة في سبيل أمن وأمان حياة المواطنين وتوفير وتأمين الخدمات الأساسية والمصالح العامة والخاصة، من خلال تنفيذ الخطط الأمنية التي شملت الانتشار الأمني ومداهمة أوكار تلك الجماعات المسلحة التي وصفتها ب«خفافيش الظلام»، وضبط عدد من المطلوبين للسلطات، غير آبهة بالأعمال الإرهابية التي ينفذها المجرمون بتطاولهم على مؤسسات الدولة ورموزها والمسؤولين الحكوميين وقيادات المقاومة وشيوخ الدين والآمنين من السكان عن طريق تنفيذ جرائم الاغتيالات والتفجيرات واستهداف المواكب الرسمية باستخدام القذائف والسيارات المفخخة التي حصدت أرواح العديد من القيادات والشخصيات المدنية والأمنية والعسكرية والنضالية والدينية.

 

وحظيت تلك التحركات والإجراءات الصارمة من جانب السلطة والشرطة والجيش في عدن ضد الجماعات المسلحة، بدعم وتأييد رسمي وشعبي من مؤسسات الرئاسة والحكومة ومختلف الأحزاب والمكونات السياسية والهيئات والمنظمات الحقوقية والمجتمعية والمدنية والشخصيات الاجتماعية، وسكان عموم مناطق ومديريات عدن، وهو ما أعطى السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية دفعة معنوية وضوءاً أخضر لاتخاذ اللازم من أجل القضاء على الجماعات المسلحة وتحقيق الأمن والاستقرار وفرض هيبة الدولة واحترام سلطة النظام والقانون.