عام 2011 حشر الإصلاح في صنعاء عشرات الآلاف ونادى مناديهم الى إسقاط النظام.. شهور قليلة ويتمكن الحزب -وإن بدعم كامل من دولة قطر وغيرها - من زلزلة عرش صالح وتفكيك عرى منظومته السياسية ظاهرا أيام معدودات و تهيأت الظروف السياسية والموضوعية لقطع دابر نضام صالح وجنده كان الحزب الراديكالي كالعادة أول من ألقى حبال طوق نجاة لصالح عبر تسوية تقاسم السلطة في اتفاق تنحي "الرياض " وبدلا من أن يقدم الحزب نفسه كرائد للتغيير ملبيا حقيقيا لتطلعات من ضحوا بأرواحهم تحت رايته وشعاراته المرفوعة أعلى أسنة الرماح تراجع الإخوان عن تحمل تبعات تنفيذ شعارات عرفوا قبل غيرهم أنهم أعجز من أن يفوا بالتزاماتها ,وعادوا للعب دور" الدوشان " على منصات الحوار وما تلاه واستراق السمع عن توزيع إغاثات هنا ومعونات للمسحوقين هناك .
عام واحد حكم فيها الإخوان مصر غير آمنين وفرق الثريا من الثرى بينهم وإخوان اليمن فالأولون رجال نضال طحنتم السجون واختبرتهم سنون الكفاح وما كان حميد ورواد " صندقته " إلا ردف لصالح المخلوع حتى اليوم .
سريعا توالت الضربات على رأس التنظيم وتعاورته المصائب تباعا ووجد مريدوه انفسهم أعداء بعشية ليس لها ضحى للمملكة والخليج عدى قطر و بانهيار ربيع الدم العربي بكارثية نتائج التجربتين الليبية والسورية واستحالتها الى حية تلقف ما خُطِط له تخلى عنهم حلفاؤهم خارج الإقليم .
وسعت السعودية الى تقليم اضافر التنظيم وتجريده مما بقي له من مصادر للبقاء فولى الإخوان وجههم شطر اليمن وقبل أن يحطوا رحالهم فيه كمركز إقليمي بديل كان الضوء الأخضر قد مُنِح للحوثيين باجتثاثهم ومن يتعاون معهم وهو ما تم في ستة ايام وعشر ليال مالها من نهار اسفرت عن فرار الجنرال محسن و تبخر ترسانته العسكرية وعشرات آلاف الجند سدنة حكمه المترع بالظلم والجور والعدوان , أيام بل ساعات وتداعت قيادات الحزب قبلية وحزبية مولية وجهها الى مران في حج حزبي لم يأته أحد قبلهم مبرمة مع السيد اتفاقية شراكة مازالت بنودها سارية حتى الساعة .
ومع اندلاع الحرب الأخيرة دأبت قيادات الحزب في الداخل والخارج تطالب من تصفهم بأطراف الصراع في اليمن العودة الى جادة الصواب واستئناف الحوار وكأن الحرب لم تندلع وتأكل من اجساد الشعب ما شاءت .
وما لا يعلمه كثيرون" أن " المخلافي "رجل الحزب في تعز يتقاضى وكل نفر ممن يقاومون معه 11ألف ريال سعودي شهريا للفرد منذ بدء الحرب " ومع ذلك سعت قيادات الحزب بحسب مصادر في التحالف الى وضع العراقيل والاشتراطات المسبقة للتعاون في معركة تحرير تعز وذهبت حد التطابق مع خطاب الحوثي وصالح وترويجهم المقصود "بأن عدن باتت تحت طائلة الجماعات الجهادية المسلحة . تطابق ينبغي للتحالف وضع عشرات علامات التعجب تحته والسير خلف الرؤية الإماراتية في باقي الجبهات ومفادها أن استمرار القتال مع مرتزقة المال والسياسة في خندق واحد عواقبها غير مأمونة البتة .