إلى دعاة التمزيق .. كفًوا !

2015-11-19 10:04

 

كلنا جنوب على أرض الجنوب العربي وكلنا من أهل السنة والجماعة على المذهب السني الشافعي الوسطي وعلى درب السلف الصالح وبالاعمال الصالحة المحمودة مضينا وسنمضي جيل بعد آخر محافظين على ذلك بكل ما كان ولا يزال لدينا من قدرات / لم يتأثر المجتمع الجنوبي المسلم والمترابط بالأخطاء العابرة التي رافقت بعض المراحل ..

 

هذا هو جنوبنا وهذا هو نحن أبناء الحنوب كل ابناء الحنوب داخل الوطن وخارجه قديما وحديثا وهذه صفاتنا كما تحدث عنها التاريخ والمؤرخون والرواه وكل من قرأ سيرة الاحداث والمتغيرات على ارض الجزيرة العربية منذو القدم / وفي كل الظروف والمراحل التاريخية المتعاقبة واجهنا ومن قبلنا الأجداد والاباء كل التحديات والمخاطر والغزوات موحدين ومتكاتفين يدا واحدة وقلبا واحد تحت راية الوطن ومسمى واحد هو الجنوب ..

 

هذا الجنوب الحضاري والمدني العظيم وشعبه المتدين بإعتدال ووسطية والضارب تاريخه في أعماق وتفاصيل الارض لم يرضا عنه شياطين العرب من المتخلفين والجهلة ومن اللصوص والمتاجرين ومن الأمراض النفسيين / ولم تتوقف المسألة عند حدود التآمر من الخارج بل وصل شر هؤلاء عن طريق قرنائهم من الداخل إلى أرجاء الوطن ..

 

فمنذو ٢٥ سنة مضت وهي الفترة التي غُرقت فيها الدولة الجنوبية الحديثة في وحل الوحدة الزائفة مع الدولة اليمنية /دمر الإحتلال اليمني المتخلف بكل عصاباته الظلامية ومليشياته الإجرامية كل جميل على أرض الجنوب وظل بشياطينه وكهنته يزرع فينا الفرقة والنزعات القبلية والمناطقية والدينية وغير ذلك من قيم التحطيم والتمزيق مسخرا لذلك قدرات وإمكانات مادية كبيرة لا محدودة ..

 

ولقد وظف الآلاف من الدعاه والمشعوذين السياسيين والقبليين والمتدينين وأعتمد لكل هؤلاء برامج وأدوات تتناسب مع خصوصية كل محافظة وكل منطقة في الجنوب وأختار بعناية شخصيات جنوبية للمساعدة على التنفيذ /وإلى حد ماء تحقق له بعض ما أراد / ولكن المارد الجنوبي المتمثل بالحراك السلمي نهض من بين ركام المعاناة ليقلب الطاولة رأسا على عقب حتى أستعاد زمام الامور ولو في حدود إستنهاض الشعور والوطنية وغيرها من ميزات الإنتماء الوطني ..

 

وحينما فشلت عصابات بل الإحتلال في مواجهة الحراك الشعبي الجنوبي وعجزت عن إخماد وهج الحراك السلمي الشعبي الجنوبي العملاق أتجهت في صنعاء إلى ما أسمته طاولات الحوار الوطني بغرض وضع ما كانت تسميه بالحلول للقضايا العالقة حينها بما فيها ( قضية إحتلال الجنوب ) فكانت نتائج الحوار حربا أبتدأت في شمال صنعاء ثم إلى ضواحيها وما بعدها لتكن أكثر شراسة وضراوه على أرض الجنوب ومع مقاومته الباسلة التي واجهة بإستماته آلة الحرب اليمنية حتى دمرتها وطردت فلول العصابات من معظم مناطق الجنوب ..

 

في الشهر الثاني من الحرب الاخيرة على الجنوب أبتدأ الحديث عن وجود جنوبيين يخوضون المعارك الى جانب أخوانهم في المقاومة الجنوبية ولكن تحت مسمى ( السلفيين ) / ومن تلك اللحظة أبتدأ التفريق والتمايز وكنا نعلم من البدايات أن هؤلاء عبارة عن جماعات مقاتلة لها قادة يخططون ويرسمون ويتحركون ويتمولون ويجتمعون ويتفوقون بخصوصية وبمعزل عن التحرك العام لرجال المقاومة الجنوبية وقادتها من الضباط والقادة العسكريين /وظهر إلى سطح التداول القائد السلفي ابو فلان وجبهة السلفيين التابعة لفلان او لقطر او السعودية او للإمارات ..

 

هذا المسمى ( السلفيين ) لم يكن كما تبين لاحقا بحسابات من نفخ فيه إلا لأغراضا ليست حميدة ولا طيبة ولا نزيهة كما نشتم ريحتها / فهؤلاء المنضويين تحت هذا الإسم ينتمون واقعا إلى جماعات متفرقة ليست متقاربة ولا منسجمة فكريا ويوما بعد آخر يتأكد لكل متابع بإننا أمام سيناريو تمزيق جديد للنسيج الجنوبي /وحتى إذا ما اجتهدنا في البحث عن خلفيات قادتهم سنجد أنهم جميعا ينتمون إلى مربعات يمنية لا جنوبية ومن مشارب الشمال الفكرية نهلوا وتتلمذوا وبواقع واطماع وفرضيات وحدة الشمال اليمنية الزائفة يأمنون إلا القليل منهم ..

 

شخصيا وليعلم كل المتدينين من أخواني الجنوبيين في كل أنحاء الجنوب بهذه الجماعات وغيرها بأنني لا أحمل غلا ولا حقدا ولا كرها لأحدا منهم بل ان لا معرفة ولا علاقة لي بهم /لكني هنا وبما كتبت وسأكتب كجنوبي محب للجنوب ووحدة الجنوبيين وتلاحمهم كنت وسأظل من الناصحين لهم ولغيرهم من دعاة التمزيق على أساس التمايز الفكري الديني او المناطقي وغير ذلك وأقول لهم أوقفوا العبث / أوقفوا سياسة التمزيق التي أتبعها الشماليون على أرضنا /أوقفوا منهج صناعة الأعداء /عززوا من روح التلاقي مع الاخر الجنوبي /أغلبوا منافذ الشر /أجعلوا الطريق سالكا إلى الخير تحت رأية الوطن واندمجوا في المجتمع الجنوبي بهذه المرحلة لمناهضة بقايا الإحتلال ..

 

أقول لهم أربطوا منهجكم بالأرض الجنوبية وهويتها التاريخية وبالشعب الجنوبي وتوجهوا إلى الناس والمجتمع الجنوبي بدعوة صادقة نظيفة إلى الله وتحت ضوء الشمس بعيدا عن المسميات الحصرية وبعيدا عن التحريض ضد حملة الإجتهادات الفكرية المخالفة لكم وبعيدا عن العنف ومظاهرة وبعيدا عن تصنيف الناس هذه ملوث عقائديا وهذا صافي العقيدة / كفوا عن الإعتقاد بان التدين والإجتهاد الديني حكرا عليكم وان الدعوة إليه والى الله محصورة بشخوصكم وأنكم فقط من تعلمون حقائق الدين والقرءان والسيرة المحمدية وان غيركم لا يفقهون بشي /وكانوا على يقين لن تكون الدعوة مؤمنة إلا وفقا لمناهج يضعها علماء ومتخصصون في كنف دولة ونظام وضوابط شرعية ووطنية وهو ما يسعا إليه كل شرفاء الجنوب /مثل السعوديين والقطريين والإماراتيين والمصريين والسودانيين وغيرهم ..

 

ولنعلم جميعا أن الشمال موحدا متلاحما بكل طوائفه ومذاهبه وأن حربنا التي لا زالت مستمرة ومفتوحة معه لن نستطيع الصمود فيها وحماية ارضنا وعرضنا إلا موحدين ومتلاحمين تربطنا الثقة والإخوه والنضال المشترك من أجل جنوب حر ومستقل .

 

*- بقلم : أبو عهد الشعيبي