■ نعم .. مع الفدرالية !!

2015-11-11 14:51

 

مساء الثلاثاء 3 نوفمبر .. غادرت استديو قناة عدن بعد ساعة من الحوار الساخن مع الاعلامي و المذيع المتألق : غسان المرشدي ، في برنامج " يوميات المقاومة " هذا البرنامج الذي ارتبط بالمقاومة وانتصاراتها في عدن و واكبها منذ احتلال قوات الانقلابين اقدم واعرق تلفزيون في البلاد العربية " تلفزيون عدن " 1964بعد سنة من انضمام عدن الي اتحاد الجنوب العربي ..المكون من 19سلطنة و امارة و مشيخة الذي انشئ عام 1959من خمس مشيخات من محميات عدن الغربية لتلحق به بقية سلطنات و مشيخات محمية عدن بالاضافة الي سلطنة الواحدي الحضرمية ، لأسباب خلافية مع السلطنة القعيطية .

 

كان المشروع البريطاني الذي اقترحه المستر : ( توم هيكنبوثام) ـ مستشار المحميات الغربية فكرة غير مقتصرة على محمية عدن الغربية .. ففي عام 1964كانت فكرة اتحاد حضرمي قد بداءة تطرح و يومها كانت السلطنة القعيطية ليست هي الاكبر مساحة فقط .. بل ودولة مكتملة البنية المؤسسية ـ المدنية و العسكرية ، وهو الامر الذي ربما كان خلف تردد الكثيري و القعيطي و انسلاخ الواحدي ، الامر الذي وفر لبريطانيا فرصة تسليم حضرموت الي الجبهة القومية في سبتمبر 1967 و قبل انسحابها من عدن في 30 نوفمبر من ذلك العام ، في ظل ظروف ما بعد هزيمة يونيو 1967العربية.. لتعلن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية على انقاض تلك السلطنات و الامارات و المشيخات و تتحول الي سته ارقام ادارية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي انتهت في جمهورية اليمن عام 1990.

 

□ كل ذلك لم يكن في ذهني استعراضه في "برنامج يوميات المقاومة " فما نواجه اليوم مختلف تماما بعد ربع قرن من وحدة يمنية انتهت الي ضرورة اعادة صياغة هذه الدولة .. في نظام اتحادي يأخذ ذلك الموروث على درجة من الاهمية لتجاوز نصف قرن من الغاء حضرموت و اتحاد الجنوب العربي ،و دمجهما في الجمهورية العربية اليمنية ، بكل موروثاتها الصراعية المجتمعية و المناطقية قصرا .. الامر الذي اصبحت ترفضه مجتمعات تلك الاقاليم الي حد التطلع الي الاستقلال .. والذي عبر عنه بعض المتصلين بي هاتفيا وعلى "الواتسب WhatsApp " عاتبني احدهم على ذكر السلطان : صالح بن غالب القعيطي دون الكثيري ، رغم ان ذكري للسلطان و العلامة : صالح بن غالب .. قد جاء في معرض حديثي واستشهادي به و ايضا المستر انجرامس في تعظيم سلطة الدولة على حساب القبلية ، التي عادة الينا في حضرموت عارية من كل قيمها او متلبسة بتقاليد غير تقاليدنا و ثقافتنا المجتمعية ـ الحضرمية .

 

□□ كان اخونا المعاتب على الاستشهاد بالسلطان و العلامة : صالح بن غالب انفعالي الي درجة متناقضة مع مطالبته باستقلال حضرموت .. متجاهلا ان المتسبب في عدم اتحاد حضرموت هم المتخوفين من هيمنة السلطنة القعيطية .. كونها السلطنة التي اخذت مظاهر الدولة الحديثة فضلا عن اتساع رقعتها الجغرافية ، وان بموقف المثالة في ذلك الوقت ضاعت حضرموت ، الامر الذي ربما اغضبه فقرر زيارتي الي بيتي لمناقشة الموضوع .

 

التقيت به وقلت له .. تريد أي من حضرموت انت ؟ انا لم اطالب بعودة القعيطي و لا الغيت تاريخ الكثيري و السؤال هو لماذا نرفض دولة اتحادية يمنية او جنوبية ؟ في الوقت الذي يطالب البعض باستعادة " جمهورية اليمن الديمقراطية " و اخر يطالب بجمهورية الجنوب العربي الاتحادية ، ونجد بينهم العديد من الحضارم ، في الوقت الذي امامنا فرصة لاستعادة حضرموت من خلال مشروع مخرجات الحوار الوطني ، الذي اعطى لكل اقليم : حق اقامة حكومته على جغرافيته الطبيعية و الاجتماعية في دولة اليمن الجديد ، وحقه في حكم نفسه و ادارة مواردة البشرية و الطبيعية ، و اظن ان مصلحة حضرموت في ذلك هي الاوفر .. وهذا يمكن تجار الحضارم من التحول من التجارة الدكاكينية الي مستثمرين في الزراعة و الاسماك و الصناعة واقامة الشركات الكبرى ، في سوق وطنية كبيرة فضلا عن محيطها العربي و الافريقي .. وهو ما يجب ان نفكر فيه و نصر علية ، قبل ان يحقق دعاة الدولة من اقليمين اهدافهم و هدفهم .. مع الاسف اعادة حضرموت الي مقطورة التموين في القطار الجنوبي ـ اليمني ، ووسيلتهم الي ذلك حماس امثالك ومزايدتهم على عقلانية من يدركون ان حضرموت دور .. و الدور اكبر واهم و هو ما يقلق بقية الشركاء لنا في هذه الدولة ، التي وجدت مازومة و لا مخرج لنا الا الدولة الاتحادية .. و التي معها سنستعيد الدور و معه تقاليدنا و ثقافتنا الحضرمية و دورنا الاستراتيجي الوطني و الأقليمي .

 

□□□ تمترس صاحبي حول طروحاته .. وطالبني بالانضمام الي "العصبة الحضرمية " فقلت له انا حضرمي و يمني و عربي من جزيرة العرب .. لا ارفض وجودكم كعصبة حضرمية ، و لكن اطالبكم بالتفكير في كيف تكون علية حضرموت في أي تسوية قادمة ؟! وكيف ندفع عن حضرموت محاولات تهميشها والغاء دورها الذي يعمل عليه البعض من شركائنا في الوطن و الازمة ؟.

 

على اثر ذلك .. استعرضت معه من جوالي طروحات بعض المتصلين بي في اعقاب تلك المقابلة ، لنتوقف عند ثلاثة استرعى انتباههم مطالبتي الرئيس هادي .. الشروع في تنفيذ اقامة الاقاليم من خلال اقليم عدن .. و من خلال استيعاب المقاومة في مؤسسة عسكرية ـ كحرس وطني للإقليم، وقلت له : هؤلاء لا يرفضون مشروع الاتحاد .. بل ويدركون ان لا اتحاد دون ان يمتلك كل اقاليم قواه الاستراتيجية ـ العسكرية و الامنية ، و منهم صديقنا المشترك من بلاد الواحدي التي انسلخت عن حضرموت .. لتنضم الي اتحاد الجنوب العربي في منتصف ستينات القرن الماضي ، هذا الوعي هو المطلوب حضرميا اليوم ، اما حق تقرير المصير فمسألة لم تعد قائمة في ظل تناطح الاستراتيجيات الكبرى .. ونظام دولي يحكمه مجلس الأمن الدولي ، فضلا عن ان الطريق الي ذلك يتطلب وجود جبهة وطنية حضرمية ، و هذا ما نفتقده رغم المخاطر التي نواجهها على ارض حضرموت .. والتي قد تصبح "امبار" اخرى في جنوب الجزيرة العربية ، الامر الذي نبهت الية في اكثر من لقاء متلفز .. ولم يسترعي انتباه ابناء حضرموت المختلفين مع الاسف في قضايا سطحية في الوقت الذي يتصارع الاخرين على حضرموت !؟

 

□□□□ نعم انا مع دولة اتحادية يمنية .. بل و لها ما بعدها عربيا ـ فدرالية او كونفدرالية ، على مستوى الجزيرة العربية او المشرق العربي ، وتذكر في مقامي هذا مشروع الدكتور : عبدالرحمن البزاز ـ رئيس الوزراء العراقي الأسبق ، الذي ذهب ضحية مشروعة الطريق الي الوحدة العربية من خلال وحدة أقاليم " جزيرة العرب ، بلاد الشام ، وادي النيل ، المغرب العربي " فاتهم بالعمالة لإسرائيل لتتحول الأقطار العربية الي صراعاتها الداخلية و تتمزق وحدتها الاجتماعية و الوطنية و الامثلة و الشواهد امامنا كثيرة على ضياع الفرص ـ لنجد انفسنا امام الصوملة التي عممت ، لتشمل العراق ، سوريا و ليبيا و اليمن .. وتهدد غيرها في المشرق و المغرب العربي ، الامر الذي شجع ايران على استغلال هذا الوضع ، لتحكم العراق وتغزو اليمن .. ولاستعادة الامل لم تبقى لنا غير عاصفة الحزم ،التي وحدة الجزيرة العربية تجاه اليمن ، فهل ندرك اهمية ذلك في مواجهة مشاريع تقسيم المقسم في مشروعات الشرق الاوسط الجديد ؟!

 

قلت ذلك لصاحبي .. الذي غادرني و رفيقيه و هو يرى فيما طرحته معارضة للعصبة الحضرمية رغم ان اللقاء في برنامج يوميات المقاومة لا علاقه له بتقزيم حضرموت .. الذي يتطلع اليه صديقي المتعصب لعصبته .

 

 

□□□□ لذلك ارفق " رابط البرنامج " ليطلع علية من رحب بردودي كاملة او اجزاء منها و من طالبني بالحديث عن مواضيع لم يكن لها محل في برنامج يفترض انه مقيد بأسئلة المحاور المتميز : غسان المرشدي .. والتي تركزت على راهن مطلوب مغادرته الي مستقبل الدولة و المواطنة التي افتقدناها على مدى نصف قرن لنتصارع مناطقيا و قبليا .. فهل ندرك خطورة ذلك ؟! وان لا مخرج لنا الا بالفدرالية ؟! والامر الذي لا اظن معه ان في اجاباتي ما يغمط حضرموت حقها او يخالف قناعتي بجدوى الدولة الاتحادية .

 

*عضو مجلس حضرموت المحلي .. كاتب وناشط سياسي .