بالأمس كتبنا عن عقليتين تتحكم بالجنوبيين وأردت من ذلك تحليل الواقع كما هو وأتعجب من حال البعض الذي أعتبر توصيفي لعقلية الثوره بذم للمقاومة.. كنت أنادي بتحويل تلك الوحدات لجيش وأمن جنوبي لتكون مهامها على أساس من القانون، واليوم دعوني أعرج على موضوع المقاومة الجنوبية وأرجو أن يكون النقاش بعيداً عن الأحكام المسبقة والتعصب وكلام الشوارع الذي لا يفيد. لابد أن نناقش مشاكلنا بعقل مفتوح من أجل تصحيحها غير ذلك سنظل ندور في ذات الدائره المفرغه.
المقاومة أي مقاومة في الدنيا تنشأ لمقاومة إحتلال أو غزو أو تعسف وظلم أو غيره من الاوضاع التي تدفع بالناس للثوره لكن بعد زوال السبب الذي تشكلت من أجله المقاومة لابد لأفرادها من العوده لأعمالهم ومزارعهم ومصالحهم أو يتحولوا جيش وأمن ونحن نذكر أن جيش التحرير التابع للجبهة القومية تحول بعد عام ٦٧م إلى كتائب وجيش اليمن الديمقراطية.
سيقول قائل أن التحرير لم يكتمل ولازلنا بحاجة المقاومة وأقول له هذا قول مجافي للحقيقة لأن المحافظات التي نشأت فيها المقاومة تحررت وبقاء المقاومة بشكلها الحالي يجرها لتأدية وظائف بعيده عن ما تشكلت من أجله.
بعد التحرير أي مقاومة تبقى كما هي ولا تتحول لقوات جيش وأمن تتحول إلى مليشيات، وعمر المليشيات ما خدمت الأوطان. ونحن نرى الحال المائل في عدن وبقية المحافظات من إنعدام للأمن والعوده لمربع الفوضى والإنفلات وسيادة شريعة الغاب وليس هناك من دور للمقاومة لأنها بالفعل تحولت لمليشيات حزبية أو قبلية أو مناطقية أو حتى تتبع أشخاص ولا تملك قياده موحده ولا يضبطها هيكل وليست واضحه فيها المسئوليات ولهذا نجد المهام الذي تنفذها مهام جزئية ووفق رغبة هذا الطرف أو ذاك الذي تقع تحت سيطرته هذه المقاومة/المليشياء.
المقاومة في الضالع لها طابع خاص وهي الأكثر إنضباطاً وتنظيماً والسؤال ما المانع من تحولها لألويه أو كتائب عسكرية جيش وأمن وبمبادره ذاتية منهم ولو لم تساعدهم الحكومة في الرياض في البدايه لكنها ستضطر في النهايه للتعامل معهم حسب ألتزامها وقرار الرئيس هادي بدمج المقاومة في الجيش الوطني، وسيكون لهذا الجيش والأمن قيادات معروفه ومهام قانونية واضحة، أما أستمرارها كمقاومة بعد إكتمال عملية التحرير يجعلها تفتقر للأساس القانوني لوجودها وبطبيعة الأشياء ستتصرف كمليشيا حتى في أدائها اليومي مع المواطنين لأنها تفتقد للضوابط القانونية الشرعية في إدائها، ومن الناحية الوطنية سينظر اليها أنها مليشيا مناطقية لا أكثر ولا أقل.
أتوجه لكل قيادات المقاومة أن يبادروا إلى لم شمل وحداتهم وتحويلها لألوية عسكرية وبعضها لرجال أمن مهما كانت العراقيل والصعوبات وحينها سيكون وجودهم قانوني للدفاع عن الجنوب أو ضبط الأمن أو محاربة الإرهاب أما البقاء هكذا فأن حتى الإرهاب سيركب ظهر المقاومة وسيسمي نفسه مقاومة ونحن نرى أن الإرهابيون وصلوا لقاعات الجامعة والمقاومة تتفرج.
إذا لم نبادر إلى تحويل المقاومة لجيش وأمن ستتحول إلى مليشيات وقادتها سيتحولون إلى أمراء حرب وقد بدأت مؤشرات هذه الحالة تظهر على الأرض.