تاريخ بحاجة إلى إعادة قراءة : علاقة أجهزة المخابرات البريطانية بقيادة الجبهة القومية

2015-10-21 13:03
تاريخ بحاجة إلى إعادة قراءة : علاقة أجهزة المخابرات البريطانية بقيادة الجبهة القومية

عبدالفتااح اسماعيل وعلي البيض

 

 قيل الكثير عن العلاقات البريطانية ودعمها للجبهة القومية مثل مسئولية بريطانيا عن تمرد جيش الاتحاد الجنوبي في 20 يونيو/حزيران/ جوان 1967م والذي أفقد حكومة اتحاد الجنوب العربي ركيزتها الرئيسة،وعن "إيعاز الإنجليز لبعض ضباط الجيش الاتحادي بالانضمام للجبهة القومية في حربها ضد جبهة التحرير" وربط ذلك بتصريحات آخر مندوب سامي في عدن السير همفري تريفيليات في مذكراته بالنص" أن الجبهة القومية هيار خيار بريطانيا لحكم الجنوب بعد الرحيل من عدن .

 

وعن علاقة رفاق الرئيس قحطان الشعبي بالخدمة في بيوت الضباط البريطانيين (امثال محسن الشرجبي) و (صداقة عبد الفتاح إسماعيل مع ضابط المخابرات البريطانية هندرسون) وغير ذلك مما لا حاجة إلى الاستناد إليه في حضور الأدلة الموثقة في هذا المجال اي العلاقة الخاصة بين بعض قيادات الجبهة القومية والمخابرات البريطانية، فمثلاً كانت بريطانيا قد حكمت منذ البداية وقبل التمرد على حكومة الاتحاد بالعجز والضعف ولم تكن على استعداد لتسليمها السلطة بعد رحيل الجيش البريطاني، ولهذا فإن إثبات تآمرها سراً على هذه الحكومة لن يضيف شيئاً في سجل النوايا البريطانية المعلنة أصلاً، كما أننا لسنا بحاجة إلى التنصت على همس البريطانيين لضباط الجيش الاتحادي في الوقت الذي كانوا يسيطرون فيه عليه علانية، وفي الوقت الذي شنت فيه الجبهة القومية حربها على جبهة التحرير أثناء عصيان 20 يونيو/ حزيران/ جوان، استثنت الإنجليز من هجماتها فلم تقع حوادث ضدهم من جانب "الإرهابيين".

 

تاريخ بحاجة إلى النبش في أضابيره لنعرف سر مأساة شعب الجنوب منذ العام 1963م حتى اليوم والمقزز في الأمر إصرار أبطال ورموز تلك الحقبة السواء على الإستمرار في إداء نفس الدور التخريبي والمعيق لإنعتاق شعب الجنوب العربي من قيود تلك المرحلة السوداء والبدء من جديد في إعادة بناء الوطن الجنوبي من جديد بروح وعقيلة القرن الحادي والعشرين .

 

*- بقلم – د حسين لقور بن عيدان

 

- موضوعات ذات صلة:

 

*- من مذكرات السير تريفيليان : أضغـــــط هنــــا

 

*- موضوع الخريف الأسود     : اضغـــــط هنــــا