يصف الراحل الكبير نجيب محفوظ العرب بأنهم مصابون بآفة النسيان ولذلك تجدهم عاجزين عن التعامل الموضوعي مع همومهم وقضاياهم، والجنوبيون باعتبارهم عرباً فإنهم مصابون بذات الآفة أمام هذا النموذج من الإرهاب الذي مارسته القوى المتنفذة في صنعاء وتمارسه منذ فبراير 2012 حتى الآن ضد الجنوبيين.
نشرت "الأيام" في عددها الصادر يوم السبت 18 أكتوبر 2008 في الصحفة الأولى:
في رسالة تهديد لرئيس التحرير من هاتف رقم 733496340: "لن تنفعك حبيل جبر ولا المحفد".
تلقى الزميل هشام باشراحيل, رئيس التحرير عند الساعة 10:51 من مساء أمس الأول الخميس 16 أكتوبر الجاري على هاتفه السيار رسالة تهديد من هاتف سيار رقمه 733496340 فيما يلي نصها (كما وردت حرفيا):
"مساء الخير يا هشام وتمام لن تذهب دماؤنا سدى ولن تنفعك حبيل جبر ولا المحفد ولا علي مرحبا ولا حيدر العطاس أحد رموز الانفصال، وينطبق عليك المثل القائل لا ماء يروب ولا عميل ولا ..... تتوب".
وورد في المادة الخبرية:
"ونحن في "الأيام" قد سبق لنا أن نشرنا العديد من هذه الرسائل التهديدية في حقنا وفي حق كتاب "الأيام" وآخرها تلك التي وجهت للزميل نجيب يابلي، إلا أن الجهات الرسمية ذات العلاقة لم تحرك ساكنا ولم تبلغنا بما توصلت إليه".
يلاحظ إذاً أن صيغة الرسالة التهديدية هي ذات الصيغة التي ترد مكتوبة على هاتف حينا وترد شفاهة من مسؤول كبير في مثل هذا الوقت على الهاتف الأرضي لـ"الأيام" وما كان يسمعه الزميل هشام رحمه الله من كلمات نابية بنبرة موتورة جعلت عيشته ضنكا وتنوعت أساليب وطرائق الممارسات التعسفية والسوقية على "الأيام" ورمزها هشام باشراحيل، منها توظيف بلاطجة في الطرقات خارج عدن لاستهداف باص "الأيام" واحتجاز السائق ونهب أي مبالغ نقدية ومصادرة نسخ التوزيع.
البلاطجة هنا قد يكونون بالميري وقد يكونون بالملابس المدنية وكلهم وجوه لعملة واحدة وهي النظام المهترئ في صنعاء ورمزه الأوحد علي عبدالله صالح، وتواتر التعسف ضد "الأيام" ورمزها هشام وكتاب صحيفته.
كان إيقاع الحراك الجنوبي يقرع أسماع النظام القبلي العسكري المتخلف في صنعاء بالتزامن مع إيقاع "الأيام" وزميلاتها، والذي شرخ جماجم رجال النظام الفاشي في صنعاء، وتفاوتت ردود أفعاله ضد "الأيام"، ومنها الاعتداء المسلح على دار "الأيام" وسكن الزميلين هشام وتمام باشراحيل في صنعاء يوم الثلاثاء الأسود 12 فبراير 2008 الذي قام به 12 بلطجيا وتصدى لهم الفارس أحمد عمر العبادي، وبدلا من مكافأته على استبساله على قاعدة السنة النبوية "من مات دون ماله أو دمه أو عرضه فهو شهيد"، لأن الدفاع عن المال أو الدم أو العرض حق مشروع في الشريعة، فإن قتل (بضم القاف) فهو شهيد، وإن قتل فإن المعتدي في النار، ولا يزال العبادي المرقشي نزيل السجن الظلامي القهري في صنعاء.
توج النظام الديكتاتوري الفاشي في صنعاء أعماله العدوانية على "الأيام" بإغلاقها يوم الثلاثاء 5 مايو 2009 وبالاعتداء الوحشي على دار "الأيام" وسكن الناشرين هشام وتمام باشراحيل يوم الثلاثاء أيضا الموافق 5 يناير 2010م وإيداع هشام وولديه هاني ومحمد سجن المباحث في معسكر طارق.
ذلكم هو هشام باشراحيل، الذي ولد بمدينة التواهي في 16 يونيو 1944 ومات كمدا في المانيا يوم 16 يونيو 2012م، ومواراة جثمانه ثرى عدن يوم الأحد 17 يونيو 2012م.
هذه قراءة، وعلينا استقراء القراءة، لنعرف أين نقف وإلى أين نحن سائرون!.