11 اكتوبر 1977 يوم حزين في تاريخ اليمنيين. فيه جرى اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي في مؤامرة دنيئة استلزمت قتل شقيقه الرائد عبدالله الحمدي قائد قوات "العمالقة"، أولا، بعد ان استدرجه أحد عناصر الانقلاب إلى منزل رئيس هيئة الأركان أحمد حسين الغشمي، وهناك جرت تصفيته أولا.
ظهيرة هذا اليوم دُعي الرئيس ابراهيم الحمدي إلى عزومة غداء في المنزل نفسه، منزل رئيس هيئة الاركان.
في عصر اليوم نفسه تم استدعاء الرائد علي قناف زهرة قائد المدرعات وأهم رجال عهد حركة 13 يونيو 1974، إلى القيادة. وبعد اعتقاله جرى إعلان خبر مقتل الرئيس وشقيقه عبدالله.
لم تظهر اية تفاصيل بشأن مصير الرائد علي قناف زهرة منذ ذلك اليوم.
علي قناف زهرة هو واحد من آلاف المختفين قسريا في اليمن الذين رفضت سلطة الرئيس السابق علي عبدالله صالح الكشف عن مصائرهم. ومن المخزي ان السطة التي جاءت في أعقاب ثورة فبراير 2011 أبدت تعنتا شديدا حيال اسر المختفين قسريا_ وبينها أسرة زهرة_ ولم تحرك ساكنا من أجل كشف مصائرهم.
جريمة 11 اكتوبر 1977 مستمرة من وجهين:
_ وهي أخفت اثنين من أبرز رفاقه هما علي قناف زهرة وعبدالله الشمسي، والإخفاء القسري هو في جوهره وأثره، جريمة مستمرة بحقوق المختفين قسريا وأسرهم والمجتمع. وفي وقت لاحق نفذت السلطة التي اعقبت الانقلاب على الرئيس الحمدي بشكل ممنهج جرائم اخفاء قسري خصوصا بعد اكتوبر 1978.
* جدارية المختفي قسريا الرائد علي قناف زهرة في الصورة المرفقة. والجدارية هي في المربع الأول يسارا من الصف الثالث. وكان الفنان مراد سبيع وآخرون من شباب ثورة فبراير دشنوا في سبتمبر 2012 حملة فنية رائدة لصالح قضايا المختفين قسريا بعنوان: "الجدران تتذكر وجوههم". الحملة نقشت وجوه مئات المختفين قسريا في جدران العاصمة ومدن يمنية أخرى.
*- سامي غالب – صحفي وناشر يمني