خطر إسلام الجماعة ... وحاكميتها

2015-09-20 22:53
خطر إسلام الجماعة ... وحاكميتها
شبوة برس- خاص - الصعيد - شبوه

 

      من مقاربة لمحمد ناصر الحزمي عنوانها ( قد كان مجنون وفكيتوه ) عن شيخ استضاف ضيوفا وكان له اخٍ  مجنون ومربوط فاصروا ان يفكوه

.....وبعد الطعام قام واخذ البندق وقال : قوموا ( أبترعوا)يعني ارقصوا  ومنهم الشيخ أخو المجنون وكان ( يبترع) ويقول " قد قلت لكم لا تفكوه ... قد قلت لكم لا تفكوه

وهذا الحوثي قد كان مربّط في صعده والان خرج ورفع السلاح ( وبرع ) للعب الشعب من أوله الى آخره .

 

الحزمي اعتمد الفلكور الشعبي فقدّم مقاربة عندما يسود الإسلام الهامشي الاسلام الذي يتحول فيه الاسلام من مجتمع الى  الجماعة وما يجلبه من شقاء للمجتمع سواء كانت جماعة.سياسية دينية او عقدية اوعقدية سياسية

 

الشيعة اول من حول الاسلام من مجتمع الى  جماعة في العهد  الراشدي بدأ التحويل سياسيا باحقية الامام علي بالخلافة فتطور على هامش المجتمع  الاسلامي والأماكن النائية منه من اجل التمكين والسلطة فلو كان من أجل أحقية خلافة الامام لسكنت وانسجمت في البنية السياسية والعقدية للمجتمع الاسلامي بعد ان تولى الخلافة ثم لقي ربه مثلما لقيه من سبقه من الخلفاء  الراشدين .

 

خرج من التشيع السياسي او اسلام  الجماعة الخوارج فقتلوا الامام بعد ان كفروه  وكفروا ما سواهم وعاثوا افسادا وتكفيرا في المجتمع .

 

في العصر الحديث برزت حركة الاخوان مشروعا سياسيا بدعوى استعادة الخلافة بعد سقوطها وحولت الاسلام من مجتمع الى جماعة سياسية مثل الشيعة عند انطلاقها التي عندما اكتملت عقديا فارقت المجتمع حتى في طقوسها الاخوان كبداية الشيعة ، سياسة ،  للتمكين مثلها ،  واستخدمت مثلها الانساق الدينية المحايدة في العمل السياسي ، الاخوان  نمت على هامش المجتمع سياسيا وفي اقبية السجون خاصة , لكنه ظل تيارا سياسيا ولم يتحول الى عقدي سياسي كالشيعة وخطورته انه يحمل نهج تحويل الاسلام من مجتمع الى جماعة وكذا طريقة بنائها الا انه لم  يفارق اسلام المجتمع عقديا كالشيعة لكن دعوته ليست من اجل الدعوة المجردة للدعوة بل ان تكون الدعوة استقطابا "للاخونة" ومن تحت عباءتهم خرجت  جاهلية المجتمع وعنهم تقريبا خرجت كل مدارس التكفير للسنة مثلما خرج تكفير الخوارج للامة عن الشيعة عندما كانت مدرسة سياسية .

   

ان ما يجهله الكثير ان الاخوان رواد التقريب مع الشيعة ريادةً لم تعتنقها اية جماعة سياسية او دينية سنية قبلهم ولا بعدهم فالتقريب يعني نقض الأسس كما جاء في تفنيد "محب الدين الخطيب" له ونقض الأسس من سمات اسلام الجماعة واتهم الخطيب دعاته بالتسيب والميوعة تحت مسمى ازالة الفوارق ومقالته عن رفض التقريب سبب فراقه عن البنا .

 

وعلى هذا المسار الشائك سهل البنا للاثني عشري "محمد القمي" تأسيس دار التقريب بل يؤكد "هادي خسروط في دراسته عن البنا انه شريك له فيها فدخل تقريب "القمي" عبر الاخوان كل الطبقات المصرية حتى الازهر وهذا ثابت تاريخيا وبتأثيره  اصدر الشيخ محمود شلتوت فتواه بانه  بجواز للسني التعبد بالمذهب الاثني عشري التي اثارت ضجة حينها لكن  التقريب لم يقنع اي من المراجع الشيعية باصدار ما يماثل فتوى شلتوت لاعتقادهم جميعا بعدم اسلامية اهل السنة!!

 

فتوى شلتوت صدرت بعد موت البنا لكن خسرو يقول ان البنا اول من اعترف بالمذهب الجعفري وان شلتوت وبعض علماء الازهرتأثروا بما اعتنق البنا !! ".بل اكد خسرو في دراسته ان المرشد ساهم في نشر المذهب الجعفري في مصر واورد مقتطفات من خطاب له في الحج على خلفية خلافات بين الحجاج المصريين والشيعة  يقول  المرشد فيه ان: " الفرق بين بعض اهل السنة !! والشيعة هو ان الشيعة يحبون اهل البيت اكثر من غيرهم !! وهو اداء للدين !! وينبغي ان يشكل هؤلاء القدوة لنا المصريين الذي لنا ولاء لاهل البيت !! "

 

 ما يؤكد نقض الأسس خروج معظم التطرف ان لم يكن كله من العباءة الاخوانية وكذا التشيع خاصة في مصر فالمستشار "الدمرداش العقالي" الزعيم الروحي للشيعة كان اخوانيا يعتبر في حواراته البنا أستاذه ومعلمه و كذا احمد راسم ابرز شيعة مصر الان خرج من العباءة الاخوانية !!

 استمرت العلاقة بعد الامتناع الشيعي بل تخلى  ّالاخوان عن  شخصيات كانت تنتمي او مؤيدة لهم  ولتوضيح علاقة الاخوان بالشيعة وكذا اعترافهم بإسرائيل وغيرها من خفايا العلاقات السرية مع ايران والغرب وزيارة الخميني في مطلع  شبابه للمرشد البنا واعجابهما ببعض واخذه كلمة " المرشد  " وجعلها صفة لمرجعيته وادخالها في التراث الشيعي يمكنه الرجوع للكتب التالية. (أئمة الشر لـ "ثروت الخرباوي" صادر عن دار نهضة مصر ص 98/109 وكذا سر المعبد ، لنفس المؤلف وهو إخواني سابق  وكذا كتاب لعبة الشيطان  للكاتب روبرت دريفوس 2010 ص 60) .

 

ان اول تجارب الاخوان السياسية من اجل التمكين في الحكم كانت  بتزاوج الاخوانية والزيدية " الزخونة " باعادة صياغة لزيدية الحكم السلالي في انقلاب 1948م الذي فشل لكن "الزخونة" استمرت حليف تبعية لحكم العصبوية الزيدية حتى الان !! .

 

ليس العبرة ان يرحل طغاة او عادلون ويبقى النهج سواء كان هذا النهج منحرف سياسيا دينيا او عقديا او سياسيا عقديا فالعبرة ليست بذهاب يزيد بن معاوية وبقاء التشيع صامدا او ذهاب عبد الناصر وبقاء الاخوان فالنهج المنحرف منحرف فاسماعيل الصفوي منحرف سياسيا وعقديا من مفرزات فكر جماعة هامشية حولت الاسلام من مجتمع الى جماعة لا ينتمي لفكر وافراز مجتمع مناهج بحثه معروفة وطريقة انتاج معرفتها معروفة.

  

اليست العبرة انه لما تمكن آباد ملايين وأدخل ملايين عنوة في مذهبه؟

 

إخوان اليمن أنشاوا هيئة الفضيلة وهدفها محاربة الحوثي وانفصال  الجنوب كما وصفت نفسها حينها ولما استقوى الحوثي وهو من اسلام الجماعة " زيدي " اصدر الشيخ الزنداني ( إخواني ) فتواه بان تعطي الدولة الخُمس للهاشميين وان المعادن والبترول من ألفيئ وهو يعرف يقينا  ان الحوثي الأقوى من اهل البيت باخذها!! .

 

لكن المسألة الوطنية في الجنوب ظلت على جدول اعمال هيئة الفضيلة الاخوانية (التابعة لرئيس شورى الاصلاح) على الصفحات الشخصية  الاخوانية مسالة كفر وشيوعية لا تنطبق عليها فتواهم " حقنًا لدماء المسلمين كما انطبقت على جحافل الرافضة التي اجتاحت  صنعاء!! .

 

اليست " شنشنة اعرفها من اخرم " كما تقول العرب اليست رائحة التقريب فيها ؟ ما علينا من الخلاف الآني فالمايسترو سيضبط ايقاع السمفونية في الوقت المناسب مثلما صدرت فتوى حق الهاشميين في الوقت المناسب ومثلما صدر الحقن ، فاللحن  ليس عربيا ذا بُعد واحد بل أجنبي  ثلاثي الابعاد!!  .

  

بقي التشيع مدرسة هامشية تسفك الدماء وتنتهك الاعراض عندما تتمكن وتمارس المذابح والإبادة الان بحجة عودة الحق لأصحابه الذي اُخذ منهم منذ خمسة عشر قرنا لكن هل هو حق علوي ام فارسي!! ؟

 

يقول نابليون:  " الله حيث توجد الدبابات " والدبابات مع الفرس. 

 

العبرة ان تتعظ المجتمعات والنخب بان المدارس والقوى التي حولت الاسلام من سعة المجتمع ومناهجه الى ضيق الجماعة وإثرة مصالحها  كانوا يقنعون أتباعهم بانهم قدر الله وانهم الوراثون , حتى زعيم الحشاشين اقنع اتباعه هكذا وكذا فعل "محمد بن نصير" صاحب النصيرية " علوية سوريا " !! .

وكذا اسماعيل الصفوي للعلم لم يكن من بدايته شيعيا بل من مدرسة  صوفية تدعي الانتماء للسنة لكنها قامت على نقض الأسس ( التقريب ) بمعنى انتماء جماعة لا انتماء مجتمع كسائرالجماعات التي تعتقد ان الحق في اسلام الجماعة لاسلام اسلام المجتمع فتقتل المجتمع عندما تتمكن من اجل الجماعة !!

 

العبرة انه لا يوجد تضامن واسع في اسلام المجتمع لانه امة وان وجد فلن يتسع بسعتها لكن العبرة ان التضامن في أقوى مستوياته بين اتباع اسلام الجماعة  انظر للبهره والبهائية وكل فرق اسلام الجماعة تجدها متضامنة افرادا وجماعات هذه مناهجها وهكذا الاخوان يحتذون نفس الطريقة .

 

يورد الاخواني السابق الخرباوي بانك لو كنت اخوانيا فستسأجر سكنك من إخواني وتتعالج عند طبيب إخواني ومحاميك إخواني وتصلي في مسجد إخواني وستأخذ المساعدة من جمعية اخوانية وستدرس اطفالك في مدارس يسيطر عليها اخوان والبقال إخواني والخضري... الخ بحيث لو خرجت من الجماعة تصبح غريبا في المجتمع وتفقد كل تلك الامتيازات " سر المعبد " الاخوان يسيرون نفس مسار جماعات الاسلام الهامشي وهم   يسيطرون على الجمعيات المتنوعة وعبر خدماتها وصدقاتها التي تصل للمدارس والمساجد والمحتاجين وكذا نشاطاتهم تحت مسمى الدعوة لكنها ليست للدعوة المجردة بل تا\أطيرا واستقطابا سياسيا ..

 

هل الدعوة تأطير  "للاخونة" ام العكس؟؟

انهم  يسيطرون ويجندون الأنصار ويفرضون العقوبات عبر هذه الانساق التي  ظلت محايدة حيادا إيجابيا سياسيا واجتماعيا فكان ينال بعض خدماتها حتى الكتابي،بدون ان تشترط عليه تلك الانساق ان يترك دينه ويدخل في الاسلام كالدعوة والصدقة وتعليم القران وتحفيظه بمعنى ان نشاطها لكل المجتمع.

 

وليس لاسلام الجماعة ، وكذا  أسلوب تواصلهم وطريقة افشالهم لاي عمل او مبادرة لا يسيطرون عليها.

 

فعلاقتهم بهادي كانت محكومة بسيطرتهم او عدمها حتى اوصلوا العملية السياسية للفشل.  

 

اسلام الجماعة اقنعوا اتباعهم بنفس حجج الاخوان اليوم بانهم الوارثون  وانهم وعد الله تعالى (  ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ) هكذا يكتب بعضهم

اسلام الجماعة  ادّعى انه مشاريع حياة ولما تمكن اصبح مشروع موت وابادة اهلكت الحرث  والنسل كلهم ادّعى انهم حملة رسالة تنسي البؤساء مدلهمات الحياة ولما تمكنوا عرف البؤساء على ايديهم سوء مدلهماتها لانهم  فرضوا على المجتمع مفهوم اسلام الجماعة فذاق أقسى أنواعها.

 

ففي التاريخ على يد المعتزلة ايام المأمون اذاقوها للعلماء والعامة حين حاولت سلطاته ان تفرض اجتهادات معينة لاسلام الجماعة ولما لم ياتِ  ذلك بنتيجة جرى التسليم بالتنوع فظهر الأخذ بالمذاهب الاربعة منهجا مستقلا عن رغبات الحاكم وجرى التسليم ايضا بالتمايز بين الشريعة والسياسة وهذا الفصل كان سائدا في العصر الراشدي فقد اتخذ عمر رضي الله عنه عليا كرم الله وجهه قاضيا وهو في الفقه في نفس مستوى الامام ليؤكد الفصل بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية وليؤكد بذلك حاكمية الشريعة لا حاكمية الخليفة والاجتهاد مستقلا محكوما بالقرآن والسنة وليس برغبات الافراد الحكام او المشرعين وبالتالي ليس بالضرورة ان يجمع الحاكم للصفتين

 

قال تعالى ( ولتكن منكم امة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) فلو حكم رجل الشريعة وفرض اجتهاداته كالمامون من الذي  سيسعى لانكار المنكر؟ فالذي سيتصدى له لن يكون عدوه الحاكم بل الاسلام وهذا سيعطينا نفس النموذج الشيعي الايراني !! وسيقُضي الى الابد على هذه الفريضة او سيخلق فتنة ودوامات عنف

 

 الاخوان في مصر اول ما اصطدموا بالنائب العام لجمع السلطتين او السيطرة على التشريعية!! اما المستشار طارق البشري على جلال قدره لكن صلاته بالأخوان جعلته يشرعن مبدأ كان  يعتبره مخالفا للإسلام قبل ان يكلفه الاخوان رئيسا للجنة التعديل الدستوري فوضع نصا يجعل اللجنة المشرفة على انتخابات الرئاسة لجنة مقدسة لا يجوز الطعن على قراراتها!! .

 

  في تركيا الاخوان اول جماعة اسلامية تؤسلم العلمانية التي يبتهلون عليها صباح مساء ومن اسلمتها ظهرت الاردوغانية حاكم اسلامي إخواني   يقف على هرم ويحكم بسلطة قوانينهاعلمانية فهل الاسلام في الفرد الحاكم او الحزب الذي يدعي انه مسلم ام في القانون او الشريعة الحاكمة ؟

 

وهل المهم التمكين للإسلام ام التمكين للإخوان .. هذا لا يجيب عليه محبو الاردوغانية  ولا عن حريتها وديمقراطيتها التي اتسعت لهذه العلمانية واغلقت كل نشاطات خصمها السياسي المسلم " فتح الله كولن" او انها حذت حذو الاسلام الشيعي اسلام الجماعة الذي اتسع في طهران وغيرها لمئات من كنائس النصارى وبيع اليهود ولم يتسع لمسجد سني واحد.!!

 

كل اسلام الجماعة هاموا حبا في الشدائد مثل الاخوان او اشد ولم يموتوا او تمت دعوتهم لان لديهم فعلا عقيدة وفكرة ومنهاج لكنها عقيدة وفكرة ومنهاج جماعة لا مجتمع فلما تمكنت صارت وبالا عليه اما المجتمع  بسعته وامتداده وتسامحه فلا  يقضي على فكر وتحزب الجماعة الهامشي الذي ينشاء في العتمة ثم يخاطب نور المجتمع  من كوى الظلام لكنه يهمشها.

 

 كلهم بدأ من قوله تعالى "ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت وإليه انيب" فلما تمكنوا جعلوها خرابا ودماء عودة على بدء ، جنان الحوثي لما فكوه عرفنا برعته " رقصته "  لكن ( دخيلك ياشيخ المثل الشعبي يقول: عادك في السعه) لا تفكوا المجنون الثاني ( الاخوان ) والا باتكون "برعه " اوسع ساحة واكثر ألما من برع المجنون الاول .

 * بقلم : صالح علي الدويل الباراسي - ناشط سياسي وكاتب صحفي