هل يمكن التفاوض مع القتلة؟؟

2015-09-12 06:32

 

رغم الهجمة الفارسية الشرسة والحرب بالوكالة من قبل سماسرتها الحوثيين وقوات المخلوع صالح على الشعب اليمني ابت تلك القوات الظلامية الا ان تحاول فرض مشروعها المذهبي السلالي على الشعب اليمني بالقوة العسكرية الميليشاوية الغاشمة ولكن بفضل صمود شعبنا والمقاومة الشعبية في الجنوب وبمساندة قوات التحالف العربي تمكنت من دحر تلك القوات خارج اسوار الحدود الدولية السابقة للجنوب العربي ماعدا محافظة حضرموت والمهرة التي لازالت ألوية الحليلي تتمركز فيها كذلك بعض الجيوب في بيحان ومكيراس ولازالت بعض المحافظات السنية في الشمال تقاوم المشروع الايراني الدخيل في :

مأرب ،وتعز، والحديدة ،والبيضاء، وأب، اما باقي المحافظات الشمالية الزيدية في أغلبها فهي متصالحة وراضية بما يجري اليوم من دمار وقتل بل وتدعم ذلك وتناصر قوات صالح والحوثي بكل امكانيتها وهي الحاضنة الشعبية الاولى للعدوان ورغم ذلك كله فقد تحققت الكثير من الانتصارات في الساحة اليمنية ضد تلك القوات الغازية خلال الخمس الأشهر الاخيرة !!

 

ونستطيع القول ان تلك الانتصارات قد اوقفت التمدد الايراني والحقت به الهزائم في عدة محافظات ومع  ذلك  مازال اليمن يواجه اخطاراً محدقة في عدة مجالات منها :

1-    صعود تنظيم القاعدة التي تنمو وتتوسع في حضرموت متربعة في الحضن الدافيء  للاخوان المسلمين وهم حزب الاصلاح الذين يريدون اعادة عقارب الساعة الى الوراء وسيشكلون خطراً داهماً على اليمن بعد التخلص من المشروع الايراني .

2-    اجهزة المخابرات للمخلوع صالح المتنكرة في هيئة عمال وباعة متجولين وفي البسطات والمطاعم وباعة خضار وفواكه وينتشرون في المحافظات الجنوبية وخاصة عدن ويقومون بمراقبة قادة المقاومة الوطنية الجنوبية ويعملون على تصفيتهم جسديا .

3-    انصار الرئيس المخلوع صالح من الجنوبيين ومنهم كوادره في المؤتمر الشعبي العام والعسكريين وقطاع الوظائف العامة الذين باعوا انفسهم وافسدهم صالح بالمال العام وتربوا على النهب والسرقة كوسيلة سريعة للثراء وهؤلاء لازالوا يعملون لحساب صالح المخلوع وحزبه في الخفاء ويدينون له بالولاء ومستعدون للإجهاز على أي مشروع وطني لبناء دولة عصرية ووطنية في الجنوب .

4-    المؤسسة العسكرية والأمنية التي بناها صالح خلال حكمه والمرتكزة على الفساد مازالت تتصدر المشهد ومنها بقايا الحرس القديم وهي كلها تدين بالولاء لصالح اكثر من الشرعية ومستعدة للانقضاض عليها في أي لحظة ودليلنا  في ذلك ما حصل من غدر من تلك القيادات في مأرب لأشقائنا في الخليج .

5-    لازال المخلوع صالح يحتفظ بقوة ضاربة من الصواريخ البالستية وبعض الطائرات ويدخرها لضرب التحالف العربي في معركة صنعاء القادمة كما لازالت ايران تمد الميلشيات الحوثية بالسلاح عبر قوارب الصيد .

6-    تدين معظم القبائل الشمالية ( الزيدية ) للمخلوع والحوثي خاصة ومعظم ابناءها يقاتلون في قوات صالح العسكرية وبالتالي فهي تدرك ان هزيمة صالح والحوثي هزيمة لها خاصة وتلك القبائل تعودت ان تهيمن على مقدرات اليمن الاقتصادية والسياسية في ظل الامامة الزيدية السلالية منذ ألف عام وما تلاها من وراثة الحكم من قبل المتنفذين من قبائل حاشد وغيرها  التي تنظر الى عامة الشعب اليمني بازدراء واستعلاء خاصة المناطق الشافعية في اقاليم الجند وتهامة والمحافظات الجنوبية .

7-    اسلوب القبائل الشمالية هو تعدد الولاءآت ولا يمكن الوثوق بها خاصة في معركة صنعاء التي لازالت بعيدة المنال بسبب بقاء المناطق مثل تعز البيضاء ،المخا ،تهامة ،مارب، مكيراس، بيحان ،في حالة مواجهات دامية مع قوات المخلوع والحوثي ولم تتطهر بعد من رجسهم .

 

ورغم الحشود العسكرية الهائلة في مارب من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والتي يقال انها تستعد لمعركة صنعاء وقد يكون ذلك من باب التمويه والدعاية الاعلامية التي تصب في الحرب النفسية ضد قوات صالح والحوثيين اذ ليس من المعقول والمنطقي  في العلم العسكري ان يتم الهجوم على العاصمة اليمنية دون ان تؤمن قوات التحالف ظهرها من باقي المحافظات الشمالية التي  لم تحسم المعارك فيها  بعد، كما لازالت قوات المخلوع صالح تتمركز بألوية كاملة في حضرموت والمهرة هذا من ناحية ومن ناحية اخرى يبرز السؤال الاهم :

اين دور القيادات القبلية في المدن الشمالية مثل :

عمران، والجوف ،وصعدة ،وذمار، وحجة ؟

أليس الاجدر بتلك القيادات والرموز القبلية ان تشكل وتؤسس للمقاومة الوطنية في مناطقها ؟

ام ان حراسة شركات البترول في العقلة في شبوة من قبل هاشم الاحمر اهم من مسقط راسه في عمران ومنازل ابائه التي دمرتها ميلشيات الحوثي ؟

 

اليس الأجدر به وعلي محسن والشايف وغيرهم من مشايخ الشمال ان يبدأوا المقاومة الشعبية تمهيدا لإسقاط تلك المحافظات اذا هم مخلصون حقا للشرعية ؟

 

والسؤال الذي لا اجد اجابة عليه هو :

كيف تقبل حكومة الرئيس هادي التفاوض مع قوات صالح وميلشيات الحوثي الاجرامية بعد كل هذا القتل والفساد والدمار والخراب الذي عاثته في اليمن وخاصة في عدن ومدن الجنوب وتعز ؟

 

وماهي الضمانات لتقوم تلك القوات الانقلابية بإعادة تسليم سلاحها وحل نفسها كميلشيات مقاتلة وتحولها الى حزب سياسي وبضمانة من وتحت اشراف من ؟

ومن الذي يضمن ولاء قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح؟؟

ومن ا لذي يضمن ان لا  تعيد تلك القوات تجميع نفسها وتقوم بالكرة تلو الاخرى وتشعل فتيل الحرب في اليمن كله من جديد ؟