اذا ظل بعض انصاف المتعلمين هم من يحدد للجنوبيين كيف يفكروا و كيف يناضلوا وما هي سبل النضال لتحقيق حلمنا في استعادة هويتنا وبناء دولتنا سيطول انتظارنا ان لم ينعدم حظنا في الوصول الى الهدف المنشود.
هذا الكلام ليست دعوة للانتقاص من احد ولكننا اصبحنا جميعا خبراء ومفكرين وسياسيين ومناضلين حتى حفيدي اصبح يقدم وجهات نظر ويحاججني احيانا فيما اقوله وهذا ليس عيبا او تصغيرا في احد لكننا يجب ان نتوقف عن الكتابات المتطرفة والاقصائية والعدمية.
اليوم وفي اللحظة التاريخية هذه مالذي يمكن فعله من اجل الاستقلال او الانفصال اي اسم يمكن ان نسميه هل نذهب ونعلن من قناة تلفزيونية انفصالنا وننشد الاغاني الحماسية وننتظر العالم يأتي مسرعا للاعتراف بنا , ام نعمل على الارض لنثبيت حقائق جديدة في الواقع كبناء قوات مسلحة جديدة من ابناء الجنوب جيشا وامنا وشرطة و ملأ كل الفراغات الموجودة في السلطات المحلية في كل المحافظات وتفعيل عمل مؤسسات الدولة وصيانتها من العبث الوظيفي , فايهما اجدى لنا؟
على الجميع ان يدرك ان استعادة الهوية والدولة يتطلب توفر شروط موضوعية وظروف لا بد ان يعرفها الجميع ويدركها و اهمها واخطرها هو ان نحكم سيطرتنا على الارض امنيا وعسكريا وسياسيا واداريا لانه دون ذلك لن نقدم البديل الصحيح لشعبنا في الامن والاستقرار والسلم.
كذلك لاجل تحقيق هدفنا في كسب قضيتنا لا بد لنا ان نفهم ان الحل النهائي يتطلب ان تكون هناك حكومة في صنعاء تلتزم باحترام حق الجنوبيين في تقرير مستقبلهم وان يرفق ذلك باتفاقيات تعترف بدولة الجنوب وحق الشعب في استعدة هويته علاوة على ذلك ان يتم استعادة ممتلكات الجنوب وتعويضه عن كل الثروات المنهوبة وكذلك الوقوف امام الجرائم التي ارتكبت في الجنوب خلل ربع قرن من الزمن كل هذه الامور لن تتحقق الا بوجود قيادة جنوبية متفقة على رؤية واحدة تستطيع قيادة العمل السياسي والدبلوماسي في المرحلة القادمة.