لم التقي الاخ علي احمد العمراني وزير الاعلام والنائب المؤتمري السابق الا مرة واحدة وكان ذلك في عام 2011 اثناء ما اسميت بثورة الشباب في صنعاء وذلك في منزل الرئيس علي ناصر محمد في القاهرة مع مجموعة اخرى من السياسيين في لقاء اجتماعي وليس سياسي.
يومها كنت وحدي مدافعا عن القضية الجنوبية وقلتها كما اقولها دائما اننا في الجنوب لن نقبل باقل من حقنا في تحديد مستقبل ارضنا وشعبنا نقطة اخر السطر, كان هناك نوع من المجاملة ولكن دائم نسمع كلمة (لكن) يقال ما تعرضتوا له في الجنوب ليس اكثر مما تعرض له الناس في اي منطقة في الشمال حجة اصبح تكرارها ممل.
اليوم الاستاذ العمراني يصف الحراك الجنوبي بالعنصري جميل انه كشف عن ما يكنه من مكنونات نفسية داخل وعيه الباطني وقال ما يدور في خاطره ولا نحجر عليه قول ما شاء لكننا فقط نريد معرفة ما سبب هذه الارتقاء في تبني موقف حميد الاحمر والمخلوع والحوثة تجاه الجنوبيين في الحراك الذين قادوا مقاومة وطنية جنوبية شكل شباب الحراك الجنوبي فيها الجسم الاكبر مع اخوة لهم من السلفيين ومن شباب الاصلاح الجنوبي و سجلت باحرف من نور في سجل تاريخ المنطقة انتصاراتها بدعم دول التحالف العربي على جيش منظم ومليشيات مدربة ومرغت انوف قوات النخبة اليمنية في التراب , بعد ان سقطت مدن قبائل اليمن المرتزقة بمجرد مرور طقم او عدة اطقم تحمل شعار الحوثي فهل هذا ايضا سبب اضافي يثير الغيرة لدى الاستاذ العمراني والتي كنت اتمنى ان تكون غبطة لا حسد لان الغبطة تدفع للتنافس اما الحسد فاعوذ بالله منه.
لقد قلت في همستك للحراك ما يفكر فيه غالبية اليمنيين ( الشمال) وهو من موقف استعلائي ونظرة استعمارية عرفناها وخبرناها عبر سنين الوحدة المشئومة من كثيرين منهم , لكن ما يحز في النفس ان اكثر الاساءات تأتي للجنوب ممن يدعون انهم مظلومين ومدعوسيين من قبل اصحاب مطلع ووجدوا في هجومهم على الحراك وسيلة لاثبات طاعتهم لحكام صنعاء ومراكز نفوذها ان لم نقل اثبات عبوديتهم لها.
و حول موضوع يمننة الجنوب وان اليمن موحدة من قبل المخلوع انا اتحدى الاستاذ العمراني ان يأتينا بتاريخ اي كيان سياسي ظهر في هذا الاقليم يحمل اسم اليمن او منعوت باليمن, نعرف ان الدولة الموجود في صنعاء هي امتداد للمملكة المتوكلية الهاشمية ظهرت بعد خروج الاتراك من صنعاء و التي في منتصف عشرينيات القرن الماضي وبناء على اطماع توسعية اسماها الامام يحي بن حميد الدين باسم المملكة المتوكلية الهاشمية.
اما موضوع العنصرية التي نعت بها الاستاذ العمراني الحراك الجنوبي فاعتقد ويعتقد معي كثيرين ان الشعور الوطني والانتماء للارض التي يعيشون عليها عميق لدرجة انهم بكل شجاعة يقدمون ارواحهم فداء ولا يتركون منازلهم واهلهم فريسة للمعتدين ايا كانوا فان كان الاستاذ العمراني قد فهم هذا على انه عنصرية فاننا نفتخر ان نكون عنصريين.
و أمام هذه الحملات التي زادت بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية في مواجهة مليشيات المخلوع والحوثي فان القضية الجنوبية اصبحت اقوى بكثير مما كانت عليه ولن ينتظر شعبنا ممن خدموا المخلوع ومراكز النفوذ في صنعاء ان يكونوا حريصين على قضية الجنوب.