الحرب في اليمن والجنوب : انها حروب نفطية ..وليست مذهبية !!!

2015-06-10 10:01

 

تناقلت بعض وكالات الأنباء العربية والعالمية ومواقع الكترونية كثيرة ومثلها من الصحف الرسمية والأهلية وبعض القنوات الفضائية المحلية والإقليمية والدولية وغيرها من الوسائل الإعلامية ما أذاعته القناة الفضائية الأمريكية (سكاي نيوز) من اكتشاف اكبر بئر نفطي في العالم والذي يقول :

تشير الصور والخرائط للجزيرة العربية والمستمدة من الأقمار الصناعية بالإضافة إلى الأبحاث العلمية في مجال الدراسات الجيولوجية والاكتشافات النفطية ,تشير إلى أن رمال صحراء الربع الخالي الممتدة من جنوب العراق شمالاً وحتى مناطق واسعة من أراضي محافظات شبوة وحضرموت والمهرة جنوباً، أن تحت رمال الكثبان الرملية لصحراء الربع الخالي يوجد اضخم مخزون احتياطي للنفط في العالم !!!

 

وهذه البحيرة النفطية تشكل حوضاً رسوبياً كبيراً يمتد رأسياً على هيئة مثلث : قاعدته في أراضي الجنوب في محافظات (شبوة – حضرموت – المهرة ) ورأسه في جنوب العراق ، وتدخل ضمن هذا الحوض احواض فرعية متعددة في كل من :

 

سلطنة عمان ،الامارات العربية المتحدة، دولة قطر ،مملكة البحرين ، ودولة الكويت ،فضلاً عن المخزون الهائل في المملكة العربية السعودية.

واذا ربطنا هذا الخبر بالصراع الدائر على ارض الجنوب اليوم وخاصة الحروب الطاحنة في الحافظات الجنوبية وخاصة في شبوة وما جرى فيها من خيانات وشراء للذمم والسكوت عن اجتياحات قوات صالح ومليشيات  الحوثي ومن تواطؤ بعض القبائل في شبوة تتضح لنا الحقائق التالية :

1-    تعمدت واشنطن مع سلطات صنعاء منذ عهد الرئيس السابق صالح بعدم كشف هذا السر عن وجود أكبر مخزون نفطي في العالم في الجنوب ، والتزمت ادارة صالح بالتكتم على ذلك !!!

2-    كشف علاقة صالح بالصفقات السرية لعقود الامتيازات المبرمة مع شركات النفط العالمية وأعمال القاعدة الإرهابية والتي جاءت مكافأة له بعد أداء مهام خاصة لقوى اقليمية ودولية لاحتلال واستباحة أرض الجنوب .

3-    مخاوف القوى الاقليمية والدولية ان يصبح الجنوب دولة نفطية منافسة ومن تصاعد مطالب استعادة الدولة في الجنوب وحق تقرير المصير والاستقلال مما سيعرض مصالح شركات النفط وامتيازاتها غير المشروعة في الجنوب للإلغاء لافتقادها أبسط الحقوق الأساسية المشروعة لشعب الجنوب مما يشكل خطراُ قانونياُ لنسف تلك الامتيازات التي تهيمن عليها شركات النفط ووكلائها الفاسدون ومراكز القوى النافذة في صنعاء .

4-    اللعبة السياسية والموقف الاقليمي والدولي المنحاز مسبقاُ والغامض حالياُ بشأن النظام الحالي في اليمن والذي يثير الكثير من التساؤلات بالإضافة الى غموض مهام مبعوثي الأمم المتحدة جمال بن عمر وولد الشيخ وكل تحركاتهما تشير الى حرصهما على استقرار الأوضاع الاقتصادية بصرف النظر عمن يحكم اليمن !!! وكل ما من شأنه الحفاظ على مصالح دول شركات النفط والثروات المنهوبة من الجنوب .. وليس من أجل استقراره وأمنه وسلامة مواطنيه ...وخير دليل على ذلك تفاوض الحوثيين مع الامريكان في مسقط وتمييع القرارات الدولية بلعبة مؤتمر جنيف .

5-    التجاهل التام لحراك شعب الجنوب منذ عام 2007م ومطالبته باستعادة دولته وانجاز الاستقلال والسعي لتقرير المصير مع ما يقابل ذلك من اصرار المجتمع الدولي (الخمسة الكبار) ودول الاقليم بالتأكيد الدائم في كل بيان على وحدة اليمن وجعلها سياسياُ واقتصادياُ تحت الوصاية الاقليمية والانتداب الدولي .. ورعاية عشر دول لها بالكامل وما يجري على الارض من معارك كر وفر وعدم حسم الصراع اكبر دليل على ما نقول وهو عدم التعرض لقاعدة العند !؟

6- ان الصراع الحالي في اليمن هو من أجل النفط وخاصة في شبوة وحضرموت وما تسابق القوى الدولية والاقليمية لتأجيج ذلك الصراع انما يؤكد ما نقول حيث يتركز 90 % منه في أرض الجنوب ورغم استبسال أبناء عدن والضالع وشبوة وغيرها من مناطق الجنوب انما يجسد حقيقة ذلك الصراع الذي لا يراد له النجاح وخير دليل على ذلك ما جرى ويجري في شبوة !! وهو افشال كلما من شأنه الدعوة لاستقلال الجنوب حفاظاُ على امتيازات وعقود الشركات الدولية التي يعد المساس بها تجاوزاُ للخط الأحمر حتى من الرئيس الشرعي هادي !!

7- ان الحروب الاقليمية والدولية تدار اليوم بالوكالة وهي في مجملها صراع من أجل الاقتصاد وما يجري اليوم في أرض الجنوب العربي من صراع اقتصادي هو من أجل الهيمنة والاستحواذ على أكبر مخزون نفطي وغازي في المنطقة العربية , والتي أكدت الارصاد الجيولوجية ان شبوة يجري تحتها نهر من الغاز وربما سيتمكن من التحكم باقتصاديات العالم !!

ان كل ذلك الصراع ليس من أجل السنة والشيعة او حروب مذهبية وانما مجرد عناوين لتلك الحرب الاقتصادية التي تجري اليوم , بل هي حروب من أجل الطاقة بين روسيا وايران من جهة واطراف دولية واقليمية اخرى !

8-    من خلال المعطيات والأدلة التي عرضناها تتضح لنا صورة المشهد السياسي الحالي في اليمن وما وصلت اليه الاوضاع من تدخل دولي واقليمي سافر في اليمن !!

انما يؤكد لنا بما لا يدع مجالاُ للشك ان ما يجري هو محاولات استباقية للصراع على النفوذ واقتسام الخيرات .

ان اللعبة أكبر من الجنوب العربي وأكبر من الصراع الذي يدور اليوم في اليمن من قبل الحوثيين انه بين الأقطاب الكبار الروسي وحلفائه والامريكي وحلفائه .. !

اننا أصبحنا في الجنوب بين أنياب الكبار ..وأدوات الصراع والشعارات تتبدل وفق المراحل فإذا انتهى دور صالح ظاهرياً لا بأس من الحوثي وأدوات صالح موجودة واستثماراته مصونة ومحروسة ولا تنطلي هذه الحيل السياسية سوى على البسطاء والسذج !!!

ومؤتمر جنيف ومحادثات مسقط بين الأمريكان والحوثة كلها تصب في ترويض وتطويع الجنوب الذي يقف العديد من المحسوبين عليه في طابور الولاء ولا مانع لديهم من البيع بأثمان بخسة في أي فندق أوحانة !!

 والرهان هنا : هل نستطيع الخروج من تحت تلك الأنياب الفولاذية وشبكات السماسرة والخونة ؟؟

ذلك مرهون بوحدة أبناء الجنوب العربي بكافة أطيافه ..وايمانهم بعدالة قضيتهم والإصرار والتمسك بإ ستعادة  دولتهم التي ضاعت !!

ولن يتأتى لهم ذلك إلا بمواصلة الكفاح والنضال وإذكاء الروح الوطنية لاستعادة حقوقهم المسلوبة ،وإقصاء الخونة الذين يقبضون الثمن من دماء شهدائنا والتآمر على مسيرة شعبنا ورموزه الحية في ساحات الوغى .

اننا نقف  اليوم على مفترق الطرق فإما نكون او لا نكون !!

فهل سنربح الرهان ؟ أم سنخسره كعادتنا في حروبنا ا لبائسه ضد بعضنا البعض كما يراد لنا  ؟