حضرموت.. مبادرة شبابية لإنقاذ الفارين من جرائم الحوثي

2015-06-06 13:57
حضرموت.. مبادرة شبابية لإنقاذ الفارين من جرائم الحوثي

نازح استفاد من برنامج " تمكين" ويعمل خياطا (الوطن)

شبوه برس - خاص - المكلا - محمد اليزيدي

 

دلني على السوق .. تساعد النازحين على العمل ومزاولة مهنهم الأصلية

في ظل جرائم الإبادة الجماعية والحرب الظالمة التي تشنها مليشيات الحوثي وصالح، ضد المدنيين الأبرياء في مناطق جنوب اليمن، واضطرار الآلاف منهم للنزوح إلى محافظة حضرموت والعيش في أوضاع إنسانية صعبة للغاية، أطلق عدد من الشباب العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية بحضرموت مبادرة شبابية لمُساعدة النازحين، أُطلق عليها مبادرة "دلني على السوق"، بهدف مساعدتهم للحصول على عمل ومزاولة مهنهم الأصلية، خاصة أن منهم مهندسين وأطباء ومصممي الأزياء وصانعي الحلويات والبخور، وغير ذلك من المهن.

وقال مدير برنامج "تمكين" ومطلق المبادرة هادي باجبير في تصريحات إلى "الوطن": إن المبادرة تعتمد على تدريب النازحين وإبراز قدراتهم وإمكاناتهم من خلال إنشاء قاعدة بيانات، يتم من خلالها إدماجهم في المؤسسات والمراكز بشكل يُسهم في تقليل الآثار النفسية السلبية والمؤثرات السلبية للنزوح وترك مساكنهم وأعمالهم.

وأضاف أن العمل بمبادرة "دلني على السوق" جاء عقب قيام فريق برنامج "تمكين" المتخصص في تمكين الشباب اقتصاديا ومهنيا ومعرفياً، بعمل حصر للكفاءات والقدرات بين الأسر المتعلمة بين النازحين، وبإرشاد من فريق العمل تمكن كثيرون منهم من الاندماج بالمجتمع واكتشاف مهاراتهم وقدراتهم المعرفية والمهنية والمهارية والاقتصادية، وذلك من أجل انخراطهم في سوق العمل والتعرف على رغبات أصحاب العمل وتوفير مهارات إضافية لهم، من خلال الفرص التأهيلية ومحاكاة التجارب الناجحة والمثمرة.

وقال "هناك الخياط الذي شق طريقه، ومدربة الكوافير والنجار والطبيب والطبيبة ومدرسو اللغة الإنجليزية وغيرها كثير من الأمثلة، وحتى خريجو الجامعات عقدت لهم ورش عمل لاندماجهم في المجتمع وابتكار أفكار ومبادرات تسهم في توفير فرص عمل و لو مؤقتة من خلالها يستر الإنسان نفسه وأسرته"، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تستهدف التخفيف من معاناة النازحين نفسياً واقتصادياً واجتماعيا من خلال إزالة أي حاجز نفسي وخلف بيئة مناسبة يتأقلمون فيها ودمجهم في المجتمع عبر الإرشاد الاجتماعي والنفسي.

ومن جانبه، أوضح المهندس نبهان عبدالله نبهان المدير التنفيذي لمؤسسة مبادرة الشباب، وهي إحدى المؤسسات الداعمة لبرنامج تمكين، أنهم يدعمون البرنامج بما يُسهم في تخفيف نسبة البطالة واستغلال القدرات الشبابية، الأمر الذي يُساعد على تحريك عجلة التنمية في البلد.

وفي سياق متصل، قالت النازحة "لبنى"، وهي إحدى المستفيدات من المبادرة، إن هنالك أشياء كثيرة تغيرت في حياتها بعد المبادرة، وصارت أكثر نشاطاً، بعد أن سيطرت عليها حالة من الاكتئاب بعد اضطراها للنزوح من مدينتها عدن، فيما أشارت زميلتها "ندى" إلى أنها كانت ذات روح منكسرة عقب خسارتها لكل شيء بسبب الحرب، إلا أن المبادرة أعادت إليها الحياة، حيث لم تعد تشعر بأنها غريبة في بيئتها ومدينتها في عدن التي قدمت منها هرباً من وحشية الميليشيات الحوثية.

أما الشاب خالد الجعدني "25 عاماً" والنازح مع والدته، فقد أكد أنه استفاد من المبادرة، وبات يعمل في محل لخياطة الملابس، وبدأ في شق طريقه في كسب قوت يومه من عرق جبينه، مُشيرا إلى أنه وفور وصوله للمكلا هارباً من مدينته في محافظة لحج، كان لا يشعر بمرور الوقت، ويشعر بكثير من الغربة والإحباط. لكنه بات اليوم كمن ولد من جديد، ولديه الأمل في عودة الحياة إلى ما كانت عليه بعد التخلص من الانقلاب الحوثي اللعين.

 

* الوطن