كريتر خلال 45 يوم: إلى من يدعي أن كريتر سلمت واستسلمت بسهولة للقوات الغازية..

هل تعلم أن كريتر فرض عليها حصار محكم لأكثر من45 يوما ظلت فيه بدون غذاء ولا دواء ولا ماء ولا كهرباء ولا حتى اتصالات وحرم أبنائها من امتلاك أبسط أساسيات مقومات الحياة؛ إلى جانب كل ذلك حاولت مليشيات الحوثي وصالح من محاربة أبناء كريتر ليس بنيرانهم وقناصيهم وقذائف دباباتهم فهذا الأمر مفروغ منه فقد تلقت منه كريتر الشيء الكثير؛ ما أقصده محاربة أبناء كريتر نفسيا ومعنويا من خلال تشغيل أغاني وموشحات تابعة لهم منذ بداية المساء وحتى بزوغ نهار اليوم الثاني في وقت كانت الكهرباء منقطعة تماما مما جعل أهازيج تلك الموشحات تسمع في أغلب مناطق كريتر بالإضافة إلى نشر تسجيل لسيدهم عبدالملك الحوثي كان يتخلل تلك الأغاني يدعي فيها محاربة أمريكا وأسرائيل داخل مدينة يكنون فيها الكره لتلك الدولتين بمقدار ما يحملونه من كره لإيران وذراعها هنا جماعة الحوثي..

ولك أن تتخيل عزيزي القارئ أن تنام كل ليلة على تلك الأصوات المزعجة والأغاني التعيسة ناهيك عن لعلعة الرصاص وأصوات المدافع والدبابات إلى جانب حرارة الجو..

وفوق كل ما ذكر ظلت كريتر خلال أكثر من 45 يوما تقاوم بأسلحة خفيفة وذخيرة بسيطة أمام ترسانة عسكرية كبيرة وخبرة قتالية عالية..

ظلت تقاوم بعزيمة أبنائها الأفذاذ ورجالها الأبطال ونسائها الرائعات.. فقد ارتقى منهم الشهداء ونالت منهم الإصابات والجراح.

ومع كل هذا فلم تسلم كريتر ببساطة إلا عندما قام المعتوهون بالتجول في شوارعها العتيقة وأزقتها العريقة بالمدرعات والمصفحات والدبابات يقومون بقصف كل ما يقف على مرمى فوهاتهم من أحياء سكنية ومباني سكانية..

هذا ما شهدته كريتر بإختصار شديد وما ذكرته يعد غيض من فيض..

كتبت هذه الأسطر من واقع عشته وعايشته ولامسته وشاهدته ولم ينقل إلي..

وستظل كريتر بإذن الله صامدة كصمود قلعة صيرة.. شامخة كشموخ منارتها التاريخية.. محتضنة لأبنائها كاحتضان صهاريجها لمياه الأمطار..

 وإن أراد المرجفون لها غير ذلك..

وفي الختام أسأل الله تعالى أن يتقبل منا شهدائنا.. وأن يشافي جرحانا.. وأن يعجل بانتصارنا..

ألم يتبعه بإذن الله نصر وفرج قريب..

تقبلوا تحياتي

أشرف خليفة