كان الدرس بليغا ذلك الذي جاء من الضالع ليؤكد للجميع أن العدو واحد وبالتالي لن يركع ذلك الخصم إلا إذا تناسينا خلافاتنا ووضعناه تحت مجهرنا حتى يتم القضاء عليه .. تناسى الجميع من أبناء الضالع تبايناتهم التي ورثوها من أعوام فساد الوحدة وتباينات المكونات الحراكية .. فجاءت العاصفة ووجد أبناء الضالع وقراها انها الفرصة التي انتظروها عقدين من الزمن للانعتاق من بطش بلاطجة الشمال صالح وعصابته.. من مجازر ضبعان ومليشياته.. للانعتاق أيضا من قتلة أعداء الله الحوثي الجدد ..
لم نسمع ضالعيا من قيادات الداخل أو الخارج يتحدث بغير لغة المقاومة التي كانت تلقن المعتدين دروسا في الاستبسال والذوذ عن الأرض والعرض ..
لم نسمع أن ضالعيا شيخا أو سياسي يبحث في الخارج أو يفاوض في الداخل عن حلول تمكن مجرمي صالح والحوثي من التمدد مقابل حفنة من المال .. الصمود الأسطوري للمقاومة الجنوبية في الضالع دفع برجال من يافع وردفان إلى التوحد والذهاب لتعزيز هذا الصمود وتقريب يوم الحسم العسكري هناك .. تحقق لأبناء الضالع حريتهم ودكوا معسكرات الذل والاستكبار فهرب ضبعان المجرم في جنح الظلام ليفلت من نار تشتعل في وجوه رجال المقاومة هناك بحثا عنه .. واستسلم جنوده لذئاب المدينة التي حاصرتهم وأغلقت أمامهم كل طرق الفرار ..
انتصار الضالع بوابة الجنوب قلب المعادلة على الأرض ورفع من معنويات بقية الجبهات حتى مشارف عدن لتطهيرها .. لم يتحدث ابناء الضالع منذ بدء العاصفة إلا بلغة واحدة للانتصار على الخصم وهي لغة السلاح التي تعني أما أن ننتصر أو نموت ، لأن الخصم لا يفهم إلا مصطلحات الرصاص وال آر بي جي والمدفعية والدبابات فخاطبوه باللغة التي يفهمها وغلبوه لأنهم أصحاب الحق وأصحاب الأرض .
الضالع كانت البداية والنهاية لغطرسة بلاطجة عصابات سنحان وتنابلة مران ومرتزقتهم الذين جاؤوا بهم من محافظات شمالية عدة ليدفنوا فيها وعلى يد رجالها الأبطال .. ستبقى الضالع كما كانت منبع للرجال الذين لا يقبلون أنصاف الحلول مع عصابات وقتله ..
من الضالع جاء للمعتدين الخبر اليقين بأن الحق ينتزع عندما تتشابك الأيادي البيضاء في الجنوب .. وان الجرائم لا تسقط بالتقادم وان ملاحقة المجرمين لن تتوقف حتى يتم تطهير العند ولحج وعدن وأبين وشبوة وحضرموت وكل مدينة جنوبية دنستها جحافل الغزاة المعتدين .. الضالع بالفعل بوابة الجنوب واتمنى بتلاحم المقاومة فيها مع بقية المحافظات أن تكون عنوانا لبوابة الاستقلال الثاني بأذن الله ..
حفظ الله الجنوب ونصر شعبه.