لا أفهم منطق بعض الدول التي تسوق مبادرات لإخراج مليشيات الحوثيين وبلاطجة صالح من النهاية المحتومة لهم ، سواء بفعل ضربات التحالف أو قوة المقاومة على الأرض ، وتحديدا المقاومة الجنوبية التي لقنت وتلقن هذه العصابة معنى الوطن والأرض والدفاع عن العرض والكرامة .. هذه الدول تتحدث عن تسوية سياسية حسب التسريبات الإعلامية مع أعداء الله الحوثي وبقايا بلاطجة صالح بعد كل هذا الدمار والعبث الذي مارسوه في الشمال والجنوب .. كيف تتحدث دول كالاشقاء في سلطنة عمان التي ورد ذكرها في التسريبات والتي أكن لها ولسياسة سلطانها المعظم قابوس بن سعيد جل الاحترام والتقدير أن تثق بمجموعة حوثية فقدوا مصداقيتهم التي اعرفها عن قرب وهو ما صدمني بين ما كانوا وكيف أصبحوا ..
لا أدري أي ثقة بمجموعة تقتل لاذلال الناس وتمنع عنهم حتى دخول الطعام والخضروات في عدن وتمنع أيضا الماء وتقطع الكهرباء وهم قلة ما يزالوا يتصرفون بهيستيريا في المديريات التي يحاصرونها بعدن..
اي عقل من يحاور هؤلاء المعتوهين وهم من رفضوا كل التسويات السابقة عندما كانت القوة في يدهم ، واليوم يتسولون التسوية من بلد إلى بلد لأنهم صاروا في مأزق حقيقي وضعف وتشرذم لم يتوقعوه ..
فلهذا كل المساعي الجارية الآن اقولها وبوضوح ليس لحماية اليمنيين في الشمال أو الجنوب بل وبكل اسف للحفاظ على ماء وجه هذه العصابة المارقة أولا ، ولابقاء موطئ قدم لذراع إيران في اليمن تحت أي مسمى يبقي لأعداء الله مكانة سياسية لا يستحقونها ..
على الدول التي تتبرع لأعداء الله الحوثي بمبادرات عليها أن تطلب منهم أولا مشروعهم السياسي اذا كانوا يملكون قضية اصلا .. هذه عصابة بكل ما تحملها الكلمة من معاني ..
من يملك مشروع للمستقبل لا يقتل الناس بالهوية أو بالمذهب ، لا يحرق المدن كما فعلوا في الجنوب وعدن ، لا يدمر بيوت الله ويقتحمها بدون حرمات ، لا يستبيح بيوت الناس ويحاصرهم حتى في غذائهم.
نعم الحل السياسي مطلوب ولكن لا يجب أن يكون مقبولا إلا بعد إعلان أعداء الله وعصابة صالح الاستسلام وعبر هذه الدول التي تسعى إلى بحث عن مخرج للحوثي لا لليمنيين ..
على هذه الدول أن تحترم ما جرى في اليمن من انتهاكات وتدمير وقتل ممنهج وإهدار لكل القيم الإنسانية على يد الحوثي وصالح ، والتي وصل بها الحقد حد الدفع بالأطفال إلى ساحة المعركة وتبرع نسائهم بالمال والذهب لإرسال المجرمين لإحراق عدن ودك الجنوب ..
الحوثيين وصالح لا يمكن أن يكونوا شركاء في أي حل سياسي لأن قوتهم الوحيدة التي كانوا يمتلكونها هي السلاح أصبحت تتضعضع وتتراجع، ناهيك أن بقايا فلولهم في عدن ولحج باتوا محشورين وفي وضع شبة منتهي ، ومن كان يدعمهم سياسيا خارجيا كإيران صارت تركض للبحث عن أي حل سياسي لاخراجهم من النهاية التي يواجهونها.. الحوثي انتهى سياسيا ويلفظ أنفاسه الأخيرة عسكريا مثله مثل المخلوع صالح الذي أصبح مختبئا كالفأر يبحث كل يوم عن مكان يحتمي به.
اشقائنا في سلطنة عمان نتمنى عليهم أن يفكروا بمبادرة لما بعد الحوثي وصالح لإيجاد حل دائم لأهم القضايا في اليمن وهي القضية الجنوبية ، والتي بدون حلها بشكل جذري بما يعطي الجنوبيين حقهم في تقرير مصيرهم فإني اقولها وبوضوح لن تهدأ اليمن ولن تستقر ودورات الدم سوف تتكرر لا محالة .