■ تساءل صديق التقيته في فندق النارسيز .. قائلا ماذا يستطيعوا ان يفعلوا في كامب ديفيد حتي وان قال أوباما : ايران دولة راعية للإرهاب فهذا مجرد كلام لا يقدم و لا يؤخر خصوصا وانه سيغادر البيت الابيض العام القادم .. وتابع أمريكا دولة مؤسسات يا عبدالله ؟
قلت ولان امريكا دولة مؤسسات هم ذاهبون للقاء اوباما الرئيس ـ المؤسسة ، والرئاسة ليست أوباما و ما يتم الاتفاق عليه هو مع الدولة والأمة الأمريكية وليس مع رئيس يذهب و يتنصل من أتى بعده عن ما اتفق عليه سلفة !.
قال سؤالي لك انت فقد قرأت مقالك " كامب ديفيد ..متغيرات ما بعد العاصفة " ووجدته متفاءل على عكس ما قرأت لك قبله ، ولذلك اريد ان اسمع منك خصوصا وان اللقاء في كامب ديفيد سيكون غدا او بعد الغد ، فهل القضية المطروحة منع ايران عن تصنيع القنبلة النووية ام الوجود الايراني الداعم للحوثي و علي عبدالله صالح ؟
قلت لا شك ان هناك الكثيرون ممن يتساءلون عن ماذا يستطيع الخليجيون ان يفعلوا ولست الوحيد ، ومقالي عن ما بعد العاصفة ربما لم يعجب البعض ، بل ربما اغضب البعض .. و منهم من اتهمني بتأثير المكان و الزمان وأخرين بالعمالة للسعودية وهو امر ليس علينا بالجديد او الغريب.. ولكنها ذهنية الكثير من المشتغلين بالسياسة اليمنية و ليس الحوثي ولا المتعاطفين مع ابو أحمد !؟،هي ثقافة سياسية يا صاحبي لا يختلف فيها البسطاء عن من يزعمون القيادة السياسية في مكونات منتظمنا السياسي .. ولكن دعني اقول لك ماذا سيفعل قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ؟
□ في تقديري ان لديهم من الامكانيات ما يستطيعون استخدامها للضغط على امريكا و غير امريكا ، وهي امكانيات كبيره و حاسمة .. لا تقتصر على ثلثي احتياطيات العالم من النفط وكذلك الغاز، بالاضافة الي كميات كبيره من المعادن و الفوسفات فحسب ، واذا ما اضفنا الموقع الجيوإستراتيجي للجزيرة العربية سنجدها تتوسط القارات و تتحكم في ثلاثة بحار و ممرات لا تقتصر على مضيقي هورمز و باب المندب بل وقناة السويس .. وجميعها تتحكم في التدفقات النفطية و التجارة و النقل البحري للعالم ، ولا نلغي ايضا حركة الطيران بين دول وشعوب ثلاث قارات من هذه الامكانيات .. و العلاقات الدولية ليست صداقات وتحالفات دائمة ، بل مصالح دائمة ، وبحسب مارك اندك مساعد وزير الخارجية الأسبق للشرق الأوسط في قوله : يهمنا الشرق الأوسط منذ عهد الرئيس ترومان و ما يهمنا اكثر منه هو منطقة الخليج و الجزيرة العربية .. ومن هذه الزاوية أزعم ان الذاهبون لكامب ديفيد سيستخدمون كل امكانياتهم و سلاحهم السياسي و الاقتصادي والجغرافية و باللغة التي يفهمها الأمريكان .
مع ذلك لا اسقط الإرادة السياسية لخادم الحرمين الشريفين الملك : سلمان بن عبدالعزيز .. و التي تجلت في قراره تلبية طلب الرئيس عبدربه منصور هادي في "عاصفة الحزم "التي فاجأت الامريكان قبل غيرهم و احدثت تحول عربي غير متوقع في قمة شرم الشيخ .. ما كان ليحدث لولا عاصفة الحزم بعزم ، ثم انا أسئلك كيف امتنعت روسيا عن اتخاذ حق النقض ( الفيتو) وأكتفت بالامتناع عن التصويت رغم تلك الرسالة الموجه الي القمة و الرافضة لعمليات عاصفة الحزم من تحذيرات ، تلك الرسالة تصدى لها الأمير سعود الفيصل في قمة شرم الشيخ فور تلاوتها ملوحا بالمصالح عندما قال : روسيا دولة كبري لها مصالح لدينا ولنا مصالح معها .. وهي تدعم الأسد في قتل شعبه الي أخرما قال الفيصل.. في رده الذي اثمر صدور قرار مجلس الأمن 2216 فهل كان سيصدر هذا القرار لولم تدرك روسيا حجم المتغير وصلابة الارادة السياسية للقيادة السعودية بقيادة شيخها وعزم شبابها ؟
□□ رد محاوري .. روسيا بياعة ! و بكل تأكيد تختلف عن أمريكا خصوصا وان دول الخليج تعتمد عليها في حمايتها و مصالحها متداخله مع دول الخليج فمن الأكثر حاجة للأخر و هي تنظر لإيران كقوة اقليمية ؟!
قلت لا نريد حوارنا جدل و علينا التوقف مليا لاستخدام العقل .. القرار السعودي الخليجي لم يأتي من فراغ و بكل تأكيد ليس الي فراغ ، وثق يا صاحبي انه قرار في جوهره اعلان ميلاد قوة اقليمية ـ عربية هي السعودية .. لا اقتصادية فحسب بل وعسكرية وسياسية مؤهلة لقيادة العالم العربي و الاسلامي .. لا بحسابات ما قبل ربع قرن على عاصفة الحزم ، بل بحسابات تفرضها انجازات تمت خلال الربع قرن الماضي ، وهو ما سيفرض على الدول الكبرى و بالذات(5 1) إعادة النظر في الكثير من المشروعات لترتيبات الشرق الاوسط الجيد ، فمركز الثقل الأقليمي لن يكون إيراني و لا تركي بل ولن تعد اسرائيل مخلب القط في تلك الحسابات .. خصوصا وان التحالف العربي قد تجاوز العالم العربي الي العالم الاسلامي في القارتين الأسيوية و الافريقية .
في تقديري الذي ازعم .. ان توفر الارادة السياسية قد توفر للقيادة السعودية على قاعدة صلبه من سلامة الحكم و التفاف المجتمع حولها على المستوى الوطني و كل هذا ما كان ليتوفر لو لا وضوح الأهداف و القدرة على تكيف الوسائل و الامكانيات المتوفرة بحيث تخدم الشروط المطلوبة لدولة مركزية وقوة إقليمية مؤثرة فكيف و قد عززتها مواقف عربية و اسلامية ربما اقلقت اوباما و دفعته الي الدعوة لمحادثات مباشرة في كامب ديفيد لحفظ ما الوجه تجاه الشعب الامريكي ممثلا في مجلسي الشيوخ و النواب ـ الكونجرس الامريكي ، الرافضة اغلبيته لتوجهات اوباما الإيرانية ـ الفارسية ، وهذا لم يأتي تلقائي و إنما نتيجة جهود سعودية غير متثائبه داخل امريكا لعبها جيل سعودي يعرف الثقافة الأمريكية و يحسن التخاطب مع المجتمع و المؤسسات الامريكية .
□□□ اليوم على امريكا الاقلاع عن سياسة التوجيه بما تريد فقط .. وان تدرك ان امن الأمة العربية قد اصبح ارادة عربية بقيادة سعودية ، وعلينا ان نغادر التفكير و مقاربة الأشياء امريكيا فحسب ، وفي حضور الرئيس الفرنسي القمة الخليجية .. رسالة واضحة .. واخيرا اظن وبعض الظن صواب ، ان أوباما و كيري وغيرهما من رجال ونساء الادارة الأمريكية هذه المرة سيصغو اكثر مما ينصحوا فما سيطرحه قادة التعاون الخليجي مختلف .. ومختلف جدا ؟
□□□□ رد محاوري وجهة نظر جيدة .. قلت له قراءة لما حدث منذ عاصفة الحزم لا وجهة نظر ، وستعزز النتائج جلها والامور نسبية ، ومددت اليه يدي مودعا قائلا نلتقي السبت في حوار خارج الحوار !!.
* عضو المجلس المحلي - حضرموت