نجيب محمد يابلي
من حق الجنوبيين أن يظهروا بحجمهم الحقيقي بدلا من إظهار أنفسهم على أنهم أقلية على الرغم من التسليم بأنهم شعب كان لهم دولة وجغرافيا وتاريخ وحضور في المنظمات الإقليمية والدولية والإسلامية وكان لهم جيش ضارب رادع يحسب له ألف حساب وكانوا يديرون أرضا مساحتها 333 ألف كيلو متر مربع يسودها الأمن والعين الساهرة على الأرض بدءا من باب المندب وحتى حدود سلطنة عمان ولا مجال لوضع دولة الجنوب في ميزان المفاضلة مع دولة الشمال.. الدولة الرخوة.. الدولة التي لا تعرف ولا تعترف بدولة النظام والقانون حتى يرث الله الارض ومن عليها.
لا أدري لماذا لا يحرك الجنوبيون ورقة لا يستهان بها.. ورقة تحمل الشيء الكثير.. ورقة ستظهرك أمام العالم الخارجي بأنك جنوب المال.. جنوب العقل.. جنوب الرجال.. إن هذه الورقة هي ورقة الجنوبيين في شرق المعمورة وغربها.
على إخواننا الجنوبيين إعداد قاعدة بيانات بالجنوبيين في شرق آسيا وفي شرق إفريقيا وفي دول الجزيرة والخليج العربيين وفي بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والمهمة ليست بالسهولة التي يتصورها البعض، إلا إذا أوكلنا المهمة إلى فريق من الخبراء الإداريين لحصر إخواننا في تلك الدول ذكورا وإناثا وحصر المتعلمين فيهم بحسب المؤهلات الدراسية وحصر القوى العاملة فيهم بحسب المهارات وحصر رؤوس الأموال فيهم ويكفي أن نشير إلى أن أصحاب الرساميل في الجزيرة والخليج تتجاوز أرصدتهم الثلاثة تريليونات، ناهيكم عن أن العقول المهاجرة عقول غير عادية لو سمح لها بتوظيف قدراتها في الجنوب لنقلته من حال إلى حال.
على الجنوبيين أن يضعوا في الاعتبار أن بإمكانهم الاحتفاظ بهويتهم الجنوبية إلى جانب هويتهم في تلك البلدان وهو حق كفله الدستور, وعلى الجنوبيين رفع هذه البيانات إلى أشقائهم في دول مجلس التعاون الخليجي لوضعهم في الصورة والتصور بأن المستقبل إنما هو لصالح الجنوب ولصالح إخواننا في مجلس التعاون الخليجي لأن الارتكان إلى قبائل شمال الشمال ضرب من ضروب العبث الذي سيعيق سير عجلة التطور لأنهم يمارسون الابتزاز مع تلك الدول من خلال الكسب غير المشروع ومن صوره تهريب المخدرات واختطاف الأجانب في الداخل على حساب قضايا حدثت في دول المجلس أو الوقوف أمام أبواب اللجنة الخاصة السعودية لأخذ أموال غير مشروعة، لأن مال السحت منهي عنه في الإسلام وإن إصلاح الأوضاع في الشمال يتطلب توفر عدة شروط منها الاعتراف بأن الوضع الاجتماعي هناك قائم على هيمنة القبيلة التي استعمرت أغلبية السكان الموزعين على الحديدة وتعز وإب والبيضاء، أي المطلوب أن يتحرك السكان في تلك المناطق في ثورة عامة لكسر شوكة هيمنة القبيلة وإلا فلا خير فيهم.
على الجنوبيين مد الجسور مع إخوانهم في شرق آسيا وشرق إفريقيا وإبلاغ قادة تلك الدول بأن الجنوب القوي هو الشرق الإفريقي القوي وهو الشرق الآسيوي وفي المحصلة الأخيرة هو التجمع الإسلامي القوي ومن خلاله ستتم معالجة وتصحيح الأوضاع في الشمال (الذي كان معروفا باسم الجمهورية العربية اليمنية).
على الجنوبيين أن يدركوا أن صورة الجنوب الجديد ستكون صورة مختلفة تماما عن الصورة الحالية القائمة على رساميل هائلة وعقول غير عادية وسيكون الجنوب الجديد إن شاء الله خاليا من الفقر والمرض والجهل.