الجيش اليمني.. من الوحدة إلى تعدد الولاءات

2015-03-31 05:59
الجيش اليمني.. من الوحدة إلى تعدد الولاءات
شبوة برس - متابعات - صنعاء

 

بعد حرب عام 1994 بين شمال وجنوب اليمن، وضع الجيش اليمني تحت قيادة موحدة، بعد النجاح في توحيد اليمن سياسيا وعسكريا، لكن جاءت أحداث الانقلاب العسكري بقيادة الحوثيين ومشاركة بعض قوات الجيش على الرئيس عبد ربه منصور هادي لتضع فصلا جديدا وغريبا في مسيرة الجيش اليمني.

 

وعلى مدار السنوات التي تلت الوحدة اليمنية، دخل الجيش اليمني في عمليات عسكرية اتخذت طابعا مؤسسيا، وكان من أبرز الحملات تلك التي شنها على تنظيم القاعدة في عام 2001، بعد هجمات سبتمبر في نيويورك والتي أعقبت أيضا حادث الهجوم الانتحاري على المدمرة الأميركية (يو إس إس كول) في 12 أكتوبر 2000، والذي أسفر عن مقتل 17 جنديا أميركيا.

 

ومثل هجوم عدن إعلانا رئيسيا بوجود تنظيم القاعدة على الأرض اليمنية وتوسيع نشاطه، مثلما مثلت هجمات نيويورك ظهور التنظيم على المسرح العالمي.

 

وظل الجيش اليمني في حالة استنفار ضد القاعدة، لكن في 25 ديسمبر 2009، عندما أعلن التنظيم في اليمن مسؤوليته عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة أميركية متجهة إلى ديترويت، شن الجيش عملية واسعة ضد القاعدة وسط البلاد.

 

لكن لم تكن القاعدة هي العدو الوحيد للجيش داخل البلاد، حيث كان هناك تمردا مسلحا في شمال البلاد انطلق من محافظة صعدة على يد جماعة الحوثيين، التي دخلت في مواجهة الجيش في ستة حروب متتالية أطلق عليها اليمنيون" حروب صعدة الست"،و هي: 

 

الحرب الأولى (يونيو - سبتمبر 2004) 

 

اشتعلت الحرب في الثامن عشر من يونيو 2004 بين الجيش اليمني وأنصار حسين بدر الدين الحوثي بعد إتهام الحكومة له بإنشاء تنظيم مسلح على غرار حزب الله واستعمال المساجد لبث خطابات معادية. وتوقفت المعارك في 10 سبتمبر 2004 بعد إعلان الحكومة اليمنية مقتل حسين بدر الدين الحوثي. وتولى أخوه عبد الملك قيادة الجماعة.

 

الحرب الثانية ( مارس - مايو 2005)

 

لقي في هذه المعارك 200 شخص مصرعهم، قبل أن تنتهي بعرض حكومي  في مايو بعفو عن المتمردين شريطة أن يسلموا أنفسهم. وسلم  عبد الله بن عيضة الرزامي، القيادي الحوثي نفسه إلى السلطات اليمنية في 23 يونيو.

 

الحرب الثالثة (نوفمبر 2005 - يناير 2006)

 

اشتبكت فيها قوات قبلية مدعومة بقوات الجيش مع قوات مؤيدة لعبد الملك الحوثي، وتوقف الاقتتال في يناير.

 

الحرب الرابعة (يناير - يونيو 2007) 

 

في 28 يناير 2007  اشتبكت عناصر من الحوثيين مع القوات اليمنية وقتلت 6 جنود وجرح خلال الهجوم 20 آخرين، وأدى إشتباك آخر إلى مقتل عشرة جنود، فشنت القوات اليمنية حملة على صعدة قتل خلالها 160 من الحوثيين حسب المصادر الحكومية. وانتهت الحملة بهدنة في 16 يونيو.

 

الحرب الخامسة (مارس - يوليو 2008)

 

عادت المواجهات بين الجيش والحوثيين في 29 أبريل عندما قتل 7 جنود في كمين نصبه المتمردون، واندلعت بعدها معارك بين الجانبين وانتهت في يوليو من ذات العام. 

 

الحرب السادسة (أغسطس 2009 ـ فبراير 2010)

 

شنت القوات اليمنية حملة عسكرية عرفت باسم عملية الأرض المحروقة في 11 أغسطس 2009 لإنهاء تمرد حوثي واسع تمدد إلى خلف الحدود السعودية وهو ما استدعى تحركا من الجيش السعودي الذي طرد المتمردين إلى داخل الحدود اليمنية. واستمرت المعارك بين الحوثيين والجيش اليمني إلى أن توقف في 12 فبراير.

 

انقسام المؤسسة العسكرية

 

في سبتمبر 2014، بدأ الحوثيون في شن هجوم موسع وصل بهم إلى العاصمة صنعاء، ليسيطروا عليها دون عناء، لتكشف تطورات الأحداث فيما بعد عن مساندة بعض قوات الجيش للمتمردين من أجل الانقلاب على السلطة الشرعية.

 

 ولأول مرة ينقسم الجيش اليمني بين موال للشرعية الدستورية ومتمرد عليها، وهو ما سهل للحوثيين السيطرة على معظم مدن البلاد، قبل أن تطلق المملكة العربية السعودية عملية عسكرية تحت اسم "عاصفة الحزم" في إطار تحالف عربي لاستعادة الشرعية في اليمن.

 

واعتبر المراقبون ذلك انهيارا في بنية الجيش الذي تعددت ولاءاته، ليصبح إعادة هيكلة الجيش مهمة رئيسية أمام الحكومة اليمنية الشرعية بعد انتهاء عمليات التحالف العربي في المستقبل القريب.

* سكاي نيوز