بعد الهجمة الزيدية على حضرموت سنة 1071هجري .. وكان وقتها قد بدأ ينتشر في المساجد في تريم وشبام وسيون وما حولها قراءة (أذكار الصباح والمساء) التي جمعها الإمام الكبير عبدالله بن علوي الحداد (ت 1132هـ)، رحمه الله. والمعروفة براتب الحداد .. وكان لذلك الراتب من ذلك التاريخ الى يومنا هذا فعل عجيب في إنزال السكينة على قارئيه والمواضع التي يقرأ فيها .. وكله من خلاصة السنة الصحيحة، ممزوجا بأدعية طيبة مباركة.
ومناسبة ذكر هذا الكلام هنا .. أن الإمام الحداد رحمه الله بحصافته، وبعد نظره، لما رأى التدخل الزيدي في حضرموت، وفرضهم الأذان بحي على خير العمل في بعض المساجد، وانتشار لبعض الخلافات العقائدية والكلامية، والتي أجاب هو عن بعضها في مصنفاته المتشرة بين أيدي الناس ..
زاد فيه راتبه عبارة مهمة، لحفظ العقيدة السنية من التغيير والتبديل، وهي قوله: (بسم الله والحمدلله، والخير والشر بمشيئة الله).
هذه العبارة إنما هي رد على ما انتشر وقتها من قول المعتزلة: إن الإنسان يخلق أفعال نفسه، وربطهم الحسن والتقبيح بالعقل لا بالشرع.
فكان الرد الهادئ، والتزييف لقولهم بهذه العبارة اللطيفة .. بعيدا عن الجدل العقيم، وعن التطرف المفضي الى النزاع.
هذه خلاصة وجيزة .. والكلام فيها يطول ..
فرحم الله أئمة الهدى،
ورضي الله عن قطب الإرشاد .. عبدالله الحداد
د محمد أبوبكر باذيب