في اوراق اللعب بمختلف اشكالها وتعدد انواعها ولاعبيها يكون من الغباء ان يلعب فريق ما او شخص على المكشوف امام خصمه منذُ بداية اللعبة او في منتصفها، لان اللعب بكشف الاوراق منذُ البداية او في منتصف اللعب يعد مخاطرة غير محسوبة قد تتسبب بهزيمة نكراء حتى وان كان هذا الشخص او الفريق يمتلك اوراقا مربحة ومهارة في هذه اللعبة.
السياسة وتقلباتها وتحالفاتها تشبه إلى حد كبير لعب الاوراق، بل هي لعب اوراق بهدف كسب مصلحة، وبالتالي فإن أي لعب لفريق او شخص سياسي يجب ان لا يكون على المكشوف، لاسيما عندما تكون اللعبة في بدايتها او في منتصفها او حتى بعد منتصفها، حتى لا يخاطر بمشروعه او اهدافه السياسية التي يسعى للوصول إليها عبر اوراق اللعبة التي يمتلكها.
ففي اوراق اللعب يكون اللعب على المكشوف حين تبقى ورقة او ورقتان، وكذلك هي السياسة، مع الفارق ان لعب الاوراق هو مجرد تسلية، والخسارة فيها لا تذكر، بينما لعب السياسة بالغ الاهمية، والخسارة فيه تعني الاضرار بشعب او مجتمع بأكمله.
تدرون لماذا تحول حلم الوحدة إلى كابوس، وشراكتها إلى استحواذ الشمال واحتلاله للجنوب؟ ولماذا انهزمنا كجنوبيين بتلك السهولة وقبلنا بالاجتياح العسكري وانهزمنا شر هزيمة لم نفق منها الا بعد سنوات؟.
السبب ان اصحابنا كانوا يلعبون على المكشوف، بينما الخبرة يلعبون على العكس، وحتى اليوم الخبرة لا يلعبون على المكشوف، وما انكشاف العلاقة بين الحوثيين وصالح، بعد ان دخل الحوثيون صنعاء، إلا خير دليل على ان الخبرة لا يلعبون على المكشوف، ولا يكشفون الورق إلا حين يكونون قد ربحوا الموقف.
**إشارة
قال بن سعد قلبي فوش ياما صبر
وذاق بالكاس تعذيبه وطعم المرارة
والذي حبهم ما عاد ينفع لهم
الفائدة منهم ما اليوم قدها خسارة
والذي يفتهم قصدي وذاق الكلام
ما عاد بافهمه تكفي الحليم الاشارة
وتكفي الحليم الاشارة
رحمة الله عليك يا شاعرنا وفنانا القدير (محمد سعد عبدالله).