اذا ارتبطت بموعد مع رئيسة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد للمداولة في قضية فساد، انصحك قبل دخول مكتبها ان " تخلع نعلك وتخلع عقلك معاً" !
الهروب من شبح المكتب سيكون اسرع من دون نعل .... وقلبك سيكون اشجع من دون عقل !!!
اعضاء هيئة مكافحة الفساد ليسوا أحد عشر عضوا ، وإنما هم احد عشر عضوا و" شبح"!
"الشبح" الذي يطارد الأحد عشر عضواً هو " البرلمان – مجلس النواب " فقد فروا بجلودهم منه وتجاوزوه رغم انف القانون الذي امرهم أن يخرجوا إلى قصر الرئاسة من بوابة البرلمان وليس من بوابة "الشورى" أو بوابة أخرى .
وضمن فريق الأحد عشر يوجد لاعبان احترفا لعبة " القفز بالزانه" Pole Vault هما رئيسة الهيئة ورئيس قطاع الاعلام فقد تجاوزا بزانتيهما كل المرتفعات وكل اسطح مدينه صنعاء وحطا في قرار الرئيس من دون مقدمات!
هذان اللاعبان يطاردهما شبحان وليس شبحاً واحداً ... شبح الشورى الذي لم يتشرف بإدراجهما ضمن قائمته وشبح البرلمان الذي لم يدخلاه مثلما لم يدخله التسعة الاعضاء ؛ فقد جاءا كما يقول المثل الشعبي
" من الجلْبة " ودلفا بوابة قصر الرئاسة من بوابة ثالثة غير بوابة الشورى وغير بوابة البرلمان وانما من بوابة فندق موفنبيك!
لجأ الشبح متفائلاً إلى " المحكمة الإدارية " مطالباً باستعادة حقه القانوني الذي انتزعه قرار التعيين رقم ((54 لسنه 2013)) فأنصفته المحكمة ولكنها لم تسترد له حقه بعد!
الشبح يحوم فوق رؤوس الاعضاء لا يفارقهم حيثما توجهوا ومن صالة " المحكمة الإدارية " استعار الشبح مطرقتها ووجه أول " قرعه" على الرؤوس الأحد عشر في منطوق الحكم .... رقم 71 الصادر في 12/ 1/ 2014م الذي قضى بالغاء قرار رئيس الجمهورية بتعيينهم في الهيئة وبذلك افقدهم شرعيتهم وكان حرياً بهم كما فعل رئيس الجمهورية أن يحترموا حكم المحكمة باعتبارهم القدوة في المجتمع الا أنهم اّثروا الاقتداء بالشيطان فاستأنفوا الحكم للبقاء اطول بغرض تركيم الثروة واصبحوا بذلك يُعرفون بـــــ "الشاة السوداء" للمجتمع The Black Goat
هذا "الشبح " الذي يطارد الهيئة خرج من رحم " الديمقراطية " اليمنية التي وان كانت " جنينيه" وعظامها هشة ولم تقف بعد على قدميها لان شروطها لم تكتمل بعد، الا انها دنت بتواضع شديد من الهيئة وعرضت عليها ردائها من خلال مبدأ "الانتخاب" الذي تبناه قانونها فكانت لهذا القانون الريادة بين القوانين السارية في ربط الإدارة اليمنية بالديمقراطية ... بـــــــــ " الانتخاب " رداء الديمقراطية !
لقد ذُكر مبدأ الانتخاب في المادة (9) من القانون في ثلاث مناسبات ... في مناسبة ترشيح الثلاثين شخصاً في مجلس الشورى من بين مئات المتقدمين (مادة9فقره ج) وفي مناسبة تزكية مجلس النواب لاحد عشر عضواً من الثلاثين بالاقتراع السري "مادة 9 فقرة د" وفي مناسبة خلو مكان أي عضو من الاحد عشر سواء في حالة الاستقالة أو الوفاة .... أو العجز - حينئذٍ يصدر قرار رئيس الجمهورية بتعيين المرشح الذي يلي رقم الأحد عشر – أي الثاني عشر في قائمة الاصوات .... مثلما حصل مع الهيئة السابقة عندما حل الاستاذ عصام الحلالي محل الدكتور المستقيل سعد الدين بن طالب "مادة 9 فقره و "!
وبهاتين الكلمتين " الاقتراع السري" الواردتين في الفقرة (د) من المادة (9) من القانون تأسست "شرعية الاعضاء الاحد عشر" ولا يوجد سواهما ، لا في قانون مكافحة الفساد ولا في قانون اخر ولا في وثيقة أخرى يوجد نص قانوني يمكن ان يُعتد به كمصدر لشرعية هيئة الاحد عشر (ثلث الحكومة ) .
هذا الشبح لا يفارق الاعضاء الذين مرقوا متجاوزينه فهو يلاحقهم في صحوهم وربما في منامهم ؛ معه تعويذة من السحر الاسود قادره في لحظات أن تخلق فورةً مفاجئة عند رئيسة الهيئة ضد نائبتها بدرجة اساسية ثم ضد عضو أخر اثناء اجتماعاتهم لينتشر بعدئذ السحر الى كل المجتمعين؛ وتبدأ الملاسنات الموجعه الساخنة فيما بينهم ويعجزون عن ضبط مشاعرهم تجاه بعضم البعض فتعم الفوضى وينفض الاجتماع ولا تهدأ النفوس بل تتوعد بجوله أخرى من الشغب في اللقاء المرتقب !!
والصعيدي المصري ينشد .. " طوبه على طوبه خلي العركة منصوبة !!
وعلى هذا المنوال مرقت السنه والاربعة الاشهر من عمر الهيئة وتبخرت معها مئات الملايين من اموال الهيئة المنهوبة التي يتوجب استردادها من الاحد عشر عضواً قبل التفكير في استرداد الاموال المهربة خارج البلد.
هؤلاء يعيشون في نعيم وفي أخر مُتعه من الملاسنه ؛" لا شغل ولا مشغله سوى السفريات من مشرق الارض الى مغربها من بنما الى بروكسل ومنها الى المغرب ثم الى الاردن ومنها الى رومانيا ومن رومانيا الى الهند ؛ والسفريات الاخيره نظمها البنك الدولي لحضور دورات تدريبية مكرسه للموظفين في الذمة المالية وفي التحري والتحقيق ولكن خمس من كل عشر دورات مخصصه للموظفين يستحوذ عليها خمسه من الاعضاء الوزراء للفُسحة من دون "خجل" !!
لقد اصبح " كفاح اللسان " هو السمه المريحة والبديل المناسب لكفاح الفساد