هل يتحرك هادي بسرعة تحرك خصومه

2015-03-04 05:49

 

صباح يوم أمس كتبت منشورا عن أهمية عدن في الصراع الدولي لأهميتها الاستراتيجية بسبب موقعها الجغرافي الذي يتيح للتجارة العالمية ونقل صادرات النفط عبر مضيق باب المندب إلى أوربا وأمريكا .. الليلة ( مساء الثلاثاء) بث تلفزيون بي بي سي وورلد كلمة مباشرة لرئيس وزراء اسرائيل أمام الكونجرس أشار فيها وبوضوح إلى سيطرة إيران على رابع عاصمة عربية وهم دمشق وبيروت وبغداد والآن صنعاء .. نتنياهو أشار إلى أن إيران التي تسيطر على مضيق هرمز تسعى للسيطرة على مضيق باب المندب أيضا لأحكام السيطرة على أهم مضيقين حيويبن في العالم .

 

كلام نتنياهو الذي كان يحشد اللوبي اليهودي في أمريكا ضد أي اتفاق يبرم بين واشنطن وطهران حول الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات عن طهران .. هذا يعني أن التوسع الإيراني سيجابه سياسيا وربما عسكريا وان اليمن مرشحة لأن تكون ساحة جديدة للصراع الدولي وربما تكون ورقة واشنطن لابتزاز إيران والخليج أيضا .

 

وسط هذه التحركات المتسارعة بين أنصار عبدالملك الحوثي وإيران وكميات الأسلحة التي تصل إلى يد الحوثيين بحرا والآن ربما يتم إستخدام الطيران لفتح جسر جوي بين طهران وصنعاء بعد التوقيع على اتفاقية لتسيير 14 رحلة أسبوعيا بين العاصمتين الإيرانية واليمنية .. السؤال ووسط التحركات المتسارعة هذه يمنيا واقليميا ودوليا هل يعي الرئيس عبدربه منصور هادي ومن حوله هذه التحركات السريعة والمخيفة واستعدوا للتعاطي معها ؟ .. دعوني أكون متفائل قليلا أن هناك جهود سياسية يقوم بها هادي ومن حوله خاصة بعد أن فاجأ خصومه في الشمال بخروجه غير المتوقع وشكل صدمة لهم .. وأنه يتحرك بتوافق دولي وإقليمي ولكنه يتحرك بشكل منفرد كما يظهر جليا بعيدا عن اي انفتاح معلن حتى الآن مع قيادات جنوبية تستطيع بخبرتها وعلاقاتها شعبيا بالداخل والإقليم على أقل تقدير .. هادي اليوم عليه أن يستدعي وينفتح علنا مع كل قيادات الجنوب لأن ما يجري الآن ليس شأن يهم الرئيس وحده بل الجنوب أيضا بكل فئاته .. ليس عيبا أن يرسل مبعوثين له إلى قيادات الجنوب في الخارج علي ناصر محمد وعلي سالم البيض وحيدر ابوبكر العطاس وسالم صالح محمد ورياض العكبري وصالح عبيد أحمد وصالح شائف وشعفل عمر وآخرين ويعرض عليهم أن يكونوا جبهة قوية مساندة له ومعه في قضية لم تعد تختفي أبعادها الإقليمية والدولية وبحاجة إلى وقفتهم معه لصالح الجنوب وحتى لا يتحول الصراع في اليمن إلى تكرار لسيناريو العراق وسوريا لا سمح الله .

 

الرئيس هادي عليه أن يطوي صفحة خلافه مع محمد علي احمد وفريقه المنسحب من الحوار ، وأن يعلن تحالف وتقارب مع قيادات مكونات الحراك .. وعليه أن يستفيد من التحالف السياسي والعسكري المعلن بين المخلوع علي عبدالله صالح وحركة أنصار الحوثي التي يتم تسليمها مخازن الأسلحة الثقيلة وآخرها مستودعات ريمة حميد في سنحان التي تحتوي على أحدث الأسلحة الثقيلة التي ظلت تحت سيطرة صالح حتى تسليمها للحوثيين .. إذن التحالف شمالا يسير وبقوة دون أن يعول المتحالفين على الأحزاب السياسية لعلمهم بتاثيرها الضعيف في الشارع.. فلماذا لا يقوم هادي بنفس الخطوات المضادة جنوبا ويطلب بتنسيق واضح مع كل القيادات الجنوبية داخليا وخارجيا ..

 

المطلوب من الرئيس هادي ومن حوله أن يقوون الجبهة الجنوبية وان يطلب من قيادات الخارج بتوحيد صفوفهم وتشكيل قيادة يعمل معها وعبرها سياسيا داخليا وخارجيا والاستماع لارائها وتشاركه في صنع القرار السياسي الذي أصبح بحاجة إلى شركاء جنوبيين معه ويجري التنسيق العلني معها في الحوار مع خصومه في صنعاء .

 

أتمنى واكرر أن ينفتح هادي على كل قيادات الجنوب ويمنحهم دورا كبيرا ليكونوا عونا في الخروج من الوضع الذي يواجهه والذي قد يهدد مستقبل اليمن بشكل عام والجنوب تحديدا .. تحالف صالح والحوثي معلن وكلام نتنياهو مخيف وتحركات إيران مريبة وموقف واشنطن غامض وانكفاء هادي على نفسه أمر يثير التساؤلات .

 

فهل تصل رسالتي هذه بعد أن تعثر لقائي بالرئيس هادي لتقريب وجهات النظر بينه وبين القيادات الجنوبية بسبب انشغاله وقبل فوات الاوان ؟

اللهم إني بلغت اللهم فأشهد

 

* سياسي واعلامي جنوبي