■ ماذا بعد التحرر من الأسر !

2015-02-23 16:13

 

 صحيح ان خروج الرئيس : عبدربه منصور.. ومغادرته أسره في صنعاء ، قد فاجئ المتابعين و المراقبين .. و بعض من المنشغلين بالأوضاع اليمنية و تطوراتها الخطيرة ، على المستويين المحلي و الإقليمي على وجه الخصوص و الدولي أيضا او بعضه على الأقل !!

لذلك ركزت الفضائيات العربية – الحوارية في نشراتها و برامجها على كيفية المغادرة تحليلا و تخمينا و لم تعطي الكثير من الوقت بل و لم يطرح السؤال المهم : وماذا بعد وصول الرئيس هادي الي عدن ؟!

هذا السؤال على أهميته لم يلقى إجابات كافية رغم صدور بيان فخامته الذي إلغاء كل القرارات بل و التعيينات التي صدرت بعد اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء في 21سبتبمر 2014 بصرف النظر عن كون إصدارها تم تحت الإكراه او في إطار اتفاقية السلم و الشراكة التي وقعت في ذات اليوم ، و في ظل استسلام او تسليم المعسكرات المكلفة بحماية العاصمة و مؤسسات الدولة و أشهرها " الفرقة الأولى مدرع " التي تحتل مساحة تقدر بربع مساحة ـ قلب العاصمة ـ صنعاء ، وفرار قائدها العتيد .. المثير للتساؤلات التي ما زالت تبحث عن إجابات لا مبررات تذكرنا بانتصاراته في حرب 1994 و انسحابات القوات الجنوبية أمام جحافله !؟.

□ المهم ولكي لا نغرق في كيفية خروج الرئيس : هادي و طريقة وصولة الي عدن .. وهو.. ماذا بعد إعلانه و تأكيده من عدن : تمسكه باستكمال العملية السياسية المستندة على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية كمرجعية رئيسية ، ومؤتمر الحوار الوطني الشامل ومسودة الدستور لليمن الاتحادي الجديد ابرز محطاتها و منها الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير 2012 والتي وصل الرئيس عدن .. و اصدر بيانه عشية ذكراها الثالثة .. كرئيس شرعي منتخب .

هذا التوقيت الذي وصل فيه الرئيس الي عدن .. و بيانه الذي حيا فيه : كل أبناء شعب اليمني الذين عبروا عن رفضهم للانقلاب ولكل الإجراءات الباطلة التي حاولت مصادرة إرادتهم الحرة في بناء دولة النظام والقانون ، دولة المساواة والشراكة الوطنية ، الدولة التي تتسع لكل اليمنيين دون صبغها بلون واحد بعد ان جرحتها الإعمال الانقلابية الأخيرة منذ 21 سبتمبر، وحاولت تمزيق لحمتها الوطنية ونسيجها الاجتماعي الواحد في سابقة لم يعيشها اليمنيون في تاريخهم المعاصر من قبل ، ويؤكد بصورة جلية ان كل الخطوات والإجراءات والتعيينات التي اتخذت خارج إطار الشرعية منذ ذلك التاريخ باطلة لا شرعية لها ..كما جاء في بيانه ، لم يثر سؤال وماذا بعد ؟!، وان أثير هنا او هناك بشكل عرضي ، لم تأتي الإجابات باحثة عن ما سيشكله تحرر الرئيس هادي و نوعية المرحلة التي أصبح اليمن أمامها .. بخروجه الذي لم يتوقعه أكثر المتفائلين بحدوثه ولا الذين عملوا على عودته و بهذه الصورة الي المشهد اليمني ،الذي حوله السفير بن عمر الي حوارات للبحث عن مخارج للانقلابين في فندق الموفمبك ، و حولته تلك الفضائيات الي تساؤلات حول شرعية الرئيس بعد استقالته ، رغم إعلانه إلغاء كل الإجراءات و القرارات التي صدرت بعد 21سبتمبر بما فيها اتفاقية السلم و الشراكة .. و منها الاستقالة التي انتفت أسبابها بوصوله الي عدن .. و تحرره من قيود أسره المباشرة و غير المباشرة !!.

□□ الرئيس : هادي بوصوله " عدن " لم يعد حبيس المحبسين المادي و المعنوي .. و هو بالتأييد و الترحيب الذي توالى له من محافظات القوس الرافض لانقلاب الحوثي الممتد من تهامة على البحر الأحمر الي مأرب و الجوف و حتى المهرة شرقا على بحر العرب ، قد حاصر صنعاء .. مناطقيا و مذهبيا ووضع حكامها أمام حقيقة ما جروا اليمن إليه و هو التقسيم الاجتماعي و الجغرافي ، وان لا عودة عن هذا الوضع غير الكوارث التي سيجرون اليمن إليها و ليس دونها غير عودتهم الي حجمهم الحقيقي و تسليم سلاحهم و القبول بمخرجات الحوار الوطني و وفق المبادرة الخليجية ، دون ذلك التعامل معهم كما كانوا علية قبل مشاركتهم في الحوار الوطني _ كمتمردين و أداة لقوة إقليمية خارجية لا تحضى بقبول لدي الشعب اليمني على اختلاف مكوناته الاجتماعية و المناطقية ، و بالتالي هم من يستحملوا مسؤولية دفع اليمن الي التقسيم الذي ربما تجاوز الأقاليم الي دول مذهبية .. وفي هذا التقسيم ما هو أخطر من بناء الدولة الاتحادية الذي يرفضونه ، خصوصا و ان المشهد الدولي و دخول روسيا الاتحادية على الخط لم يعد مجرد إعلان عن دور روسي ـ إيراني في اليمن ، بقدر كونه إعلان عن ربط الأزمة اليمنية .. بالأزمة السورية و العراقية و بالتالي تقاسم النفوذ في خارطة الشرق الأوسط الأمريكية.

□□□ إذا نحن إمام مرحلة جديدة من الصراع الدولي على الأرض اليمنية .. ربما تجاوز بكثير محاربة الإرهاب بحسب التصنيف الأمريكي الي العودة باليمن الي مرحلة ما قبل 1962و لا أظن الرئيس هادي لا يدرك ذلك .. في ظل فشل القوي السياسية بل وإفلاسها الذي عبرت عنه بقبولها دعوة السفير: بن عمر الي استئناف حوار ليس هدفه غير إعطاء شرعية لانقلاب الحوثيين او جماعة "أنصار الله " و تحالفاتهم المناطقية التي غطت المشهد اليمني خلال الأشهر الستة الماضية .. فهل سيقود الرئيس المرحلة القادمة اعتمادا على تلك القوي السياسية أم سيستند على المجتمع و القوي الجديدة ؟ و الدعم الإقليمي و الدولي لشرعيته لمواجهة التمرد في صنعاء وكسر تمدده ؟.

 

□□□□ وبقي السؤال وماذا بعد و صنعاء تحت الحصار و الدولة في الأسر ما لم يقدم الرئيس الي إعلان " عدن " عاصمة للدولة و الشروع في بناء حكومات الأقاليم ، استعدادا لمواجهة الانقلابيين .. حتى لا نشهد ليبيا ـ يمنية ، و جنرال يمني يلعب دور الجنرال حفتر الليبي !؟ معلقا ويبحث عن إجابات تتوقف على كلمة للرئيس او بيان ثاني .. أظنه قادم و لا تنقصه الشجاعة .. لإعلان الحركة الحوثية حركة تمرد خارجة على شرعية الدولة كما هي على شرعية مخرجات الحوار.. بل حركة إرهابية اعتمدت الإرهاب وسيلة و مارسته لتحقيق أهدافها ، و بالتالي هي لا تختلف عن القاعدة التي تعلن محاربتها ؟!

*عضو المجلس لمحلي لحضرموت و كاتب سياسي