الفرصة الأخيرة والحراك والمتأقلمون

2015-02-10 14:19

 

يقال إن الفرصة لا تأتي سوى مرة واحدة في العمر فقط فإن احسنت استغلاها جيدا حققت مأنتظرت تحقيقه طويلا وإن لم تحسن استغلالها وفوتتها فلا عليك انتظار عودتها مره أخرى لأنها لم ولن تأت مجددا .

فنحن الجنوبيين وبالذات المنضوين في لواء الثورة الجنوبية التحررية لم تسنح لنا فرصة واحدة فحسب بل سنحت لنا عدد من الفرص الذهبية التي لن تعوض ابدا فبعد فرصة أزمة صراع السلطة والنفوذ في صنعاء عام 2011م طيلة عام كامل تقريبا  تركنا فرصة21 سبتمبر 2014م تمر هي الأخرى دون أن نحرك ساكنة على الرغم أننا صنعنا حينها هاله إعلامية كبيرة دفعنا العالم عن بكرة أبيه إلى انتظار ما سنفعله في 14 أكتوبر ولكننا لم نفعل كعادتنا ولأن الله جلا وعلا يحبنا ويعلم بظروفنا ومشاكلنا لم يبخل علينا بمنحنا فرصة ثالثة  فقدر لنا أن نرى خصوم شعبنا وثورتنا وهم يتناحرون وأقصد هناء الصراع على القصر والدار الرئاسيان في صنعاء ومن ثم السيطرة عليهما وعلى صنعاء وما فيها من مؤسسات مدنية وعسكرية وبنوك بالاضافة الى السيطرة على محافظات اخرى وماتلا ذلك من خطوات تمثلت في السيطرة على الحكم من خلال الاعلان الدستوري الذي الغى كل سلطات الدولة ووضعها في أيدي اللجنة الثورية.

 

كل ذلك حدث ومازال قابل للتطور والتمدد الحوثي  يسير بوتيرة عالية ليشمل عموم المحافظات الشمالية بما فيها محافظات تقع على مرمى حجر من محافظات الجنوب الشي الذي يؤكد وجود خطر حقيقي محدق بالجنوب كل الجنوب دون استثناء كل ذلك فيما من بيدهم السلطة والقرار في الجنوب لم يستيقظو  بعد من وهم الوحدة ومخرجات الحوار الوطني والاقاليم المرفوضة جملة وتفصيلا من قبل حاكم اليمن الجديد الذي أعلن مرارا وتكرارا تمسكه بالوحدة اليمنية وتهديد من يحاول المساس بها .

 

أكثر من شهر منذ أن وضع الرئيس اليمني ورئيس حكومته تحت الإقامة الجبرية في العاصمة اليمنية صنعاء ومن ثم تقديم استقالتهما وبالتالي دخول البلد الموحد نفق فراغ دستوري لم تخرج منه بعد ومن حينها والسلطات المحلية في محافظات الجنوب تجتمع وتعصد وتعجن دقيق الأقاليم وتخبز بيانات جوفاء لا تسمن ولاتغني المواطن الجنوبي في وقت بدأت في قوى الثورة الجنوبية خطوات عملية ولو محدودة محاولة بسط ايديها على الأرض ولكن تلك القوى التحررية اصطدمت بمواقف رجال الأقلمه كما حدث مؤخرا في ملاح ردفان.

 

اليوم وقد اتضحت الأمور وتأكدت نهاية الدولة والحوار ومخرجاته واقاليمه ياترى ماذا هم فاعلون؟

فهل سيضل محافظو الجنوب وقياداته العسكرية متمسكون بوهم الوحدة التي انتهت بالنسبة للجنوبيين منذ سنوات طوال وليس من اليوم؟

وهل ننتظر منهم اليوم وليس غدا موقف واضح وصريح مع الجنوب ومن أجله موقف من خلاله يكفرون عن خطاياهم الكبيرة التي اقترفوها بحق الجنوب باسم الوحدة مستغلين الموقف الشعبي الجنوبي والتفاف كافة الجنوبيين بمختلف اطيافهم حولهم والوقوف معهم في خندق الدفاع عن الجنوب الواحد والنضال معا من أجل استعادة دولته ؟؟

 

أحمد بوصالح