رن هاتفي الشخصي بصوت يأتني من بعيد وحشرجته تنكر وكدت لا اعرفه، لكن اسمه مدون على شاشة موبايلي: أخبرني انا على مشارف يافع مودعها وسأصل ردفان بعد ساعات .. اهلا اخي وتؤم عمري ورفيق حاتي... سعيد ان نكون سويا هذا اليوم .. اسف يا ابن الخال انا مغادر خارج الوطن .. عائدون صوب المعاناة والالم .. ستكون انت اخر من التقياه وسنجلس سويا نسالف قبل الرحيل .. كنت فرحا بمكالمته تلك ممزوجة بألم وحزن الفرقة لأعز الاخوان والاصدقاء ورفيقي عمري منذ الطفولة .. مع عصر اليوم الاربعاء وصل الى مدينة الحبيلين ابو فؤاد رمزي اسكندر راحل صوب الغربة خارج الحدود والوطن مثله مثل الألاف من ابناء بلدي التي نجعتهم الالم الغربة وظروف المعيشية باحثين عن العيش الكريم يتجرعون كربة ما وضعهم به القدر من فرقة للأهل والوطن التي تعد من اصعب ما في الحياة لكنها سنة الكون .. التي جعلتنا نعيش هكذا حياة .. واخطاء الساسة ضيعت مئات الالاف من الشباب في عمر الزهور منهم من يلاقي الم الغربة داخل الوطن ومنهم من يتجرعها خارج الحدود والمحيطات ..
اليوم وغداً يرحل زملائي رمزي اسكندر وشوقي اسكندر واكرم اسكندر ابناء قريتي بمعية المئات من ابناء المنطقة ككل التي تعج بها البطالة لكن عنفوان وشموخ شبابها رفضوا الارتهان للتلك الظروف المفتعلة من قبل نخب فشلت ان تصنع المستقبل لهكذا شباب يستفيد منهم وطن ..
معانات المعيشة والالم الكربة وقهر الغربة .. جعلت شبابنا يغادرونا خارج الوطن للبحث عن تلك اللقمة الحلال .
رفقائي استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه على أمل اللقاء بكم في ضل وطن جنوبي محررا يعز فيه ابنائه ليعيشوا فيه كرما ..
اصبروا وصابروا ورابطو فنصرنا يلح في الافق ..