اذا نشب الأقتتال الأهلي بين القوى المتصارعة في اليمن هل سيكون الجنوب في مأمن من مخاطره ؟ أقول هذا ليس من تشاؤم بل بعد متابعات لأجتماعات متتالية عقيمة بين الأحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية التى عقدت لحل أزمة الفراغ الدستوري.
أمام كل فشل تذهب الأحزاب الى اللقاء برئيس النظام ورئيس حكومته لأقناعهم بالعودة مع علمهم المسبق بأنهما مصران على موقفهما في عدم العودة. حوارات عبثية مع تعنت الحوثيون وأصرار المؤتمر الشعبي بالعودة الى البرلمان. أنتشار كثيف في للقوات الشعبية الحوثية في العاصمة. مسيرات جماهيرية عمت كل محافظات اليمن مندده بأنقلاب حزب أنصار الله وسيطرتهم على العاصمة .
هذه الظروف مجتمعة جعلت اليمن مفكك غير قادر على السيطرة على شئون محافظاته المتعدده. هل يستطيع أبناء الجنوب أستغلال هذه اللحظة وتوحيد صفوفهم وأعلان الأستقلال وقيام الدولة الجنوبية المدنية ؟
يوجد في الجنوب عدة ألوية عسكرية موزعة على المحافظات الست يحركها قوى النفوذ المتصارعة في اليمن كذلك التشكيلات المختلفة للقوه الأمنية لا تخضع للجنة الأمنية بالمحافظات الى جانب ذلك يتواجد تنظيم أنصار الشريعة ولاتنسوا قاعدة العند ثم بعض المحافظون والوكلاء الجنوبيون ممن أرتبط بقاؤهم في المسئولية بولائهم للقوى المتصارعة اليمنية. أعداء الحرية للجنوب كثر في الداخل والخارج. الى جانب هؤلاء نجد التعبئة الخاطئة للشعب اليمني الذى صار يعتقد أن تنميتة وتطوره مرتبط بالوحده. لقد خلقوا منه جيش شعبي ضد حق تقرير المصير الجنوب .
أغاظ قوى النفوذ المتصارعة في اليمن النجاحات المحققة للثورة التحررية الجنوبية السلمية. لم تتوقف مؤامراتهم تجاه الجنوب لكن شعب الجنوب صار صخره صلبة تحطمت عليها مؤامراتهم. اليوم أرادوا أن يجرجروا نضال شعبنا السلمي الى مربع الحرب. أشاعوا فينا أن الأستقلال لن يتم إلاّ بالأستيلاء على المعسكرات ونهب السلاح المتنوع. قادة هذه المعسكرت يختلفوا في تربيتهم القائمة على أبادة شعب الجنوب وسياسة حرق الأرض ومنها نشاهد تصرفاتهم الرعناء اليومية. بينما نجد العكس في مواجهة الحوثيين حزب أنصار الله .
المقاومة المسلحة التى يطمح إليها شباب الجنوب لم تنضج ظروفها بعد. شروط نجاحها ضعيفة وسنقدم فيها تضحيات كبيره. أنها سياسة حرق المراحل. لهذا قادة الحركة التحررية الجنوبية السلمية يقدروا الظروف المحيطة بنا مؤكدين على التمسك بسلمية الثورة التى نحن في خطواتها الأخيرة لتحقيق الهدف. رغم عدم وحدة القيادة الجنوبية إلاّ أنهم جميعاً حققوا نجاح لا بأس به في السياسة الخارجية. مواكبة النضال السلمي في الداخل بالعمل الدبلوماسي الذى يضمن للجنوب تحقيق هدفه في أستعادة الدولة المدنية. التصعيد الثوري السلمي في الداخل وأستغلال مايجرى في اليمن وعكسه في السياسة الخارجية حتماً سيوفر لنا قراراً دولياً وعربياً وخليجياً بأستقلال الجنوب أن شاء الله .