إلى أهلنا في ردفان .. دعوا السماء تسقط اولا

2015-01-31 19:45

 

عرفت ردفان وستظل كأرض للثورة ومهبط للأبطال ، واستنادا إلى تاريخها العظيم هذا فهي اليوم ليست في حاجة لان تثبت حقيقة جلية كهذه ، اذ ان هذا التاريخ يشهد لها بأنها كانت أشهر مدينة شرق أوسطية ثارت في وجه الانجليز في بداية ستينيات القرن الماضي يوم كانت كل شعوب المنطقة في سبات عميق ثم توالت انتصاراتها وأمجادها فما تذكر ردفان الا وتذكر معها البطولة والفداء والرجولة والاستشهاد.

على كل ردفاني ان يعي اللحظة انه لن يزيد ردفان فخرا ان هي اجترحت فعلا بطوليا اليوم مهما كان ،كما لن ينتقص منها شيئا ان هي صمتت أو جنحت للسلم وحافظت على أبنائها وشبابها بدلا عن الخوض بهم في معارك لا طائل منها سوى الدماء والخراب.

لقد بدا الحراك الجنوبي من ردفان ومن كل مدن الجنوب ومازال سلميا وخلال سنواته الماضية حقق من الانجازات ربما ما تعجز عن تحقيقه دانات المدافع وجنازير الدبابات ،ولعل محاولات جره اليوم إلى مربع العنف ومن ردفان أيضا،لا تمثل سوى انتقاما من ردفان ومن الجنوب ومن سلمية الثورة الجنوبية .

على اهلنا ان يدركوا جيدا ان الجنوب لم يصل إلى مرحلة المعركة الفاصلة حتى يدفع بالشباب المتحمس وضعيف الجاهزية لمواجهة آلة الموت التي لا ترحم ، كما انه وان تحقق أي نصر في معركة من هذا القبيل فلن يغير في المعادلة شيئا ،بل قد تصب نتائجه في خدمة قوى أخرى لتستثمرها في مواجهات خاصة بها بعيدا عن أي مصلحة للقضية الجنوبية ولأبناء ردفان على وجه التحديد.

كم انا شديد الفخر بكل عمل بطولي يقدمه أهلنا في ردفان لكني أكون شديد الحزن وبأضعاف مضاعفة حينما أرى الدم الردفاني الطاهر والحر يراق في معارك لا طائل منها ، ولا مردود منها على مدى القريب أو البعيد.

أتمنى على أهلنا ومثقفينا وقادتنا في ردفان ان يضعوا صون أرواح الشباب نصب أعينهم ، وان يدركوا ان أي روح تزهق الآن لن تزهق في مصلحة الجنوب ولا مصلحة ردفان .

اتمنى ان ينطلق أهلنا من قاعدة انه طالما والكرامة الردفانية مصانة ،والرأس الردفاني شامخ ،فليصان الدم ولتحفظ الأرواح ، يكفي ردفان مآسي عقود طويلة مليئة بقصص الموت والشهادة والجراح والمعتقلات ..

من حق الشباب الردفاني ان يعيش ويتعلم ويعمل ،ومن حق النساء والأطفال والشيوخ ان يناموا آمنين في بيوتهم .

اعلموا أخوتنا وأهلنا في ردفان ان السماء ان سقطت فسيأخذ كل واحد من أبناء الجنوب نصيبه مما سيقع على رأسه .. فلا تظنوا ان السماء مركبة على رؤؤسكم فقط .

دعوها تسقط أولا وبعدها لكل حادث حديث.