آخر فرصة

2015-01-23 02:29

 

(الأشخاص الذين يمتلكون المطارق يبحثون عن المسامير) (مثل أمريكي) 

نداء الوطن ترفعه المآذن وتصرخ به الجبال وتزفه الأمواج من أعماق بحر العرب وخليج عدن, وتنشده كل ذرة من أرض الجنوب الغالية من حوف إلى باب المندب ,نداء يردده الصدى وتهتز له كل نفس على أرض الجنوب وتردده ضمائرنا مع كل نفس عميق :يا أبناء الجنوب اتحدوا.

إن الحقيقة الثابتة بعقل وضمير كل جنوبي هي وحدة الهدف وانتزاع كل حق جنوبي أرض وكرامة وحق وانتماء وهذا ما تجلى لنا جميع في لحظات ولادة الحراك الزاهرة وفي سنتيه الأولى وإلى اليوم .

 نحن اليوم أمام استحقاقنا التاريخي وعليه نكون أو لا نكون , نحن اليوم مطلوبين من الوطن للدفاع عنه من الموجة المهلكة إذا تسنى لها الاجتياح .

نحن اليوم مطلوبين من أهل مطلع , من كان منا خادم معهم ومن هو ضدهم , هم لا يفرقون بيننا وكلنا أهداف مزمنة ومرصودة لتنفيذ الفتوى باستئصالنا والاستئثار بثرواتنا .

 

واليوم نحن نقف أمام آخر فرصة تاريخية فهل نغتنمها ؟؟؟؟؟؟

وإذا كانت مشكلتنا إلى اليوم مع بعض المسامير القديمة الملوثة بصدئ الماضي , التي تشكل خطر داهم عندما تسقط بأيدي أصحاب المطارق .

 واليوم بفعل مطارق الطوارق رؤوس جنوبية  تترنح وتستدعي الوقوف الحاسم بكل صلابة وصدق ( وين الصلابة يا به )  لصياغتها وتعقيمها وإذا أمكن تقويمها ,  حتى تعود لحمة الصف الجنوبي كما ولدت نقية طاهرة يوم التصالح والتسامح , وحتى لا يمضي تخبطنا الجنوبي , فكلما سقط جنوبي أو انكشفت خفايا ما يُكن تحول إلى مسمار صدئ ليتناوله أصحاب المطارق ومن ثم يدقونه إسفين بيننا , فما تكشف لنا في جيب وذاكرة خليوي ذلك المسمار الصدئ شيء مخزي , و لا تشكل إلا غيض من فيض ما يكنه قلبه  المريض بالحقد وذاكرته المسكونة بالخزي والعار وأخلاقه الوضيعة .

لكنها لن تكون حجر عثرة لوحدة الصف الجنوبي ولا مسامير تدق في صدورنا , بل لعلها في متناول أيد  من يدقها بجانب وتد الخيمة هناك في أقصى الشمال . الحقيقة المرة أن بعض من تبقى من المأزومين لم يعودوا إلى تطهير فكري لرواسب الماضي المحزن ,

 وأصبحوا مسامير صدئة بيد أصحاب المطارق التي فككت سفينة الجنوب وبنت بها زعيمة الدودحية  للوحدة ( المباركة )  التي مخروا بها عباب النفق المظلم إلى بحر الظلمات ..

 والتي تاه ربانها بعد أن عصفت بزعيمته عواصف نو الشمال المدمرة وتحطمت على جودي جبل عيبان الجهالة وتناثرت مساميرها الصدئة على سفوح جبال صنعاء وباب اليمن .

والمحزن اليوم أن أصحاب مطارق طوارق اليوم لم يكلفوا أنفسهم عناء التقاط بعض تلك المسامير الملوثة المنتهية الصلاحية وبحرفيتهم يحاولون دقها في سفينة الخلاص الوطني الجنوبي وتثبيط الهمم وتقديم أنفسهم مخلصين  .

 

ولهم لا أصحاب ( مطلع ) نقول :

قبل اللجوء إلى الزناد لاجتلاب الملاذ  الذي حتما سيؤدي إلى نزف كثير من الدماء ,هل ندرك اليوم جميعا  قبل فوات الأوان كم هي  عزيزة الحياة البشرية ؟ هذا سؤالي لعقلاء مطلع الذين نتوسم فيهم مقولة (الحكمة اليمانية) المفقودة , أما من يمتلكون المطارق هناك فعندهم الكثير من المسامير وخابور صعدة مثبت ولعل صاحبه يدرك ويدكر!!! وعليه نقول للسيد  :

هل من ينصت إلى داعي الحق الذي ننشده ويعترف بالجور والجرائم التي حلت بنا  ,ويعي بأن كل المسلم على أخوه المسلم حرام دمه وماله وعرضه وأرضه ويحفظ أهم وصية للرسول الكريم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وهي حق الجار والجوار وبالتي هي أحسن حتى نحافظ على ما تبقى من العلاقات التي تربطنا اجتماعيا واقتصاديا وهي الجرائم الشاهدة والله عليها شهيد ترتكب في حقنا كل يوم ولا من يحزنون علينا من أصحاب الشمال

هل هناك من يرى الحق حقا ويتبعه ويرى الباطل باطلاً ويجتنبه يا أصحاب الشمال ؟

 ونعود كما كنا في الأمس القريب متآخي في دولتين متجاورتين نتبادل المصالح ونتقاسم الخير في ظل احترام متبادل لإرادة كل منا وصون حقه واحترام كرامته !!

فهل لمخضرية باب اليمن من يباس وهل هناك من يجفف وينظف مستنقعها الآسن يا أصحاب الشمال ؟

 

وفي الختام إلى كل الأطياف الجنوبية أقول وأكرر هنا :

نحن اليوم أمام استحقاقنا التاريخي وعليه نكون أو لا نكون , نحن اليوم مطلوبين من الوطن للدفاع عنه من الموجة المهلكة إذا تسنى لها الاجتياح .

نحن اليوم مطلوبين من أهل مطلع , من كان معهم ومن هو ضدهم , فهم لا يفرقون بيننا , وهم اليوم يمثلون بمن تبقى في صنعاء اليمن مهما اختلفنا معه , والمطلوب منه ومن كل جنوبي أن يلبوا داعي الجنوب اليوم , وأن يثبت لنا عكس ما علق بهم وأن يوعزوا  لمن تبقى من أتباعهم في الجنوب , بأن الجنوب كله صف واحد متصالح متسامح وحائط من عزيمة معزز بكل إصرار وجاهز ومتحفز أن يصد كل فكر غريب ويذود بدمه لاستعادة الوطن السليب إذا أخلصنا النوايا.

الله يهدينا ويهدي هادي ومن تبقى من معيته ويا مقلب القلوب اغلب قلب هادي نحو الجنوب قبل أن يغلبه أصحاب الشمال!!!!!

نحن اليوم أمام مرحلة فاصلة و بحاجة إلى عقول وهمم صادقة تشحذ همم الفداء الآن , وتبني مكارم الأخلاق وتزرع روح الغد المشرق في نفوس الشباب التواقة إلى غد أفضل وإلى تطهير فكري يستأصل الأنا والأنانية وأمراض القلوب وينتقل بنا إلى رحاب التصالح الحقيقي الذي يعم المجتمع ويجمع الأيادي ولا يفرق وينظر إلى عمارة المستقبل بمنظور عصر العلم والحداثة لا إلى عصور الطوارق وأصحاب المطارق والمسامير الصدئة .

 

بقلم / صلاح الطفي