عندما حاول الرفاق في عدن إعلان حزب شيوعي فمنعهم قادة الإتحاد السوفييتي

2014-12-29 01:09
عندما حاول الرفاق في عدن إعلان حزب شيوعي فمنعهم قادة الإتحاد السوفييتي
شبوة برس- خاص - عدن - رصد وتسجيل

 * خاص يـ شبوه برس -

قال سفير سوفييتي سابق عن العلاقة مع الرفاق في التنظيم السياسي للجبهة القومية أنهم أرادوا الاعلان عن قيام حزب شيوعي بدلا عن التخفي الماركسي الشيوعي تحت مسمى الجبهة القومية .. وقال السفير .. أمثال هؤلاء كانوا ينعتون أنفسهم بالماركسيين والحقيقة أنهم حاولوا عدة مرات أن يغيروا تسمية حزبهم ليصبح الحزب الشيوعي لكننا نهيناهم عن ذلك بعد ذلك كلنا نعلم بوجود بعثيين وناصريين في اليمن الجنوبي لكننا طبعا كلنا نعول على هؤلاء الماركسيين من أمثال عبد الفتاح إسماعيل وسالم ربيع علي وغيرهما.

 

" شبوه برس" رصد المقابلة مع مع سفير الاتحاد السوفييتي في الجمهورية العربية اليمنية سابقا البروفيسور أوليغ بيرسيبكن وقام محررونا بتسجيلها وتفريغها ونعيد نشرها :

 

 

كيف تحول اليمن الجنوبي إلى طفل السوفيت المدلل؟ أسرار السياسة السوفيتية في "كوبا الجزيرة العربية"

 

قناة روسيا اليوم ، برنامج: رحلة في الذاكرة

 

كيف تحول اليمن الجنوبي إلى طفل السوفيت المدلل؟ أسرار السياسة السوفيتية في "كوبا الجزيرة العربية" مع سفير الاتحاد السوفييتي في الجمهورية العربية اليمنية سابقا البروفيسور أوليغ بيرسيبكن

 

المذيع: أذن لننتقل بالحديث الآن إلى اليمن الجنوبي

 

السفير الروسي: تفضل.

 

المذيع: هل اعتمدتم على تجربة عبد الناصر في ترتيب نشاطكم هناك بعد إعلان الاستقلال أم كانت لديكم مخططات وإستراتيجية خاصة بكم هناك؟.

 

السفير الروسي: كانت اليمن الجنوبي عدن منظمات وأحزاب تقدمية الاتجاه ومنها الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن التي ترأسها عبد الفتاح إسماعيل وفيما بعد ضمت هذه الجبهة الأحزاب التقدمية الأخرى والتحق بها عبدالله عبدالرزاق باذيب الذي كنا في الاتحاد السوفيتي نعرفه جيداً وبالتالي كان لدينا معلوماتنا الخاصة عن الموقف في اليمن الجنوبي أمثال هؤلاء كانوا ينعتون أنفسهم بالماركسيين والحقيقة أنهم حاولوا عدة مرات أن يغيروا تسمية حزبهم ليصبح الحزب الشيوعي لكننا نهيناهم عن ذلك بعد ذلك كلنا نعلم بوجود بعثيين وناصريين في اليمن الجنوبي لكننا طبعا كلنا نعول على هؤلاء الماركسيين من أمثال عبد الفتاح إسماعيل وسالم ربيع علي وغيرهما.

 

 

المذيع: لكن سالم ربيع علي كان أميل إلى التيار الماوي حسب علمي.

 

 السفير الروسي: في الحقيقة وصلت إلى استنتاج أنهم يوجهون حبهم إلى الجهة التي تساعدهم ولذا اعتقد أننا أصبحنا لهذا السبب نعول على عبد الفتاح إسماعيل استنادا إلى المعلومات التي تلقيناها من عبدالله عبدالرزاق باذيب.

 

المذيع: أي نوع من المعلومات كان باذيب يأتيكم بها؟ وهل كان يخبركم بشكل دوري بما يحصل عموما؟.

 

السفير الروسي: كنا نعرف باذيب منذ قدومنا اليمن الشمالي كان صديقا للاتحاد السوفيتي وكنا نعتبره هو أيضا ماركسيا وأظن أن زعمائنا الحزبيين تلقوا منه معلومات عن الوجهة التي ستسير نحوها اليمن وعن التوجهات المنهجية للجبهة القومية وعبد الفتاح إسماعيل وباقي الزعماء.

 

المذيع: ولم تكن لديكم آنذاك اتصالات مباشرة مع عبد الفتاح إسماعيل؟.

 

السفير الروسي: كلا لم تكن هناك اتصالات مباشرة آنذاك كنا نعرف عنه بالطبع ولكن من أحاديث باذيب.

 

 

 

المذيع: مفهوم نعم، طيب كتبت أن المصريين أوصلوا إلى أول رئيس لليمن الجنوبي المستقل قحطان الشعبي فكرة مفادها الاتحاد السوفيتي سيقدم لهم مساعدات بالقدر الذي يحدده المصريون، بعبارة أخرى ابلغوه أن الاتحاد السوفيتي سيساعد اليمن الجنوبي فقط بالتنسيق مع عبد الناصر هل هذا صحيح؟.

 

السفير الروسي: اعتقد انه كانت لدى المصريين كل المبررات لمثل هذا الكلام لمثل هذا الكلام انطلاقا من تجربة التعاون مع اليمن الشمالي هناك من خلال عبد الناصر لكننا على ذلك سلكنا مسارا خاصا للتعاون وذلك لان خلافات نشأت بيننا وبين عبد الناصر آنذاك بشان المفاهيم العقائدية فنحن كنا نقول دوما إنا نعيش وفقا لنظرية الاشتراكية العلمية فيما كان عبدالناصر يقول إن اشتراكيتهم العربية تختلف هذا الكلام لم يعجب أبدا أميننا العام ليونيد بريجنيف وقد تجادل مع عبدالناصر بحضوري في هذا الشأن قال له الاشتراكية واحدة وهي الاشتراكية العلمية فرد عبدالناصر على ذلك بالقول إن الاشتراكية العلمية تنكر الدين بينما نحن شعوب متدينة نحن مسلمون لذا لدينا اشتراكية عربية تعترف بالدين أنا مثلا أتردد على المسجد وأصلي ومع ذلك اعتبر نفسي اشتراكيا هكذا كان فحوى الحديث مع عبد الناصر لهذا بالذات أقدمنا على إقامة العلاقات مع اليمن الجنوبي ومساعدته بمعزل عن المصريين طبعا كنا نفهم أن مصر بلدا كبيرا وكذلك سوريا والعراق وكان من الصعب هنا إثبات شمولية نظرية الاشتراكية العلمية أما في اليمن الصغير فكان ذلك أسهل في اعتقاد المنظرين الحزبيين عدد سكانه يقارب المليونين وطالما استلم الماركسيون السلطة فيه فلابد من مساعدتهم بصورة مباشرة بتأسيس المدارس الحزبية وتشكيل الجيش العقائدي وتنظيم معيشة المواطنين حسب النموذج الماركسي وبالتالي إثبات صحة إيديولوجيتنا وحدها أي الأيدلوجية الماركسية العلمية الصرفة.

 

المذيع: هذه نقطة مهمة جدا عندما تحدثت مع كارن بروتنس احد كبار المسؤولين بالمكتب الدولي في الحزب الشيوعي السوفيتي أكد لي أن زعماء الأيديولوجيا أمثال سوسلوف و بينيماروف كانوا مولعين بهذه الفكرة ويقولون بكل جدية اليمن هو المكان الأمثل لبناء الاشتراكية الحقيقية ولكن بروتنس نفسه سخر من هذه الأفكار في مذكراته قال كيف يمكن بناء الاشتراكية في بلدي يشكل الأميون فيه 90% من سكانه أي اشتراكية علمية هذه التي يتحدثون عنها كل معلومات عن الاشتراكية اقتصرت على أن لينين هو زعيم الثورة الشيوعية هذا كل شيء، كيف يمكن بناء الشيوعية في بلد إقطاعي متخلف لا توجد في معظم أراضيه كهرباء ولا إمدادات الصرف الصحي

 

السفير الروسي: بالفعل لم يكن هناك إجماع في القسم الدولي للحزب الشيوعي السوفيتي على هذه المسالة فبروتنس كان ضد هذه الفكرة أما زميله ليونوفسكي فكان من الداعمين لفكرة إمكانية بناء الاشتراكية في اليمن الجنوبي.

 

المذيع: طيب، ماذا كان رأيك أنت؟ هل كنت مؤمنا بهذه الفكرة أيضا أنت قضيت هناك فترة طويلة ورأيت واقع الحال بأم العين كيف كنت ترى آفاق التطور الماركسي لليمن الجنوبي؟ ها قد تسلمت القوى اليسارية الموالية للسوفيت السلطة بعد عام 1967 وأخذت تحاول بناء المؤسسات على النموذج السوفيتي كيف كنت تقيم ما كانوا يحاولون الحكام الجدد القيام به في اليمن الجنوبي؟

 

السفير الروسي: أنا شخصيا كنت موظفا منضبطا في السفارة الروسية اعتقد بضرورة مساعدة اليمنيين والسعي إلى نجاحهم في جهودهم لذا ساعدنا نحن الدبلوماسيين في عمل المدرسة الحزبية في اليمن الجنوبي ولبينا طلباتهم وكنا نرسل الرسائل والبرقيات إلى موسكو عندما لا نستطيع تلبيتها بأنفسنا كان اليمنيون اليوم بالنسبة لنا ماركسيين ولم يخامرنا شك في كونهم أخوة لنا في العقيدة والمصالح.

 

المذيع: بالمناسبة قرأت مذكرات بعض المعارضين لسياسة اليمن الجنوبي آنذاك كتبوا يقولون إن القيادة اليمنية كانت مرائية بوجهين بمعنى أن الماركسية اللينينية كانت بالنسبة لهم مجرد ستارة للحصول على المساعدات الاقتصادية والعسكرية من الاتحاد السوفيتي بالمجان تقريبا ما الذي حدث؟.

 

السفير الروسي: في الواقع قاموا بالانقلاب واستولوا على السلطة وأعلنوا أنهم ماركسيون وأخذوا لطلب المساعدات فورا استجدوا من الاتحاد السوفيتي وشركائه في الايدلوجيا كل شي فبنى الاتحاد السوفيتي المصانع الموانئ والمدارس ما إلى ذلك وماذا كان المحصلة

 

 

المذيع: رغم المساعدات الكثيرة سارت القيادة اليمنية بالبلاد إلى حالة مزرية تماما وذلك بسبب الإصلاحات الاقتصادية الفاشلة وقد حدثني عن ذلك كبير المستشارين العسكريين في اليمن الجنوبي آنذاك يفغيني تشرناشوف عندما وصل اليمن بعد الثورة كانت بالإمكان شراء أي شي بأبخس الأسعار كل شي كان متوفرا وعندما غادر اليمن عام 1974 كان السكان بالكاد يسدون رمقهم وعندها عثر هؤلاء الماركسيون على حجة وألقوا بالمسؤولية على الماركسية اللينينية والسوفييت قائلين أن النظام الماركسي هو السبب في كل هذه الإخفاقات الاقتصادية لا نحن؟.

 

السفير الروسي: حسنا ماذا بإمكاني أن أقول هنا، لقد ساعدناهم فعلا لكن الحق معك ومع الأشخاص الذين استشهدت بهم الآن أظننا أخطأنا عندما شجعناهم في كل شي بدلا من تقديم النصائح لهم بعد تحليل مستفيض، لنأخذ الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد الذي قال لنا إن المملكة العربية السعودية حشدت على الحدود اليمنية مجموعة كبيرة من القوات ونحن نخشى الاستفزازات أعطونا المزيد من الأسلحة للردع قدمنا لهم الأسلحة بدلا من أن نقول له ربما يتعين عليكم انتم أن لا تستفزوا السعوديين ابحثوا عن وسيلة غير الردع والتخويف بالسلاح اتفقوا على حلول وسط بالطرق الدبلوماسية لكننا لم نقل هذا الكلام بل أرسلنا لهم رأسا 100 دبابة إضافية.

 

المذيع: وتم إرسال هذه الدبابات للحدود مع السعودية؟.

 

السفير الروسي: هم أنفسهم عالجوا هذه المسالة بالنسبة لنا ماذا تعني 100 دبابة في كل دبابة 3 مقاتلين يجب تدريبهم وتموينهم ودفع رواتبهم وما إلى ذلك.

 

 

المذيع: وطبعا كل هذه الأعباء تحملها الشعب اليمني؟.

 

السفير الروسي: بالطبع انه عبء ثقيل لكنهم ما كانوا يريدون أن يفهموا ذلك لأنهم لا يفقهون كثيرا في الاقتصاد كانوا رومانسيين بعيدين عن الموضوعية لم يحسب حسابا للمجازفات ولا علم لهم بالإجراءات التي تنفع بلادهم بدأوا بتأسيس التعاونيات في اليمن فانتزعوا من الناس أملاكهم أراضيهم.

 

المذيع: وفشلت كل الإصلاحات؟.

 

السفير الروسي: كانت الإصلاحات غير مدروسة وغير مجزية أبدا.

 

 

المذيع: ولكن ألم يكن الاتحاد السوفيتي مسؤولا عن هذه الإصلاحات الفاشلة ألستم انتم من تولى عمليا مسؤولية الإدارة العقائدية والاقتصادية للبلاد قبل الثورة كان الزعماء اليمنيون من صغار الضباط فماذا يفقهون في الاقتصاد يقول كارن بروتنس في مذكراته إن كل سياسي يمني تقريبا كان لديه مستشار سوفيتي ويضيف إذا حصل جدال في مجلس الشعب اليمني فالمستشارون السوفييت يشاركون في النقاشات أكثر من السياسيين اليمنيين ومع ذلك أخفقوا في كل شي لماذا

 

السفير الروسي: أولا أنا لا اعرف هل كان أولئك المستشارون أخصائيين في الاقتصاد، كان هناك بالأساس مستشارون عسكريون ومستشارون في شؤون التوعية العقائدية.

 

المذيع: لكن الجيش لا يطعم الناس الجيش لا يطعم البشر؟.

 

السفير الروسي: لا حيلة، الأمر اليمنيون أنفسهم بنوا لأنفسهم شيوعية عسكرية.

 

المذيع: أظن أن ما حصل عندهم هو نفس ما حصل في الاتحاد السوفيتي وحلفائه طبعا في المنطقة العربية عموما واستشهد بهذا الخصوص من جديد بما قاله يفغيني شرناشوف كبير المستشارين العسكريين السوفييت في اليمن بنفس الفترة التي كنت فيها أنت هناك قال إن القدرات القتالية للجيش اليمني ازدادت كثيرا جدا خلال ثلاث سنوات ولم يبخل أحد بالمال على الجيش فكانت الآليات الجديدة من سيارات ودبابات وأسلحة تتوارد عليه باستمرار بمعنى أنهم كانوا يزودون الجيش من زاد المواطنين القدرة القتالية ازدادت وازداد معها بؤس السكان العاديين وهذا ما حصل في الاتحاد السوفيتي حيث كانوا ينقون أموالا طائلة من الميزانية على التسلح فيما يقف المواطنون في الطوابير لساعات ليشتروا الطعام أو حاجة من الضروريات.

 

 السفير الروسي: نعم كان الاتحاد السوفيتي نموذجا بالنسبة لهم، لا جدال في الأمر.

 

المذيع: أي أنهم كرروا نفس الأخطاء التي ارتكبها الاتحاد السوفيتي؟.

 

السفير الروسي: يضاف إلى ذلك ما قلت إنهم كانوا شبان متحمسين يؤمنون حقا بمصداقية ما يفعلون نعم كانوا يؤمنون بذلك.

 

المذيع: ولذا مروا بأنفسهم -إذا صح التعبير- بنفس المحن التي مر بها الاتحاد السوفيتي بمعنى اليمن الجنوبي صار نسخة مصغرة من الاتحاد السوفيتي في تجربته أليس كذلك؟.

 

السفير الروسي: بلى، حتى في كيفية عمل المستشارين الأيدلوجية كانوا يعلمون اليمنيين فقط كيفية إدارة الجلسات الحزبية وجمع بدلات الاشتراك كتابة القرارات والشعارات بمعنى أنهم لم يتعمقوا إطلاقا في فهم حياة اليمنيين ما كانوا يفقهون فيها شيئا، وثمة نقطة هامة أخرى كان بيننا نحن الدبلوماسيين والمسؤولين الحزبيين كثير من سوء الفهم وحتى خلاف الرأي ويخص ذلك بقدر كبير الدرجات غير المعلنة للمراتب في البنى السوفييتية، مدير قسم العلاقات الدولية في اللجنة المركزية للحزب باريس بنيماريوف الذي يتبع له المسؤولون الحزبيون كان مرشحا لعضوية المكتب السياسي فيما كان رئيسنا وزير الخارجية اندريه غروميكو مجرد عضو في اللجنة المركزية للحزب بمعنى إن بنيماريوف كان أعلى مرتبة من غروميكو لذا فان جميع المسؤولين الحزبيين الذين عملوا في اليمن لم يكونوا يستشيرونا في شيء.

 

 

المذيع: وكما تقول في مذكراتك فان اليمن الجنوبي بات بمثابة الطفل المدلل للمكتب الدولي للجنة المركزية؟.

 

السفير الروسي: وهو كذلك.

 

المذيع: ومهما فعلوا يمسحون على رؤوسهم ويباركون لهم في كل شيء؟.

 

السفير الروسي: عندما كنا نحاول مجادلة هؤلاء المسؤولين الحزبيين كانوا يقولون لنا صراحة: اللجنة المركزية للحزب أرسلتنا إلى اليمن وانتم من أرسلكم؟ كل ما تفعله اللجنة المركزية للحزب الحاكم سواء في الداخل أم في الخارج صحيح، وصحيح بالمطلق، لا تجادلونا انتم دبلوماسيون أليس كذلك؟ مارسوا أعمالكم الدبلوماسية إذن فقط.

 

المذيع: إذن سعادة السفير بيرسيبكن لنتوقف هنا معك الآن ونتابع هذا الحديث الشيق في الأسبوع القادم شكرا لك.

 

السفير الروسي: حسنا لا مانع عندي

 

المذيع: شكرا، مشاهدينا الكرام بهذا نكون قد وصلنا إلى ختام حديثنا لهذا اليوم نتابع الحديث الأسبوع القادم مع سفير الاتحاد السوفييتي في الجمهورية العربية اليمنية سابقا البروفيسور أوليغ بيرسيبكن.

 

* الاستماع للمقابلة التلفزيونية : اضغــــــــــط هنــــــــا

 

* تفريغ المادة التلفزيونية لـ شبوه برس - قام بها مهدي الخليفي