نموت فيكثر الأشراف فينا

2014-12-27 05:13

 

 

     نموت فيكثر الأشراف فينا             وتختلط التعازي بالتهاني

 

دمائنا لم تجف وقلوب كل أبناء الجنوب ترجف , شوق وحنين للشهادة لا خوف وأنين من القاتل الجبان وإن بداء له الاطمئنان في أحضان المصيبة إلى حين قريب  ,سيهزم الجمع ويولون الدبر .

 

 إذا ارتاح الطغاة إلى الهوانِ     فذكرهم بأن الموتَ دانِ

 

وإن راهنتَ أن الثَأر يُنسى  فإنَّكَ سوفَ تخسرُ في الرِّهانِ

 

يوم أمس القريب ودعنا الشهيد المهندس / خالد الجنيدي في جريمة وطريقة إجرامية صبه حقد أصحاب الشمال , وثبتت معنى الوحدة أو الموت في صدره وفوق قلب كل جنوبي ومن فوهة بندقية الحقد والجرم الشمالي أطلقها قابيل الشمال إلى قلب الجنوب مباشرة رسالة واضحة  مستمرة من أيد الموت القادم من الشمال .

 

واليوم نودع الشهيد الأستاذ الدكتور/  زين محسن اليزيدي الذي استشهد وهو يستحضر بشهادته فتوى الإبادة الجماعية الصادرة بحق كل نفس جنوبية باستخدام كل الوسائل , وبالأسلحة الكيميائية اليوم’ فتلك الفتوى قائمة إلى اليوم .

 

يضن أصحاب الشمال أن سيثنون عزمنا عن الخلاص من ظلمهم واستعادة كل حق مسلوب ودم مسكوب

 

ونحن نياتنا معلنة وهدفنا واضح ومكتوب على جبين كل جنوبي كما يقول الشاعر الفلسطيني تميم ألبرغوثي :

 

لم تكن حكمة أيها الموت أن تقترب

لم تكن حكمة أن تحاصرنا كل هذي السنين

أيها الموت نياتنا معلنة  وأن قتلونا هنا أجمعي

 

رغم ما نعانيه وما تعانيه قضيتنا من خذلان , من الأقارب والأباعد لكننا متيقنين بنصر الله , ثم بعزيمة شباب الجنوب وشعبه  المتحفزين لكل الخيارات , مهما كانت التضحيات كما يقول الشاعر تميم ألبرغوثي :

 

نحاصر من أخ أو من عدو    سنغلب وحدنا وسيندمان

بقية كل سيف كثرتنا             منايانا على مر الزمان

كان الموت قابلة عجوز         تزور الحي من آن لآن

نموت فيكثر الأشراف فينا  وخذلان الأقاصي والأداني

نقاتلهم كأن اليوم آخر         يوما ما له في الدهر ثاني

بأيدينا لهذا الليل صبح         وشمس لا تفر من البنان

بيان عسكري فاقرؤوه       فقد ختم النبي على المعاني

 

وكأني به يستحضر حديث الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله :

 

(من قتل دون ماله فهو شهيد , ومن قتل دون دمه فهو شهيد , ومن قتل دون دينه فهو شهيد , ومن قتل دون أهله فهو شهيد)

 

فإلى الرجال الصناديد الصادقين الصابرين المرابطين , الرابطين على حلمهم وحممهم بحجارة الصمود الكاظمين الغيظ الرابطين عليها بحزام الحزم والكرامة , اليوم خيط الدم الجنوبي الغاني , يكتب فوق رايات السلام , وتحت صورة كل شهيد مقدام وعلى جبين هامات البطل الجنوبي الضرغام , تكسرت الأقلام  , وتعطلت لغة الكلام , وعدونا يذبحنا تحت رايات السلام كل يوم , فترد الدنيا على الدنيا السلام .

 

 يا من تتعطشون للفداء وتنتظرون بفارق الصبر انطلاق المارد الجنوبي , وبأيد كل منكم كأس الردى المقسوم عليه بالله أن يلقمه فم العداء ’.

 

 يا من تتوثبون إلى الحسم بانطلاقتكم الحاسمة , بأيديكم الضربة القاصمة , فتحية لكم يا ضمير الثورة الجنوبية , وتحية لمن يقوم بجهود جبارة ولمن هم رهن الإشارة . نشد على أيديكم  وأنتم اليوم تتأهبون لفداء الوطن , و تضعون قدم الحرية على صراطها المستقيم , وتباشير الروافد مشرعة وبرقها يفلق الآفاق وهديرها يرعد من كل قلب جنوبي .

 

اليوم وبكل جد وعمل جاد ومنظم , وتحت العهود المزجاة على كاهل الكرامة  , وبالله العظيم , اليوم يفتن المعدن الجنوبي على نار الحرية ,انتم لها يا شباب الجنوب ويا سيوف الحق البتارة وبأيديكم المضرجة بالدم ننتزع حريتنا :

 

 وللحرية الحمراء باب      بكل يد مضرجة يدق

 

اليوم راية السلام بيد تنشد السلام , ويد تحمل البندقية , تدافع عن الأحرار وترفض الاستكانة والاستسلام .

 

بقلم / صلاح الطفي