( حضرموت تاريخية قبل الوحدة والشرعية ) شعار رددته كثيراً حناجر الغاضبون على سياسة نظام صنعاء تجاه حضرموت الخير في المسيرات الجماهيرية عام 1996م.
هب أبناء حضرموت مبكراً بعد صيف 1994م مطالبون بأصلاح مسار الوحدة اليمنية.
لم يسمع أحد لهم وأستمر الصوت الحضرمي الثائر أعوام مع رفع سقف الشعارات التى معظمها حقوقية موجهة ضد الفيد والنهب لثروات حضرموت.
خلال هذه المسيرات تحديداً في 27 أبريل 1998م سقط شهيدان - فرج مرجان بن همام - وبارجاش - وأعتقل عدداً من الشباب - كانت حضرموت واحدة موحدة بكل مكوناتها السياسية والنقابات العمالية والمهنية ورجال الدين والشخصيات القبلية والأجتماعية قائدها الزعيم حسن أحمد باعوم.
من على منبر مسجد عمر سمعنا خطب الشيخ الفاضل المرحوم عبدالله محفوظ الحداد مندداً بالفساد والظلم الواقع على أهالي المحافظة .
في الجانب الآخر هناك عمل سياسي وسط رجال قبائل حضرموت من أجل بسط يد الحضارم على سلطة المحافظة المدنية والعسكرية.
شعر نظام صنعاء بخطورة التحالف القبلي الحضرمي ومن أجل أضعافه عمد إلى أغتيال المقدم علي أحمد بن حبريش على طريق المكلا - الريان بجانب المعسكر في مايو 1998م. أمام هذه الهجمة الشرسة للقوات العسكرية والأمنية التى تعرض لها أهالي حضرموت نرى ألتحام الأهالي حضراً وبدواً وتصاعد النضال السلمي الذى يهدف إلى تمكين أبناء حضرموت من السيطرة على أرضهم. في نفس العام عقد مؤتمر عين ون حضره كل رجال حضرموت ولم يستثن أحداً. قراراته كانت واضحة هزت أركان سلطة صنعاء.
نجح النظام في أتباعه سياسة الترغيب والترهيب في أبقاء القرارت حبراً على ورق وتفكيك تلاحم البدو والحضر ورجال القبائل والساسة.
لم يستطع من أطفاء شرارة النضال السلمي التى أندلعت من حضرموت.
أنها أنتشرت في كل محافظات الجنوب مع رفع سقف الشعارات من حقوقية إلى سياسية وتم الأعلان عن مكونات الحراك السلمي الجنوبي عام 2007م وتصاعدت الحركة التحررية السلمية على طريق التحرر وأستعادة الدولة المدنية الجنوبية.
أنضم إلى هذه المكونات الكثير من أبناء الجنوب بمختلف فئاتهم وشرائحهم الأجتماعية.
تضحيات كبيره قدمها شعب الجنوب في مواجهة القوة العسكرية والأمنية اليمنية مع أصرار الثوار على سلمية الثورة.
صاحب ذلك أنتخاب المقدم سعد أحمد بن حبريش الذى عمل مبكراً على توحيد القبائل الحضرمية. أنتخب رئيساً لحلف قبائل حضرموت وتابع قرارت الحلف مع السلطة بالمحافظة والمركز من أجل بسط يد الحضارم على كامل تراب حضرموت - ثروة وأنسان وهوية - أحس نظام صنعاء بخطورته. قرر تصفيته الجسدية في 2013/12/2م أمام نقطة عسكرية في سئيون حضرموت .
تداعت القبائل الحضرمية بعد أغتيالة إلى مؤتمر في وادي نحب حضرته قيادات المكونات السياسية والشخصيات والأجتماعية ورجال الدين.
نتج عنه أنتخاب المقدم عمرو بن حبريش وأعلان الهبة الشعبية في 2013/12/20م هدفها بسط اليد الحضرمية على الأرض والثروة.
شاركت كل مدن وقرى الجنوب في تنفيذ الهبة ولكن كون الحلف حركة أجتماعية يعترف بنظام صنعاء ويشدد على تنفيذ مقررات مؤتمر وادي نحب. عفوية الهبة الشعبية لم تمكنها من تحقيق أهدافها. قدم نظام صنعاء أغراءات معنوية ومادية من أجل أضعاف حلف قبائل حضرموت وأستطاعت أن تزرع الفرقة بين هذه القبائل المتحالفة.
على ضوئها عقد مؤتمر وادي خوّن بحضرموت أيضاً. دس السم في الدسم من أجل أبعاد الحلف عن المكونات السياسية في حضرموت والجنوب وظهر ذلك جلياً في قيام فعاليتين ناجحتين ذات زخم جماهيري وقبلي بمناسبة الذكرى الأولى للهبة الشعبية .
أرجو أن تحل هذه الأشكاليات في القريب العاجل وندرك أن علاقة المكونات السياسية الجنوبية أو في حضرموت بحلف قبائل حضرموت ضرورية مثل حاجة السمكة لمياة البحر .