زرت منذ يومين زملاء المهنة في وكالة أنباء سبأ في التواهي ..
كان اللقاء حميميا دار فيه كل شيء من اوضاع البلاد الى ذكريات العمل الاولى في الوكالة وصحيفة ١٤ اكتوبر .. تشعب الحديث بين ذكريات ماضي جميل وحاضر مرير .. بين حب المهنة والطموح المشروع فيها وبين مكابدة الواقع الذي يحاصر مهنييها .. كانت وكالة أنباء عدن هي قلب الاعلام النابض في الجنوب قبل الوحدة ، فيها ولا يزال من خيرة الكوادر التي لا تزال مقيدة مهنيا من صنعاء عن اي تطور او توسع في نشاطها وتقديم خدماتها بشكل مستقل ..
لماذا لا يعود الاسم السابق للوكالة " وكالة أنباء عدن ".. لماذا لا تكون مستقلة عن صنعاء وتمارس مهنيتها وتوسع من علاقاتها مع الوكالات والمؤسسات الإعلامية في المنطقة والعالم ..
لماذا مركزة كل شيء في صنعاء حتى الخبر يرسل من الوكالة بعدن الى الوكالة في صنعاء ليقوم اصغر محرر فيها بشطب خبر او اختصاره بحجة السياسة الإعلامية التي ظلت سيف مسلط على رقاب العاملين في كل مؤسسات الاعلام في الجنوب والهدف هو السيطرة على المعلومة من الدولة البوليسية التي حكمها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ..
اليوم لم تعد هناك حجة لعدم تحرير مؤسسات الاعلام في الجنوب من قبضة صنعاء .. جميع الأنشطة في الجنوب لا توليها اجهزة الاعلام اليمنية أية اهتمام لان أخبارها ترمى بزبالة القائمين عليها هناك ..
اتمنى ان ارى وكالة أنباء عدن تعود الى سابق عهدها قلب الاعلام النابض والمغذي لكافة الأجهزة الإعلامية بالاخبار والتقارير وباستقلالية تامة .. الوكالة فيها أعمدة مهنية الأساتذة محمد ثابت الاول الى جانبي في الصورة وحسن قاسم وعبدالكريم الشعبي تستطيع القيام بهذا الدور وشباب ترعرع على يد هؤلاء ايضا .
عودة الوكالة ستغير وجه الاعلام في الجنوب لتاريخها ومهنيتها وسمعتها ايضا.
انها عدن الوكالة وعدن الاعلام والمدرسة التي تتلمذ فيها خيرة الاعلاميين في الجنوب .. كانت وستبقى واتمنى ان تعود .